انطلاقة الجولة الثالثة من الكالتشيو الإيطالي ستكون مختلفة عن انطلاقة أي جولة أخرى بالبطولة، فهذه الجولة ستبدأ بالمباراة الأهم في الكرة والمسماه ب"ديربي" إيطاليا بين عملاقي البطولة يوفنتوس وإنتر على ملعب جوسيبي مياتزا بميلانو. مباراة اليوم تأتي في توقيت صعب وهام بالنسبة لطرفيها، حيث يعيش يوفنتوس حالة من الانتعاش والتألق بعد افتتاح الموسم بتتويج بكأس السوبر المحلي وتحقيق انتصارين متتالين في أول جولتين، عكس إنتر الذي يعاني على كافة الأصعدة وبرغم البداية الأكثر من مميز للفريق تحت قيادة المدرب الجديد ماتزاري إلا أن الشكوك مازالت تحوم حول قدرات الفريق. الكثير من الإيطاليين لم يرق لهم تسمية هذا اللقاء تحديد بديربي إيطاليا وخاصة من جماهير الميلان التي رفضت اعتبار إنتر واليوفي عملاقي البلاد برغم تساوي ميلان مع إنتر في الألقاب المحلية ب18 لقب لكل منهما، وأن ميلان هو صاحب المقام الرفيع أوروبيا بين كل أندية بلاده بسبعة ألقاب، ولكن تم إطلاق هذا الاسم على مباراة الفريقين منذ سبعينيات القرن الماضي واستمر إلى اليوم، وفي كل موقعة يتقابلان فيها يتأكد أنها بالفعل مباريات استثنائية. وبالنظر للظروف المحيطة بالفريقين قبل بداية المباراة فنجد الإنتر بصفته المضيف يمر بظروف في غاية الصعوبة، بعد موسم من أسوأ المواسم في تاريخه العام الماضي وأزماته المالية التي أجبرته على الدخول بضعف شديد في سوق الانتقالات، برغم حاجته الماسة للاعبين مميزين في كافة المراكز تقريبا باستثناء حراسة المرمى. ولكن برغم ذلك فقد أبرم الفريق أهم صفقاته عندما نجح في إقناع أحد أفضل مدربين البلاد والتر ماتزاري بترك نابولي المتألق والمشارك في دوري أبطال أوروبا وتولي القيادة الفنية له، ووضح سريعا بصمة المدرب المحنك الذي تعامل مع اللاعبين المتاحين وشكّل فريقا لا بأس به بدأ الموسم بانتصار هام على جنوا قبل أن يعود من صقلية بفوز صريح على كاتانيا. وتأتي مباراة اليوم ليقول فيها إنتر كلمته ويكشف لجماهيره مبكرا هل أنه قادر على أن يرتقي بطموحاتهم إلى حدود أكبر مما هو متوقع، أم أن على الجماهير عدم انتظار أكثر من مستوى مميز ومحاولة المنافسة على أحد المقاعد الأوروبية. على الجانب الآخر فإن يوفنتوس يدخل المباراة بشكل وطموحات مغايرة فبعد أن احتفظ كونتي ولاعبيه باللقب المحلي لموسمين متتالين، تطورت الطموحات لتصل للمنافسة الحقيقية أوروبيا، والفريق يمتلك بالفعل الإمكانيات والقدرات التي تؤهله بقوة لذلك. هذا الأمر اتضح بشدة في تصريحات كونتي حول المباراة التي وصف فيها اللقاء بالمصيري بالنسبة لإنتر، أما بالنسبة لليوفي فهو ليس أكثر من مباراة بثلاثة نقاط جيد أن يحرزها ولن يتأثر كثيرا لو لم يحدث ذلك. ولكن مع كل الإيجابيات المتواجدة داخل قلعة السيدة العجوز ولكن هناك أيضا بعض المشاكل التي تلوح في الأفق، على رأسها الخلاف بين الإدارة والمدرب بعد بيع ماتري للمنافس ميلان، بالإضافة للمشاكل مع بعض اللاعبين أبرزهم الوافد الجديد لورينتي الذي اصطدم سريعا بالمدرب ويفكر في الرحيل. وبشكل عام فإن كل الأرقام والإحصائيات والتوقعات والتكهنات في مثل هذه النوعية من المباراة تتوقف في اللحظة الذي يطلق فيها الحكم صافرته معلنا بداية المباراة وتتحدث لغة واحدة هي لغة الأقدام. وفي إطار نفس الجولة تجرى اليوم مباراة أخرى هامة بين مدينتي تورينو وميلانو أيضا، متى يحل إي سي ميلان ضيفا على نادي تورينو، ساعيا أن يعود من هناك بالنقاط الثلاث، في لقاء سيشهد الظهور الأول للنجم ريكاردو كاكا بعد العودة لميلان. كما ستقام اليوم مباراة ثالثة هامة سيستضيف فيها نابولي أتالانتا وعينه على تحقيق ثالث انتصاراته على التوالي للتأكيد على نواياه التنافسية في موسم استثنائي لأمراء الجنوب.