برغم ما نمر به جميعا من ضغوط وحالات نفسية مستترة ومعلنة , وبرغم ما يكسونا من حزن على بلد يشعر الكثيرون فيه بأنها تضيع، وبين حزن على أبرياء تراق دمائهم يوما بعد يوم, وبين غل يملأ القلوب بين أصحاب الفكر والاتجاهات وبين نظرائهم اللامنتمين لأى شئ, يفور قلب الوطن بالأحزان والمآسي ! ومن إحدى المنابر التى تجمع هذا وذاك والذى لولا انتشاره ما رأى العالم بعضه البعض بلا حواجز, وسعى فيه لأقتناص المعرفة والثقافة والسياسة والعلم والادب والتاريخ والدين وحتى الحب, طرح بلا حواجز فى هذا العالم .. عالم الفيس بوك والذى يتداول نشطاؤه حاليا لعبة "كودنى شكرا" .. "كودنى شكرا", هى لعبة لمن لا يعرفها,تختار فيها رقم,يكون هو الرقم الكودى لك ترسله لأصدقائك,فيضعوا رأيهم الخاص بك على حائطهم ,لعبة لطيفة بس بتطلع بلاوى.. وفى ليلة وضحاها أصبحت "كودنى شكرا" تملأ صفحات الفيس بوك .. يكتب فيها أحدهم .. "255- كنت بخاف أقرب منك في الأول بس، في نفس الوقت كنت حاسس بحاجة كدة ورا الهالة دي بتقولي انك شخصية نادرة ومش متكررة ولازم أعرفها وأفهمهما، يمكن كنت حاسس انك هتساعديني بطريقة ما وتخليني استعير منظورك للحياة، وده تقريباً حصل بس بشكل مختلف عن اللي توقعته، ويمكن معرفتك كانت من الحاجات الجميلة القليلة جداً في السنة دي، لو هقولك حاجة هتبقى اسمحي لناس اكتر تدخل حياتك، الحلو والوحش، انا استفدت من الأتنين ومين عارف جايز الوحش يجيب الحلو، مش كل الناس الحلوة – باعتباري حلو – عندهم التباتة بتاعتي يعني ".. ويكتب الآخر"4.5 %- بحب حيويتك وحريتك وغضبك الصارخ اللى بالرغم من انه دايما فى محله ,الا انه دايما بيموتنى من الضحك علشان كله سخرية واسقاطات , طول لسانك منتهى اللذة بالرغم من استحيائي من الفاظك بس بحبها جدا علشان بتبقي طالعة منك بمنتهى المصداقية , فعلا انا حابة انك صديقي المثقف ,المبدع ,المتصعلك وميرسي انك وصفتنى بانى جميلة " وفى مكان آخر تكتب " 15- من محاسن الصدف ان الرقم ده رقم يوم ميلادى وهى صديقتى الحلوة القمر 14 و15 كمان بس هى أحلى منه كتير اوووى واثبتت ان الجمال مش بس جمال الوجه لا جمال العقل والكلمة ايضا,عرفتها قريب بس كانى اعرفها من زمن حبيبتى وسكرتى الجميلة يارب تديم صداقتنا الى الابد" .. وأخرى يبادلها استاذها "8888- انتى شابة محترمة نشأت في بيت علمها أصول التخاطب واحترام النفس والغير والكرامة وعزة النفس والفكر الجاد والانتماء للوطن وتم تدريبك علي سرعة البديهة واستخدام المخالب عند الإحساس بالخطر بلاتراجع" .. مجرد لعبة يراها البعض "منتهى اللذة " , ويراها الاخر "منتهى التفاهة" ,يستحى منها البعض وينتعش بها الآخر, ولكن من المؤكد انها جعلت الكثيرون يبتسمون لرؤية الاخر لهم, وآثلجت قلوب آخرين عندما علموا ماذا يمثلون له .. هذه هى الحياة يا سادة , شعور طيب ,وكلمة جميلة , وتقدير خاص , وود متواصل , أحاسيس فقدناها ونسيناها فى خضم خلافات فرقت بيننا.. واختلافات باعدتنا, وانقسام يدمى وطن ويأبي إلا أن يتركه طوال الوقت ينزف .. لم يسعى رجال الدين والفتوى فى نشر الود والتقارب بين الناس ولكن فى مجتمع الفيس بوك نشرته لعبة "كودنى شكرا ", اوجدت الشغف وعلت الضحكات ونشرت الود ونثرت شئ من الفرحة بين القلوب .. ألعبوها تصحوا وأستقيموا يرحمكم الله ..