نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لها، حول تحدي الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" لواشنطن بتأخير توقيعه على الاتفاقية الأمنية، ويعتبر هذا التحدي أحمق بالنسبة لأمريكا، لكنه تحد مخضرم بالنسبة لأفغانستان. وقالت إن "كرزاي "غالبا يسعى لحشد دعم قومي، ويظن أن تأخير توقيعه سيأتي له ببعض النفوذ على واشنطن خلال الانتخابات الرئاسية القادمة بأفغانستان، التي من الممكن ألا تستكمل بسبب الديمقراطية الغربية الصارمة، لكن رغبة "كرزاي" في البقاء كشخصية قوية بأفغانستان تعتمد على الانتخابات، وهو يعتقد أن الانتخابات السلمية أمر مهم للحفاظ على الدولة الأفغانية. وأوضحت الصحيفة أن الدعم الأمريكي مهم لمستقبل أفغانستان، حيث إن الاتفاق ينص على تقديم المساعدات الأمريكيةوالغربيةلأفغانستان وجيشها حتى تقوى وتزدهر، وبينت أن الاتفاق يجب أن يتم توقيعه قبل نهاية العام، لكن تأخير "كرزاي" يشكل خطورة كبيرة على أفغانستان، فمن الواضح أنه لا يستوعب رغبة الغرب القوية في الخروج التام من أفغانستان دون فعل أي شي. وتابعت بأن الافتقار لهذا الالتزام الغربي، أجبر "كرزاي" على متابعة استراتيجيته بضعف الدولة الأفغانية على مر التاريخ، وهي غض النظر عن أنشطة الجماعات العرقية والقبائل، وهذا يعتبر إجراما بالنسبة للغرب، لكن حتى ذلك اليوم، القوات الأمريكية وقوات الناتو يدعمون بعض القبائل الإجرامية بجنوب أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المهم الاعتراف بالاتفاق، لأن السياسيين الغربيين بدأوا بالغضب والرغبة بإنهاء التزاماتهم نحو أفغانستان لإرضاء شعوبهم، لكن إذا انسحبت أمريكا وأوقفت مساعداتها لأفغانستان، ستنهار الدولة الأفغانية وجيشها. وأضافت أنه إذا تم افتراض أن "كرزاي" وقع على الاتفاق، ستستمر المساعدات الأمريكية من أجل تعزيز أفغانستان، وبعد فترة ستدرك أمريكا أن هذا لن يستمر بسهولة دون التفاوض مع "طالبان" والإفراج عن بعض أعضائها. واختتمت "نيويورك تايمز" مقالها بأن استراتيجيات "أوباما" في أفغانستان كانت غير كاملة، حيث إنه أطلق موجة عسكرية غير كاملة، تبعها بالتزام لدعم عسكري غير كامل، بعدها مبادرة سلام غير كاملة، وإذا لم تنتبه واشنطن لما تفعله ستخاطر بوقوع كارثة بأفغانستان، ستعتبر أكبر ضربة للمكانة الأمريكية منذ سقوط سايغون.
