تتعدد الديربيات وتتنوع في جميع دول العالم، ولكنها دائما تتشابه بما تحويه من إثارة وتنافسية تختلف عن باقي المباريات، وعدم اعترافها دائما بمستوى الفريقين قبل المباراة وطالما تكون بعيدة عن التوقع، ولكن من بين جميع ديربيات العالم قد لا يكون هناك ديربي أمتع وأشرس وأكثر جماهيرية من ذلك الديربي لعاصمة الشمال الإيطالي ميلانو، بين العملاقين إي سي ميلان وإنتر ميلان. ديربي الغضب أو ديربي الكراهية هو أحد أشهر ديربيات العالم، لما يحمله من عداء تاريخي وعلاقة متوترة عبر السنين بين قطبيه، بالإضافة إلى القوة الكبيرة والخزائن العامرة بالبطولات لكليهما، بالإضافة للعلاقة المتوترة عبر الزمن بين جماهير الناديين. الديربي الميلاني يعود اليوم في قمة مباريات الجولة السابعة عشر من الكالتشيو الإيطالي، والذي سيكون ملعب جوسيبي مياتزا مسرحا له، وهذا هو اسم الملعب حينما يكون إنتر هو المضيف، بينما يتغير إلى سان سيرو عندما يكون ميلان هو صاحب الضيافة. يأتي ديربي اليوم بين الكبيرين وسط ظروف متشابهة نسبيا بينهما من حيث مرورهما بفترة من أصعب الفترات في تاريخهما الطويل، ما جعلهما بعيدين بنسبة كبيرة للغاية عن دائرة المنافسة، ولكن هذا الأمر يضاعف من أهمية الديربي هذه الليلة، لما يشكله من دفعة معنوية خرافية للفريق الذي سينجح بالانتصار في النهاية. وإذا بدأنا بإنتر بصفته صاحب الأرض اليوم فنجد أن الفريق يعاني بشدة منذ رحيل مورينيو عقب الثلاثية التاريخية في 2010، وتوالي الضربات الاقتصادية على الفريق ليضطر في الأخير مالكه ماسيمو موراتي إلى بيع النسبة الأكبر من أسهمه لرجل أعمال إندونيسي لإنقاذ النادي من الإفلاس. ولكن هذا الموسم يعد الأصعب لإنتر بعد أن فشل الفريق في دعم صفوفه بأية صفقة من العيار الثقيل ودخل الموسم بتشكيلة أغلبيتها من الشباب قليلي الخبرة، أو لاعبين تخطت أعمارهم ال33 ولم يعودوا قادرين على التنافس في هذا المستوى العالي. أما صفقة إنتر الأهم هذا الموسم كانت بجلب المدرب المحنك والتر ماتزاري من نابولي، وبالفعل أثبت ماتزاري أنه مدرب كبير بمعنى الكلمة، ونجح في صناعة شكل مميز للأفاعي رغم الصعوبات، وقاده لتسلق جدول الكالتشيو، وبرغم أن المنافسة تبدو مستحيلة للفريق هذا الموسم، ولكن آمال العودة مجددا لدوري الأبطال لا تزال قائمة، وفي حال تمكن من حسم الديربي اليوم فإن موقف الفريق سيتحسن أكثر. فإنتر يحل حاليا في المركز الخامس خلف نابولي صاحب المركز الثالث والأخير المؤهل لدوري الأبطال بثمانية نقاط والفوز اليوم يقلصها لخمس، ولكن تبقى مشكلة الفريق في فشله في تحقيق الانتصار في آخر 4 مباريات، ولا يوجد أجمل من استعادة طعم الفوز من بوابة الغريم والعدو الأزلي. على الجانب الآخر فميلان يمر بظروف أصعب كثيرا نظرا لمعاناة في كل الجوانب بدءا من الوضع المادي مرورا بالترنح الإداري، إلى جانب غياب الثقة على المقعد الفني، وصولا لتشكيلة فقيرة من اللاعبين القادرين على حمل قميص بحجم الروسونيري، ونقص حاد في عديد المراكز. ميلان العريق يتواجد حاليا في المركز الثاني عشر في واحدة من أسوأ النتائج في تاريخ النادي، ولم يتمكن من حصد سوى 19 نقطة منذ انطلاقة الموسم، بفارق 24 نقطة عن القمة التي يشغلها يوفنتوس. يدخل ميلان لقاء اليوم كما هو الحال في آخر الجولات، باحثا في المقام الأول عن عدم الخسارة، وتحسين موقعه في الجدول، على أمل إحداث طفرة في صفوف الفريق مع موسم الانتقالات الشتوي في يناير. وبرغم كل سلبيات ميلان إلا أن الفريق بات ممثل إيطاليا الوحيد في دوري أبطال أوروبا بعد خروج يوفنتوس ونابولي، وهو ما يعطي الفريق دافعا إضافيا لإثبات أنه مازال البطل الذي على الجميع خشيته حتى في أحلك ظروفه. المباراة ستنطلق في العاشرة إلا ربع مساء بتوقيت القاهرة. وإليكم الجدول الكامل لمباريات اليوم بالكالتشيو 1.30 بولونيا – جنوا 4.00 أتالانتا – يوفنتوس 4.00 روما – كاتانيا 4.00 سامبدوريا – بارما 4.00 ساسولو – فيورنتينا 4.00 تورينو – كييفو 9.45 إنتر – ميلان