قال موقع "وورلد كرنش" الأمريكي اليوم، إن الانتصار الساحق للاستفتاء على الدستور المصري الجديد، وفقا للنتائج الأولية، يمثل مفترق طرق للحقبة المضطربة التي تعيشها مصر، موضحة أن الكثيرين يأملون في أن نجاح الدستور، وحظر جماعة الإخوان المسلمين في أواخر العام الماضي سيعملان على إعادة الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات التي تبعت حركات الربيع العربي. وأضاف الموقع أن الكثير من المصريين قرأوا مواد الدستور ال247 كاملة، والخطوة القادمة ستكون التفكير في الانتخابات، وسط طلبات قوية بترشيح الرجل العسكري القوي وزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي" ليصبح خلفا للرئيس المعزول "محمد مرسي". وأشار إلى أن "السيسي" لم يعتزم بالفعل الترشح للانتخابات الرئاسية، وبذلك يترك الباب مفتوحا لليساري الناصري "حمدين صباحي"، والجنرال "سامي عنان"، ورئيس الوزراء الأسبق "أحمد شفيق"، وكذلك الإسلامي المعتدل "عبد المنعم أبو الفتوح". وأوضح الموقع الأمريكي أن "مبارك" يعتبر "السيسي" رجلا ماكرا، وكما ذكرت منظمة "جالوب"، وفقا لاستطلاع للرأي، أن 90% من المصريين يرون أن وزير الدفاع المصري خلصهم من العاصفة وحفظهم بعيدا عنها، وذلك بعد عزله للرئيس السابق "محمد مرسي". ومن جانبه، يقول "خالد هندي" أحد مؤسسي حركة تمرد:" الاقتصاد لن يتعافى بدون الأمن، وليس لدينا إلا السيسي، رغم أنني لا أحبذ فكرة عودة الجيش إلى السلطة، ولكن ليس لدينا خيار سوى ذلك". كما يلاحظ المحلل السياسي "سعيد صادق" أن الخوف من التطرف الديني والإسلاموفوبيا يدفعان "السيسي" إلى الأمام حيث لا توجد بدائل، موضحا أن الثورات عبارة عن موجات، فالثورة الفرنسية لم تأت بالاستقرار إلا بعد عشر سنوات. وتعليقا على حلم الشباب المصري بالديمقراطية الغربية، يقول "صادق":" هذه ليست ستوكهولم، والمثالية يجب أن تفتح الطريق إلى الواقعية، حتى لو كانت التكلفة عودة السلطة العسكرية بشكل مؤقت". وفي السياق ذاته، يحذر المحلل السياسي "أحمد نجيب" من عواقب ترشح "السيسي" للرئاسة، أو حال فوزه، قائلا:" إذا فاز السيسي ستكون هناك فوضى، وسيصبح الجيش هدفا للعمليات الإرهابية". واختتم الموقع الأمريكي بقوله: بعد ثلاث سنوات من موجة الديمقراطية، يبدو أن المصريين على استعداد للتضحية بالحرية من أجل الحصول على المزيد من الاستقرار، وحال فوز "السيسي" بمنصب رئيس الجمهورية، ستدخل مصر حقبة جديدة من الحكم العسكري الخالص.