قامت ثورة 25 يناير للإطاحة بحسني مبارك ونظامه الذي فسد وأفسد حياة المصريين، النظام الذي دمر أعرق دولة في العالم اقتصاديا وسياسيا، ودمر صحة شعبها، وأحال حياة المصريين إلى جحيم، وبعد ثلاثة سنوات تقريبا على خلع هذا الرجل والقتال طوال تلك الفترة لتطهير البلاد من جذور نظامه المترسخة داخل كل مؤسسة في الدولة، بدأت تظهر نغمة جديدة في بعض وسائل الإعلام، تحاول تصوير الرجل كبطل، وترصد تحركاته وأحاديثه، متناسية الجرم الذي اقترفه في حق بلاده وشعبه. وعن ذلك قال "محمود فرج" منسق العمل الجماهيري باتحاد شباب الثورة، إنه لاعودة لنظام المخلوع مرة أخرى ولا لشخصه، فخلاف المصريين مع مبارك لم يكن خلافا سياسيا أو فكريا، إنما هو خلاف حقيقي، فمبارك مسئول عن قتل عدد من زينة الشباب في مصر في ثورة يناير، وفي الوقت الحالي لا مجال وحديث عن عودة مبارك مرة اخرى بأي شكل. وأضاف أن وسائل الإعلام التي تتناول "مبارك" وتتحدث عنه وكأنه بطل قومي أو مازال رئيسا، هي وسائل معروف أنها مدعومة من قبل جهات معينة من رجال الأعمال بالنظام السابق، يعملون على التلاعب بنفسية المواطن المصري حتى يقتنع أن مبارك مظلوما وأنه ضحية من حوله، فلا عودة لمبارك ولا ضحك مرة أخرى عن الشعب المصري الذي أدرك تماما أنه لا تصالح مع أي نظام قتل وسحل وخرب وعاث في مصر فسادًا. وطالب بضرورة عمل حملات توعية للمواطن المصري في الشارع بخطورة عودة نظام المخلوع، وذلك بعد صدور حكما قضائيا يطالب بعدم حل الحزب الوطني المنحل في الأساس. ومن جانبه قال "مصطفى الحجري" المتحدث باسم حركة 6 أبريل "الديمقراطية "، إن الحركة ترفض تمامًا عودة نظام المخلوع أو طريقة تناول بعض وسائل الإعلام له بشكل فيه نوع من الإحسان، والحركة مستمرة في النضال على العودة مرة أخرى لفساد نظام المخلوع أو المعزول. وأضاف أن الشعب ثار ضد فساد مبارك ولن يسمح بعودته مرة اخرى، وإن كان يتحدث الإعلام بطريقة معينة لخدمة مصالح ما من أجل عودة ذيول ذلك النظام، فهذا ما لن تقبله القوى الثورية. ومن ناحية أخرى شدد "أحمد بهاء شعبان" المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، على أن عودة رموز الحزب الوطني المنحل إلى الحياة السياسية من "رابع المستحيلات" رغم أحكام براءة رموزها، قائلا "عودة مبارك مثل عودة مرسي لن تحدث، لأنه يوجد شعب قدم آلاف من الشهداء، ولن يسمح بعودة النظام السابق". وأضاف شعبان "مبارك ونظامة لن يجرؤا على العودة إلي الحياة السياسية، لأن السياسي لا يعتمد علي الموقف القانوني فقط ولكن الموقف الشعبي أيضا، وهو رافضا لوجوده". وحذر شعبان من احتمال تفجر الثورة مرة أخرى مع استمرار اضطراب المجتمع المصري موضحا "لازالت أسباب قيام الثورة قائمة، حيث لم تتخذ أي خطوة لتطهير منظومة الفساد واستغلال النفوذ".