أخيراً جاءت نتائج انتخابات التجديد النصفى لنقابة الأطباء الجمعة الماضية لكى تشهد انتصارا ساحقا لقائمة أطباء الاستقلال وهزيمة ثقيلة الوطأة للإخوان المسلمين. تشكل تيار الاستقلال من تحالف أطباء بلا حقوق، وجماعة أطباء التحرير وأطباء تيار الدفاع عن استقلال الجامعة بكليات الطب، ودخل الانتخابات السابقة عام 2011، والحالية 2013. وفاز تيار الاستقلال على مستوى مجلس النقابة العامة بأحد عشر مقعدا من أصل إثنا عشر. كما فاز بثلاثة عشر نقابة، فاز فى 9 منها بجميع المقاعد وبالأغلبية (3 مقاعد من أربعة) فى أربع نقابات. بينما فاز الإخوان بالكامل أو بالأغلبية فى 6 نقابات فقط. وشهدت ثلاث محافظات اقتسام المقاعد بين التيارين، اثنان لكل منهما، كما شهدت خمس محافظات، الحدودية فى الأغلب، فوز تيارات أخرى مستقلة عن كلا القوتين. ويعد هذا الفوز المستحق تتويجا لنضال طويل تمتد مقدماته لما قبل الثورة. لقد سيطر تيار الإخوان على النقابة منذ عام 1986. وانطلق النضال من أجل صحة المصريين من خارج النقابة منذ عام 2005. وتشكلت لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة منذ عام 2007 بقيادة مجموعة من الأطباء بقى الإخوان خارجها وهى تصارع ضد خصخصة الصحة والتأمين الصحى. كما شكل الأطباء أيضا جماعة أطباء بلا حقوق للنضال من أجل كادر عادل للأطباء، أيضا والنقابة تمارى حينا وتتصدى أحيانا كثيرة! وعندما قادت أطباء بلا حقوق الجمعية العمومية للتصويت على إضراب عام إذا لم تستجب الحكومة فى الجمعية العمومية عام 2008، تواطأ مجلس النقابة من الإخوان مع نقيب الأطباء عضو الحزب الوطنى، الدكتور حمدى السيد، على إسقاط القرار من قرارات الجمعية العمومية! وصارع الأطباء من أجل مضاعفة ميزانية الصحة ثلاث مرات من أجل إصلاح المنظومة الصحية ككل من أجل المريض والطبيب وإقرار مرتبات عادلة للفريق الطبى بكامله شاملا الأطباء والتمريض والفنيين. وسوف يذكر التاريخ نضال كل من لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة وجماعة أطباء بلا حقوق كأحد القنوات الممهدة لثورة 25 يناير ضد نظام مبارك المستبد الذى حرم شعبنا من الصحة وحرم عامليه من المرتبات العادلة. ونتيجة لقانون النقابات المهنية رقم 100 لسنة 1993 تم شل الانتخابات النقابية بحيث ظلت نقابة الإخوان بدون انتخابات لمدة 19 سنة. سقط قانون رقم 100 بحكم المحكمة فى يناير 2011 قبيل الثورة بأيام، وقام الأطباء بعد الثورة بالضغط لعقد جمعية عمومية فى مارس لإقرار مطالب الأطباء، فتمت انتخابات لمجلس النقابة فى أكتوبر 2011 حصلت فيها قائمة أطباء الاستقلال على نصيب ضخم فى المحافظات شمل أغلبية ساحقة فى القاهرة والإسكندرية والسويس وغيرها، كما حصل على 58% من مقاعد مجالس النقابات الفرعية. ولكن ظل للإخوان الأغلبية فى مجلس النقابة العامة حيث لم يحصل أطباء الاستقلال سوى على 5 مقاعد من 24 عضوا. ولكن جاءت انتخابات 2013 لكى يتجاور فيها الفشل السياسى للإخوان وإسقاط سلطتهم فى 30 يونيو، مع فشل نقابتهم فى تحقيق مصالح الأطباء، لكى تنقلب الدفة ويخسر الإخوان ذلك المعقل الهام لهم. وسوف تكشف الأيام المقبلة، بعد أن صار لقائمة الاستقلال أغلبية بالمجلس (15 عضوا من 24) دور النقابة بعد تحريرها فى قيادة نضال الأطباء من أجل مطالبهم العادلة، كما ستكشف من خلال القضايا عن مقدار الفساد الإدارى والتربح أثناء فترة قيادة الإخوان للنقابة. منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة