احتفاءً بالإبداع الشعبي أطلق البيت الفني للفنون الشعبية و الاستعراضية صالونا ثقافيا شهريا جديدا يقام في الثلاثاء الأول من الشهر ،يشرف عليه أستاذ الفنون الشعبية د.محمد أمين عبد الصمد، انطلقت أولي جلساته الثلاثاء الماضي، بعنوان " جماليات الأغنية الشعبية الدينية " بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون،بحضور رئيس البيت الفني للفنون الشعبية ، و عدد من الباحثين في التراث الشعبي و عشاق فن الإنشاد و منهم د. محمد عارف بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، و خبير الفنون الشعبية د. حسن لطفي والفنان حسن إبراهيم- مدير عام الفرقة القومية . و تم خلاله تكريم اثنين من المنشدين الكبار هم الشيخ جودة هيكل و اسم الفنانة الراحلة زينب يونس و تسلم درع تكريمها نجل أختها الفنان نادر أنيس . شهد الصالون تحليلا للأغنية الدينية الشعبية مستعرضا تاريخها و أنواعها و نماذج منها قدمها د محمد السيد شبانة أستاذ الغناء و الموسيقي الشعبية و رئيس قسم فنون الأداء الشعبي بالمهد العالي للفنون الشعبية ، و بالتداخل مع هذا التحليل قدم المنشد الشعبي الحاج عبد البديع شاهين و فرقته نماذج من الإنشاد و المدائح كنموذج عملي لأنواع الأناشيد الدينية المختلفة مثل الأغنيات الخاصة بالمناسبات الدينية المختلفة كالحج وكأشعار المتصوفة و غيرها ، و قال د. محمد السيد شبانة إن الإنشاد الديني فن روحاني شريف ينعكس علي المنشدين الذين يقدمونه فيرتدون زيا يدل علي احترامهم لما يقدمونه و أشار إلي أن المنشد يحرص علي التوضؤ قبل تقديم الإنشاد احتراما لجلال ما يقدمه و أضاف إن الآلات الموسيقية المستخدمة هي أيضا آلات تمتاز بالشرف و الرقي ، كآلة الربابة التي ينتهي عمودها بمئذنة ، و قال إن فن الإنشاد بدأ مع منشدات بني نجار في استقبال الرسول الكريم في هجرته إلي المدينةالمنورة ، و مر بفترات من القوة و الانحسار و في العصر الحديث تراجع أثناء فترة سيطرة الدولة العثمانية بسبب تراجع الاهتمام باللغة العربية ، وفي منتصف القرن الثامن عشر بدأت حركة بعث جديد للإنشاد الديني ، و أشار إلي أن تراثنا الغنائي و الديني يمثل قوة ناعمة تحتاج إلي إعادة تقديمها لتبث في وجدان شبابنا معاني الهوية . و قال المشرف علي الصالون د. محمد أمين عبد الصمد انه تم اختيار " الأغنية الشعبية الدينية " لافتتاح الصالون الثقافي لتزامنه مع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هذا الشهر و لأن الأغنية الشعبية الدينية تمثل أحد أشكال الغناء المتداولة و المنتشرة في مختلف ربوع مصر و باعتبارها حاملا للقيم و التصورات الدينية للجماعة الشعبية مرتكزة علي معتقداتها و تاريخها . وأقيم علي هامش الصالون معرض لوحات للفنون التشكيلية يمثل مشاهد من الحياة الشعبية في مصر في القرن الثامن و التاسع عشر لعدد من المستشرقين من مقتنيات المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.