زين العابدين فؤاد: «عبد الناصر» كان مع الشعب واحترم رغبته في التغيير أحمد بهاء الدين شعبان: تحرير سيناء جاء بضغوط الحركة الطلابية محمد فرج: الحركة الطلابية تكون ضد الحاكم وليست ضد الدولة «أنا شوفت شباب الجامعة الزين، أحمد وبهاء والكردي وزين، حرمنهم حتى الشوف بالعين، وفي عز الضهر مغميين».. هكذا خلد شاعر الفقراء أحمد فؤاد نجم، بصوت الشيخ إمام، أسماء قيادات الحركة الطلابية في السبعينات بعد اعتقالهم، من أجل القضية الوطنية والديمقراطية وحقوق (الغلابة). «البديل» استطلعت آراء قادة الحركة الطلابية في السبعينيات حول دور العمل الطلابي، ومدى توافقه مع ما يحدث الآن في الجامعات، للوقوف على الفارق الكبير بين ما يفعله طلاب الإخوان اليوم، ونضالهم في سبعينيات القرن الماضي. يقول الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، الطالب بكلية الآداب وعضو اللجنة العليا للطلاب في السبعينات، إن الحركة الطلابية بدأت في فبراير 1968، وكانت مظاهرات الطلاب مع مظاهرات العمال في حلوان، خرجت احتجاجًا على الأحكام القضائية الصادرة ضد قادة سلاح الطيران المتهمين بالتسبب في النكسة. ويوضح «زين العابدين» أن المظاهرات خرجت من كافة الجامعات بشكل عنيف، وكان شغلها الرئيسي القضية الوطنية والاستعداد للحرب ضد الكيان الصهيوني، والمطالبة بالحريات، و تكررت في نوفمبر من نفس العام. كذلك يشير إلى تعامل نظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع المظاهرات بشكل مختلف؛ حيث أقر أن الشعب يريد التغيير وأنه مع الشعب، فغير الحكومة بناء على ضغوط الطلاب. ويضيف «فؤاد» أنه في الأعوام بعد 1968 اندلعت مظاهرات عديدة؛ رفضًا لسلطات الحرس الجامعي، واستمرت حتى 1972، إلى أن تشكلت اللجنة الوطنية العليا للطلاب. ويؤكد "القيادي الطلابي" أنهم نظموا اعتصامًا داخل قاعة الاحتفالات الكبرى، بدأ في 19 يناير 1972، للمطالبة بحرية تكوين الأحزاب، وحرية الصحافة، والاستعداد الجاد للحرب، حتى تم اعتقالهم في 24 من الشهر نفسه، فخرج الطلاب في المظاهرات الشهيرة أيام 25,26,27 يناير للمطالبة بالإفراج عن زملائهم، والتأكيد على مطالبهم. هنا، يوضح الشاعر أن السنين الماضية شهدت مظاهرات سلمية داخل الجامعة، لكن ما يحدث من طلاب جماعة الإخوان الآن عمل تخريبي لا علاقة له بالنضال، ويهدف لخدمة جماعة محددة. مؤكدًا أنهم عندما اعتصموا داخل جامعة القاهرة، تسلموا مفاتيح قاعة مجلس الجامعة من مديرها آنذاك "حسن إسماعيل"، ولم تُخدش ورقة واحدة، وحافظوا على كل شيء في اعتصامهم، الذي استمر سبعة أيام. ويقول أحمد بهاء الدين شعبان، الطالب بكلية الهندسة، والقيادي بحركة أنصار الثورة الفلسطينية في السبعينات، إن الحركة الطلابية في الوقت المشار إليه، كانت لها دوافع وطنية، تهدف لإعادة الأراضي المحتلة، واكتشف الطلاب وقتها أن قضية الديمقراطية قضية أساسية لا تنفصل عن القضية الوطنية، وأن الموقف الاجتماعي والانحياز للطبقات الفقيرة ضرورة؛ لأنهم من يدفعون الثمن دائمًا. ويؤكد أنهم امتلكوا برنامج ثلاثي الأبعاد، ظهر جليًا في الوثيقة الطلابية، وهو "النضال من أجل تحرير الأرض المحتلة، النضال من أجل الطبقات الفقيرة، تحمل الطبقات الغنية جزءًا مما يتحمله المعدمون، تحقيق الديمقراطية". ويتفق «شعبان» مع "زين العابدين" في أن فرقًا كبيرًا بين مظاهراتهم ومظاهرات طلاب الإخوان التي تشهدها الجامعات الآن؛ فهم كانوا أصحاب قضية وطنية أجمعت عليها الأمة، ويذكر التاريخ أن تحرير سيناء حدث بعد ضغوط الطلاب، ورغم الاعتداء المتكرر عليهم مرارًا وتكرارًا، لم يلجؤوا أبدًا للعنف. كذلك يتفق معهما محمد فرج، الطالب بهندسة المنوفية، وعضو حركة 13 مارس الوطنية الديمقراطية في السبعينات، بأن الحركة الطلابية في السبعينات كانت دوافعها وطنية، بدأت من نهاية الستينات بعد النكسة، وتجددت مرة أخرى عام 1972 قبل الحرب بعام. مؤكدًا أنهم خرجوا ضد الحاكم وليس الدولة، وطالبوا بتسليح الشعب للمشاركة في الحرب ضد الكيان الصهيوني، وبعد الحرب – تحديدًا عام 1974 بعد الانفتاح الاقتصادي الذي أجراه الرئيس الراحل أنور السادات، وارتفاع الأسعار- استهدفت الحركة الطلابية تحقيق (العدالة الاجتماعية). ويوضح "فرج" أن ما يحدث الآن شيء مختلف؛ بالتأكيد ما يحدث ليس حركة نضال طلابية، إنه صراع على السلطة خارج الجامعة، يقوده ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، ويدفع بعناصر ليست طلابية داخل الجامعات من أجل حرقها وتخريبها.