اليوم، إجازة بالبنوك والبورصة بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    ترامب يبرم اتفاقا يلزم أوروبا بدفع ثمن معدات عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا    الصحة العالمية: جوع جماعي في غزة بسبب حصار إسرائيل المفروض على القطاع    حديثه عن حب النادي طلع مدهون بزبدة، هذا ما يخطط له أليو ديانج للرحيل عن الأهلي    نجاح فريق طبي بمستشفى الفيوم في إنقاذ مريض مصاب بتهتك وانفجار في المثانة بسبب طلق ناري    من «البيان الأول» إلى «الجمهورية الجديدة»| ثورة يوليو.. صانعة التاريخ ومُلهمة الأجيال    بينهم عمال غابات.. مصرع 10 أشخاص في حريق هائل بتركيا- صور    القوات الإيرانية تُحذر مدمرة أمريكية في خليج عمان.. والبنتاجون يعلق على التحذير    بمناسبة ثورة 23 يوليو.. اليوم الخميس إجازة مدفوعة الأجر    في معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب.. «قاهرة ابن دانيال» زاوية مجهولة من «العاصمة»    رجال غيّروا وجه مصر.. ما تيسر من سيرة ثوار يوليو    ترامب: أمريكا ستقود العالم في الذكاء الاصطناعي    الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع الصفدي اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا    استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال في بلدة الخضر    رئيس محكمة النقض يستقبل وزير العدل الأسبق لتقديم التهنئة    علاء نبيل: احتراف اللاعبين في أوروبا استثمار حقيقي    رياضة ½ الليل| إقالة سريعة.. سقوط المصري.. السعيد فرحان بالزمالك.. وفحص الخطيب بباريس    منتخب 17 عامًا يفوز على العبور وديًا ب8 أهداف    إخماد حريق في محطة وقود بالساحلي غرب الإسكندرية| صور    الاكتتاب في سندات الخزانة العشرينية الأمريكية فوق المتوسط    مخرج «اليد السوداء»: نقدم حكاية عن المقاومة المصرية ضد الاحتلال    بأغنية «يا رب فرحني».. حكيم يفتتح صيف 2025    راغب علامة: مصر هوليوود الشرق.. وقبلة الفنان مش جريمة    وزير الزراعة: الرئيس السيسي مُهتم بصغار المزارعين    حسام موافي لطلاب الثانوية: الطب ليست كلية القمة فقط    بمستشفى سوهاج العام.. جراحة دقيقة لطفلة مصابة بكسر انفجاري بالعمود الفقري    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل سلطة التونة بالذرة    بعد أنباء أزمة عقده.. ديانج: «لم أكن أبدًا سببًا في أي مشكلة»    أليو ديانج يحكي ذكرياته عن نهائي القرن بين الأهلي والزمالك    محافظ قنا يطمئن على مصابي حادث سقوط مظلة تحت الإنشاء بموقف نجع حمادي.. ويؤكد: حالتهم مستقرة    نشرة التوك شو| توجيه رئاسي بشأن الطلاب محدودي الدخل.. وخالد أبوبكر يتعرض لوعكة صحية على الهواء    «الجبهة الوطنية» يكرّم طالب من أوائل الثانوية العامة بمؤتمر الجيزة ضمن مبادرة دعم المتفوقين    صاحب مغسلة غير مرخصة يعتدي على جاره بسبب ركن سيارة بالإسكندرية    إصابة شخصين في تصادم بين سيارة وتوكتوك بطريق التل الصغير بالإسماعيلية    إصابة شخصين في حادث انقلاب بطريق الإسماعيلية    بالأسماء.. إصابة ووفاة 5 أشخاص فى حادث تصادم سيارتين بمحور ديروط فى أسيوط    عيار 21 الآن وأسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الخميس 24 يوليو 2025    ترامب: سنفرض رسومًا جمركية على معظم دول العالم ونعزز صفقات الطاقة مع آسيا    «الناصري» ينظم ندوة بالمنيا احتفالًا بذكرى 23 يوليو    موعد تنسيق الجامعات الأجنبية 2025 لطلاب الثانوية والشهادات المعادلة    «مبنحبش نتصادم».. كيف تحدث أحمد فهمي عن علاقته ب أميرة فراج قبل الانفصال؟    5 أبراج «فاهمين نفسهم كويس».. يعشقون التأمل ويبحثون عن الكمال    عبارات تهنئة مؤثرة ومميزة لطلاب الثانوية العامة 2025    السيد القصير يوجه 7 رسائل بمؤتمر الغربية: ندعم القيادة السياسية.. ومرشحينا معروفين مش نازلين بباراشوت    لو مجموعك أقل من 90%.. قائمة الكليات المتاحة ب تنسيق الثانوية العامة 2025    «محدش قالي شكرا حتى».. الصباحي يهاجم لجنة الحكام بعد اعتزاله    «أحمد فتوح بينهم».. جون إدوارد يسعى للإطاحة بثلاثي الزمالك (تفاصيل)    لا ترمِ قشر البطيخ.. قد يحميك من مرضين خطيرين وملئ بالفيتامينات والمعادن    اليوم، تعديلات جديدة في مواعيد تشغيل القطار الكهربائي بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو    ارتفاع البتلو وانخفاض الكندوز، أسعار اللحوم اليوم في الأسواق    الأوراق المطلوبة للاشتراك في صندوق التكافل بنقابة الصحفيين    حماس تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة إلى الوسطاء    5 معلومات عن المايسترو الراحل سامي نصير    هل يجوز أخذ مكافأة على مال عثر عليه في الشارع؟.. أمين الفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم نتمنى ان نكون مثلكم ?!    الإفتاء توضح كيفية إتمام الصفوف في صلاة الجماعة    محفظ قرآن بقنا يهدي طالبة ثانوية عامة رحلة عمرة    دار الإفتاء المصرية توضح حكم تشريح جثة الميت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو.. «البديل» تفتح ملف انتهاكات الصحفيين
نشر في البديل يوم 04 - 01 - 2014

عادل صبري: الاعتداء على الصحفي اعتداء على قضية مقدسة
جمال عيد: استهداف الصحفيين يتم دائمًا من القوى المتصارعة على السلطة
رامي إبراهيم: إطلاق النار على الصحفي لا يكون عن طريق المصادفة.. والدليل الزميل الحسيني أبوضيف
محمد ممتاز: تم الاعتداء عليّ ..والنقابة لم تقدم سوى "شو إعلامي"
حنان فكري: النقابة قدمت دورًا مشرفًا لكل من تم الاعتداء عليهم.. والبعض ينتظر أن نقوم بدور "سوبر"
خالد تليمة: من طبائع النظم الاستبدادية أن ترمي أخطاءها على الصحافة والإعلام
باتت مسألة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون جلية لكل عين ترى، وأصبح الصحفيون معرضين لشتى أنواع الاتهامات ونالهم ما نالهم من السباب والشتائم والخوض في الأعراض، وأضحى الصحفي، وهو الذي يرصد الحقائق ويكشف البيّنة، يدفع ضريبة كبيرة وصلت لحد القتل ثمنًا لممارسة مهنته، كل هذا ما زال مستمرًا بعدما ظن المجتمع، بصفة عامة، والصحفيون بصفة خاصة، أن الثورة الينايرية المباركة ستجتث كل رؤوس الفساد، وتقتلع جذور الطغاة والفاسدين، وحَلُمَ الجميع، وكادوا يلمسون الحلم بأيديهم، طامحين في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فازدادت الانتهاكات وكثر التعدي على الصحفيين والإعلاميين من قبل التيارات التي من مصلحتها أن تخفى وتزيف الحقائق، كما تعرضوا للقمع وتلفيق القضايا من قبل الأجهزة الأمنية، وطال السباب كل من ينتمي إلى بلاط صاحبة الجلالة..
"البديل" التقت نخبة من الكُتّاب والحقوقيين، لتسمع وترى وتحلل آراءهم، كما التقت عددًا من الصحفيين الذين تعرضوا للعديد من الانتهاكات والتعدي عليهم بالضرب والسحل والقمع والتعذيب، ورووا ما تعرضوا له، واضعين الصورة كاملةً أمام بيتهم "نقابة الصحفيين" ونقيبهم، وتركت للقارئ الحكم على دور النقابة في حماية أولادها، وما يجب عليها أن تفعله..
في البداية، قال كارم يحيى الكاتب الصحفي ب"الأهرام" إنه من دون صحافة حرة، تنشر المعلومات بدقة، والأراء المتعددة والمختلفة، لا نستطيع أن نرقى لمجتمع حديث، وإن "الصحافة حلم لم يتحقق حتى الآن".
وأكد أن الطرف الأكثر كرها للصحفيين، هو من يسعى دائما لإخفاء الحقيقة، والتغطية عليها، وحجب المعلومات.
وأضاف يحيي أن الانتهاكات ضد الصحفيين لم تتغير من قبل أجهزة الأمن والشرطة، مطالبا بوجود قوانين تمنع تأثير أجهزة الأمن السلبى على الصحافة والصحفيين، وتجرم استخدام الصحافة من قبل أجهزة الأمن فى تضليل الرأى العام والكذب على الناس، وكذلك استخدام أجهزة الأمن بعض الصحفيين وتجنيدهم للرقابة على المعلومات التي تنشر في بعض الصحف.
وطالب يحيي السلطة بأن تراجع نفسها وتحترم الصحافة والاعلام، وحق المواطنين فى الحصول على المعلومات الصحيحة.
وقال مؤنس زهيري الكاتب الصحفى ب"أخبار اليوم" إن الصحافة ضمير المجتمع، وهذا ليس انحيازا لمهنتي ولكنها حقيقة، وذكر زهيري مقولة شهيرة لجوزيف جوبلز، وزير الدعاية السياسية فى حكومة توضح أهمية الصحافة والإعلام ومدى تأثيرهما على المجتمع"اعطنى إعلاما بلا ضمير، أعطك شعبا بلا وعي.
وأضاف زهيري أن الصحفي يسجل ما يحدث على أرض الواقع، سواء كان بالكلمة المكتوبة أو بالصورة الفوتغرافية ولا ينحاز لأي فصيل، مؤكدا أن من يكره الصحفى هو من لا يريد أن يسجل الصحفى عليه اخطاءه وإدانته، ومن يعتدى على الصحفى أثناء تسجيله الحقيقة هو المخطئ، لأن الحقيقة المصورة لا تكذب.
وطالب زهيرى نقابة الصحفيين بتنظيم دورات تدريبية توضح مدى خطورة تغطية الاحداث في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من باب الحفاظ على الصحفيين من العنف الذي يواجه ضدهم.
من جانبه، قال كريم عبدالراضى، المحامى والناشط الحقوقي، إنه يجب على الصحفيين أن يتحلوا بأخلاق المهنة، ويلتزموا بمبادئ ومواثيق الشرف الإعلامي.
وأكد عبدالراضي أنه تم رصد أعنف حملة اعتداء على الصحفيين منذ ثورة يناير وحتى الآن، تنوعت الانتهاكات بين القتل والاعتداءات البدنية ومنعهم من تغطية الاحداث واعتقالهم، والاحتجاز والتعذيب، متمثلةً في الأطراف المتنازعة وجماعة الإخوان المسلمين، حيث تم رصد 37 انتهاكًا ارتكبت داخل اعتصام رابعة العدوية من قبل جماعة الإخوان، 51 انتهاكا إرتكبتها الأجهزة الأمنية، 7 انتهاكات ارتكبت من المعارضين للرئيس المعزول، و17 انتهاكا إرتكبت من قبل مجهولين، فى أماكن متفرقة – على حد قوله.
ووجه عبد الراضي رسالة للأحزاب والقوى السياسية، مفادها أنه مهما اتفقت أو اختلفت مع الصحفى، يجب أن تدافع عن حقه فى ان يعمل فى مناخ آمن، لأنه سيأتى اليوم الذى تكون فيه بين صفوف المعارضة، وستكون فيه فى أمس الحاجة لصحفى ينقل ما تتعرض له من انتهاكات أو ينقل برنامجك الانتخابى، وينقل رأيك فى القضايا السياسية التى تشهدها مصر.
في السياق نفسه، قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن الإعلام يجب أن يساعد فى نشر ثقافة الاختلاف وقبول الآخر.
واستنكر عيد سقوط 10 ضحايا من الصحفيين منذ 25 يناير وحتى الآن، مؤكدا أن استهداف الصحفيين يتم دائما من القوى المتصارعة على السلطة.
ونفى "عيد" مسألة أن السلطة دائما هى من تنتهك حرية الصحافة أو التعبير، قائلا إن الإعلام مستهدف من المجموعات التي تمارس العنف، وأنه لا يوجد مبرر لممارسة العنف بشتى الطرق والوسائل، مطالبا بوجود قانون يدافع عن حرية الصحافة و التعبير.
وتطرق عيد للحديث عن أول وأكبر مظاهرة شهدها العالم لحماية حرية الصحافة التي حدثت فى مصر 1909، حيث خرج 25 ألف مواطن للدفاع عن حرية الصحافة، عندما حوكم الصحفى الراحل أحمد حلمى حينما انتقد خديو مصر أثناء تلك الفترة.
وقال عادل صبري، الكاتب الصحفي، إن الاعتداء على الصحفي ليس اعتداء على شخص عادى، لأنه يبحث عن الحقيقة لكي يعرفها غيره ويضحي بنفسه فى سبيل إعلاء كلمة الحق، وإعلاء الكلمة الصحيحة لذلك الاعتداء عليه بمثابة إعتداء على قضية مقدسة.
وأضاف صبري أن هناك خلافات مهنية وأخلاقية داخل المجتمع، المشكلة الأولى أن كثيرا من الصحف تربت فى أحضان السلطة وحينما قررت الخروج، أصبحت تقع فى مشاكل كثيرة، مثل علاقتها برجال الأعمال ومجموعات المصالح وغير ذلك، وبدأ الصحفيون ينظرون للمصلحة وليست للمهنية، مما جعل المجتمع ينظر للصحفي من منظور أنت مع الحكومة أو رجل الأعمال، وبالتالى ضياع المهنية هو الذى جعل هذه الاتهامات تلصق بالصحفيين.
واستنكر صبري الأحداث الأخيرة التي لم تتدخل النقابة لحلها بشكل كافٍ إلا من خلال ارسال مستشار قانونى يتابع القضية فقط .
كما استنكر رامى إبراهيم، مدير مكتب الجريدة الكويتية بالقاهرة، مقتل 7 من الصحفيين، قائلا إن هذا العدد يذكرنا بالحروب الكبيرة، وذلك دليل على وجود خلل لدى كل الأطراف حتى بمن فيهم نحن الصحفيين أنفسنا، ربما كثيرون منا لم يتدربوا بما فيه الكفاية عن كيفية السلامة المهنية في تغطية الأحداث و أماكن الخطر.
وأكد رامي أن من يطلق النار باتجاه صحفى لا يكون عن طريق المصادفة، بل هي عملية مقصودة وجريمة يمارسها البعض من أجل إخفاء جرائم أخرى، والمثال على ذلك زميلنا "الشهيد الحسينى أبو ضيف"، الذي قتل من مسافة قريبة بطلق مباشر فى رأسه، وهي الطريقة نفسها التى استخدمت مع عدد من النشطاء وكانوا جميعا يمارسون نوعا من أنواع الصحافة غير الرسمية، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وليست مصادفة أبدا، وربما قد تكشف جهات التحقيق ذلك فى الأيام القادمة.
وأضاف رامي أن عددا من أبرز أسماء الشهداء الذين قُتلوا عن عمد فى اثناء فترة رئاسة محمد مرسى الرئيس المعزول، كان كل منهم يدير صفحة على الفيس بوك عليها مئات الآلاف من الأسماء من الصفحات المعارضة للإخوان المسلمين وقتل كل منهم بالطريقة نفسها عبر إطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة.
وروى رامي قصة الشهيد أحمد محمود الذى استشهد فى الأيام الأولى لثورة يناير، عندما كان يصور من نافذة مكتبه، وأُطلق عليه النار برصاص قناص يريد إخفاء الحقيقة، قائلا: هذه الجرائم المتتالية التي تتم تجاه الصحفيين ربما المتهم الاساسى فيها وزارة الداخلية، وجماعة الإخوان المسلمين.
وكشف رامى عن وجود خلط بين كل الأطراف، والممارسين للمهنه أنفسهم، نرى كثيرين يخلطون بين توجهاتهم السياسية وعملهم الصحفى، الكل لا يفرق بين هذه الأدوار فى حد ذاتها، الكل يريد إعلاما على مقاسه.
وطالب بوجود نوع من أنواع الحصانة يتمتع بها الصحفيون والإعلاميون، تشبه تلك التى يحظى بها رجال الإسعاف والأطباء، لأن هذه المهن تقتضي من أصحابها التواجد فى مواقع الخطر.
وقال سيد عبداللاه، صحفي بجريدة البديل، إن المهنية تفرض على كل صحفي أن ينقل الواقع بشكل حيادي، مؤكدا أن الصحفيين ما زالوا يتعرضون لكثير من الانتهاكات، مستشهدا بما حدث له عندما تعدي عليه أحد ضباط الشرطة أثناء تصويره واقعة تزوير خلال فعاليات انتخابات الشورى عام 2010، بمحافظة السويس، وتم احتجازه في مقر أمن الدولة بالسويس لمدة يومين، وبعد خروجه فوجئ باتهامه بالتعدي على 4 ضباط شرطة، و5 أمناء، وما يقرب من 13 "عسكري"ّّ!.
أما صالح رضا، مصور قناة الجزيرة سابقاً، فقال إنه يسكن بجوار مركز شرطة الحامول، محافظة كفر الشيخ، وفي أحد الأيام تم القبض على شاب، واشيع أنه تم ضربه وكسرت يده من قبل قوات الأمن، وذهب أهله في محاولة منهم لإخراجه من مركز الشرطة، وبحكم مهنته ذهب ليرصد الحدث، ولكن بمجرد أن لاحظ أحد أفراد الأمن عملية التصوير، طالبوا بوقف عملية التصوير نهائيا، وطلب تحرير محضر لمنعي مزاولة مهام أعمالي، ولكن مُنعت أيضاً من تحرير المحضر، وفي اليوم التالي فوجئت بوجود اسمي ضمن قائمة المتهمين الأساسيين في القضية، حيث اتهموني بالسرقة والتعدي على السلطات، وترهيب مواطنين أيضاً.
وفي السياق ذاته قالت أسماء شلبى، صحفية بجريدة صوت الأمة، إنها أثناء تغطيتها أحداث "بين السرايات" ازدادت حدة الاشتباكات، فحاولت الهروب من "المتجر" الذي كانت تختبئ به فقام أحد الأشخاص الملتحين، بإيقافها وسألها إذا كنت صحفية أم لا، ولما انكرت خشية التعدي عليها، ضربها بسيف كان يمسكه، ثم ذهبت إلى المستشفى، وتلقت علاجها وخرجت دون كتابة تقرير طبي بالحادثة ولم يساعدها أحد على ذلك.
وقال محمد ممتاز، صحفي بجريدة فيتو، إنه من الطبيعي النزول لتغطية المظاهرات، سواء كانت مؤيدة للجيش أو مؤيدة للإخوان، ويروي ما حدث له عندما شاهده أحد الأشخاص الملتحين ومن معه يتحدث في هاتفه، فاستجوبوه إذا كان من أمن الولة أم لا، ووعندما قال إنه مجرد صحفي حوادث يمارس مهنته، قاموا بالاعتداء عليه بالضرب وتفتيشه ذاتيا، عن طريق ربط عينيه بشريط بعد أن استقلوه في سيارة إلى إحدى الخيام في ميدان النهضة بالجيزة، وإستمروا في الإعتداء عليه بالضرب لساعات طويلة، وقاموا بتفتيش هاتفه، مهددين بأنه لو لم يعترف بانتمائه لأمن الدولة أو ارتباط جريدته بأمن الدولة فسوف يقتلونه، قائلين" انت كدا مش هتطلع من هنا حى، وهنعمل فيك زى ما عملنا فى زمايلك قبل كدا"-على حد تعبيره.
وأضاف أن النقابة لم تفعل أي شيء سوى أنها أصدرت تصريحات وبيانات صحفية و"شو إعلامي"، حتى البلاغ التي صرحت النقابة به انها ستقدمه للنائب العام لم تقم بتقديمه إلى الآن.
واستطردت الحديث أية حسن، صحفية باليوم السابع، قائلة إنها تعمل بقسم الفيديو، وفي إحدى مسيرات الإخوان في ميدان مصطفى محمود والمتجهة إلى ميدان النهضة، رأت الإعتداء على محمد ممتاز، الصحفي، ولم تكن تعرفه وقتها، ورغم محاولات منعها من تصوير الاعتداء على الزميل إلا أنها تمكنت بعد من رصد الواقعة.
وتضيف: "وفي أثناء المسيرة قام أهالي كل من منطقتي المهندسين والدقي بالتصدي للمسيرة حتى لا تتكرر مرة أخرى، ولكنهم كانوا "مجهزين الشوم والعصى وقاموا بالاشتباك معهم وضربهم، فقمت بالتصوير ورأني احدهم وخطف الكاميرا، وأدخلني في مسيرة السيدات وقال "دي ماتخرجش من وسطيكم" وكان هذا بعد أن فشل في أن يحصل على هاتفي".
وتواصل: "بعد أن دخلنا ميدان النهضة، قاموا بإغماء عيني وجروني إلى خيمة وقالوا إنها اللجنة الإعلامية ولكنها كانت غير هذا، ثم شالوا هذا الرباط من على عيني وقاموا بالإعتداء على بالضرب على وجهي وفي بطني وأنفي لدرجة جعلتني أنزف، وكانوا يسكبون مياه النار أمامي ويجرونني من شعري من خيمة لأخرى".
وقال تامر مجدي، مراسل قناة المحور، إنه كان يقوم بتغطية إحدى مظاهرات الإخوان بمدينة حلوان، إلا ان عددا من المتظاهرين قام بمنعه، قائلين إنهم لا يسمحون سوى للقنوات الغربية وقناة الجزيرة فقط بالتصوير، وعندما حاول التغطية قاموا باحتجازه وتهديده بالقتل والذبح والحرق في حال عدم بث ما يريدون، وبالفعل استولوا على جهاز البث وإحدى الكاميرات وقاموا بتصوير المشاهد التي يريدون فقط تصويرها بما فيها من سب لمؤسسات الدولة وللشرطة والإعلام.
وأكد أن النقابة لم تقدم حتى الآن دورها الحقيقى، فدورها ضعيف للغاية، موجهاً كلمة لضياء رشوان، نقيب الصحفين الحالي، أن الصحفيين الموجودين بالشوارع والمراسلين وغيرهم ممن يغطون الأحداث بكل بسالة ومعرضين للخطر بشكل كبير، أجدر بالاهتمام من أخرين كثيرين يجلسون على مكاتبهم دون فعل أي شيء، فهؤلاء هم من سيستطيعون إقامة نقابة صحفيين قوية.
على الجانب الآخر، قالت حنان فكرى عضو مجلس نقابة الصحفيين إنه يتم استهداف الصحفيين ليس فقط بالإصابات المادية بالقتل والإصابة ولكن أيضا بالتشويه والخوض في أعراضهم.
وعن دور النقابة في حماية الصحفيين أكدت " فكرى" على دور النقابة منذ ثورة 25 من يناير، مشيرة إلى أن النقابة لن ترضي أي نظام، لأنها تبحث عن الحقيقة دائما، ولكل نظام أخطاؤه، ودائما النقابة تسبح ضد التيار، وكل ما أُلقى من اتهامات على النقابة بأنها تخاذلت فى حماية الصحفيين، كلها اتهامات مزيفة، والنقابة تعمل بكل طاقتها.
وأضافت " فكرى" ان النقابة قامت بدور يشرف مع كل الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم أو تم تحويلهم لنيابات عسكرية، لكن فى النهاية النقابة، ليست سلطة قانونية، وربما ينتظر البعض من النقابة أن تلعب دور السوبر فعندما تذهب للنائب العام تخرج وفى يدها الزميل المحتجز، هذا غير صحيح، لأنه من المفترض ان هناك إجراءات قانونية لا أستطيع ان أتخطاها، وهناك كيان آخر قانونى يعمل، فالنقابة مؤسسة والنيابة العامة مؤسسة أخرى، والنقابة دورها محدود، دورها فى قضايا النشر، وليست فى الجرائم الجنائية -على حد تعبيرها.
وأكدت " فكرى" أن مشكلة النقابة لا تكمن في المهنية وانما في القوانين، لأن التشريعات الموجودة ربما تحتاج إلى تطوير، لأنه لم يتم تطويرها منذ عشرات السنين.
ووجهة "فكري" رسالة للمجتمع المصرى أن يتعاون مع الصحفيين في أداء مهمتهم لنقل الحقيقة، حتى لا يتهم احد انه ينقل وجهة نظر معينة، فتغيب نصف الحقيقة.
وقال خالد تليمة مقدم برامج وناشط سياسيإن الصحفيين دائما يدفعون الثمن طوال الوقت، وإنه من طبائع الاستبداد والفاشية أن ترمي أخطاءك وجرائمك على الصحافة و الإعلام".
وطالب "تليمة" بتفعيل القانون، ووجود توعية من الدولة للدور الذي تلعبه الصحافة والإعلام بشكل عام فى تشكيل وعى الناس، وكشف الحقائق طوال الوقت.
وقال محمود النجار، منسق حركة صحفيون من أجل مصر، إن "الاعتداء على الصحفيين شىء مجرم بكل الأعراف والقوانين، لأنه وصل لمرحلة لم تحدث فى تاريخ مصر منذ نشأة الصحافة بها، وأن مقتل 10 صحفيين فى أقل من ثلاث سنوات بمثابة نكسة على مهنة الصحافة".
وأضاف "النجار" أن دخول الصحفيين أو أعضاء نقابتهم، ونقيبهم في معترك الحياة السياسية أفسد كل شىء، مؤكدا أن دخول ضياء رشوان نقيب الصحفيين أساطين السياسة أفسد العمل الصحفي.
وطالب "النجار" الصحفيين بالتزام الحيادية عند تغطية الاحداث وعدم الانحياز لأي فصيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.