نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لها عن مطالبة أفغانستان برسالة اعتذار من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عن أفعال جيشه التى أضرت أفغانستان. وقالت الصحيفة الأمريكية أنه بعد أشهر من المفاوضات توصلت أفغانستان إلى طلب واحد من الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" و هو رسالة يكتبها "أوباما" يعبر فيها عن ندمه على الأخطاء العسكرية التي أضرت أفغانستان، موضحة استعداد الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" لوقف معارضته الشديدة للغارات الأمريكية على منازل الأفغان. و أضافت الصحيفة أن هذه الرسالة ستعتبر بمثابة اعتذار و لكن حتى هذا لن يكون كافيا لضمان الاتفاق الأمني بين أفغانستان و أميركا على أن الانسحاب النهائي للجيش الأمريكي من أفغانستان سيكون بنهاية 2014. و أشارت الصحيفة الأمريكية أن المحادثات التي تجري بين قادة أفغانستان و أميركا من أجل ضمان الاتفاق استمرت لمدة 11 ساعة، فمنذ يومين قال مسئولون أفغان أن المسألة خلقت مأزق شديد الصعوبة ، مشيرة إلى تصريحات مسئولين أفغان و أمريكان بأن الوصول لانطلاقة في هذه المسألة بدأ في مكالمة هاتفية بين و زير الخارجية الأمريكية "جون كيري" و "كرزاي". و تابعت بأن " كيري" عرض أن يكتب هو رسالة الندم و يؤكد فيها على أهمية اتفاقية انسحاب الجيش، لكن " كرزاي" أصر على أن "أوباما" هو من يجب أن يكتبها ليصلوا إلى حل وسط بالنسبة للاتفاقية، و قد وافق " كيري" على شرط "كرزاي". و ركزت الصحيفة على تصريحات مستشارة الأمن القومي الأمريكي "سوزان رايس" لقناة "سي إن إن" أن حكومة الولاياتالمتحدة ليست لديها النية لكتابة الرسالة أو حتى الاعتذار لأفغانستان، حيث أضاف مسئول بوزارة الخارجية أن إمكانية كتابة الرسالة تتم دراستها. و تابعت الصحيفة أن الشعب الأفغاني ينظر إلى غارات الأمريكان على بيوتهم على أنها مسيئة للغاية و أنها إذا استمرت بعد الانسحاب سيكون هذا من أسوأ المواقف. موضحة أن الأفغان ليست لديهم فهم كامل لما يمكن أن تتضمنه رسالة " أوباما".فإن الرسالة غالبا ستبرر الغارات فقط لكن الأفغان يتوقعون أن تعتذر الولاياتالمتحدة عن ما فعله جيشها من أضرار بأفغانستان بالعقد الماضي. و أشارت الصحيفة الأمريكية أن مسئولين أفغان يتوقعون مجئ الرسالة قبل التوقيع على الاتفاقية بالغد، فهناك يوم واحد باقي لإعادة صياغة أي شئ بالاتفاقية قبل توقيعها، موضحة أن هناك بند بالاتفاقية على أن أميركا تحتفظ بولايتها القانونية على جنودها بأفغانستان و قد وافق الأفغان على ذلك، و هذا يبين أن الجنود الأمريكان لا يمكن مقاضاتهم أمام القضاء الأفغاني. و اختتمت الصحيفة مقالها بأن شرط مماثل في الاتفاقية مع العراق أدت إلى الانسحاب الفوري للقوات الأمريكية من البلد في عام2011، وأن المسئولين الأمريكان خائفون من تكرار نفس النتيجة في أفغانستان.