في الثامن عشر من يناير عام 1977 خرج الشعب المصري منتفضًا بسبب زيادة الأسعار، وعرف الشعب هذا اليوم ب«انتفاضة الخبز» فيما أطلق علية الرئيس السادات «انتفاضة الحرامية»، واليوم تمر الذكرى ال 37 لانتفاضة الشعب المصري ضد الغلاء، ولم يتغير شيء على مدار الأعوام السابقة حتى اندلعت ثورة الخامس والعشرين من يناير التي نادت بنفس مطالب الشعب التي خرج بها في انتفاضته ضد «السادات» عام 77، وهتف المصريين في يناير 2011 «عيش حرية وعدالة الاجتماعية». «يا حاكمنا في عابدين، فين الحق وفين الدين، وعبد الناصر ياما قال خلوا بالكم م العمال» هتافات زلزلت مصر عقب إعلان الدكتور عبدالمنعم القيسونى، نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية وبذلك رفع أسعار الخبز والسكر والشاي والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى، خلال بيان له أمام مجلس الشعب، وانطلقت الانتفاضة في 18 يناير 1977، بعدد من التجمعات العمالية الكبيرة في منطقة حلوان بالقاهرة في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وعمال شركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالإسكندرية. استمرت مظاهرات الشوارع المصحوبة بالعنف الموجه ضد المصالح الحكومية وأقسام الشرطة «الأزبكية، والسيدة زينب، والدرب الأحمر، وقسم شرطة إمبابة، والساحل، وحتى مديرية أمن القاهرة»، واستراحات الرئاسة بطول مصر من أسوان حتى مرسى مطروح ولم تسلم من الهجوم استراحة الرئيس بأسوان حيث كان يقيم، وتقرر إلغاء اجتماعه ب«هنري كيسنجر» وزير الخارجية الأمريكي في نفس اليوم. وصل الهجوم إلى بيت محافظ المنصورة وتم نهب أثاثه وحرقه، ونزل إلى الشارع عناصر اليسار بكافة أطيافه،وانضم إلى العمال طلبة الجامعة وجميع فئات الشعب رافضين الظلم الاقتصادي الواقع عليهم في عصر الانفتاح في مصر رافعين شعارات الحركة الطلابية، واستمرت هذه المظاهرات حتى وقت متأخر من الليل مع عنف شديد من قوات الأمن وتم القبض على مئات المتظاهرين وعشرات النشطاء اليساريين، ألقت الشرطة القبض على مئات المتظاهرين وعشرات النشطاء اليساريين، وسقط ضحيتها العشرات من القتلى والمصابين. خرجت الصحف الثلاث الحكومية بعناوين عريضة صبيحة اليوم التالي متحدثة عن مؤامرة شيوعية لإحراق البلد وقلب نظام الحكم، واستمرت المظاهرات في هذا اليوم بزخم أكبر وأكثر عنفا وتم الإعلان في نشرة أخبار الثانية والنصف عن إلغاء القرارات الاقتصادية وفى الرابعة أمر السادات بنزول الجيش إلى الشارع لقمع المظاهرات وأعلنت حالة الطوارئ وتقرر حظر التجول في كل مصر من السادسة مساءا إلى السادسة صباحًا.