صافح الرئيس الأمريكي "باراك اوباما" أمس الثلاثاء "راؤل كاسترو"، رئيس كوبا، العدو اللدود للولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة خلال حفل تأبين "نلسون مانديلا" في "سويتو". ووفق "فرانس برس"، فإن "اوباما" مد يده للمصافحة، قبل التوجه إلى المنصة لإلقاء كلمته في الحفل، وذلك في مؤشر جديد على استعداده للتواصل مع أعداء الولاياتالمتحدة. وأثارت هذه المصافحة استياء المحافظين الأمريكيين، الذين رأوا فيها نوعا من الدعاية السياسية من جانب الرئيس الكوبي، وسأل العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ "جون ماكين"، "لماذا مصافحة رجل يسجن أمريكيين؟"، مضيفا "ما الغاية من ذلك؟". كما أعلن البيت الأبيض أن مصافحة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما"، للرئيس الكوبى "راؤل كاسترو"، خلال حضورهما حفل تأبين زعيم جنوب أفريقيا الراحل "نيلسون مانديلا"، لم يكن مخططًا لها، وجاءت والرئيس "أوباما" في طريقه إلى المنصة لإلقاء كلمة لتأبين "مانديلا". وقال مسئول بالإدارة الأمريكية، رفض ذكر اسمه، إن تركيز الرئيس "أوباما" في هذا اليوم انصب على تخليد الزعيم الراحل "مانديلا"، وأضاف أن الولاياتالمتحدة تقدر مشاركة الجميع من مختلف أنحاء العالم في هذه المناسبة، مشيرًا إلى أن "أوباما" حث في كلمته خلال الاحتفال زعماء العالم على تذكر نضال "مانديلا" من أجل الحرية من خلال تعزيز حقوق الإنسان في دولهم. واعتبر الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمى كارتر"، أن المصافحة تعد تطبيقا عمليا يلخص قيم المصالحة التي دعا لها الزعيم الجنوب إفريقي "نيلسون مانديلا"، وصارع من أجلها طوال حياته. وقال "كارتر"، في تصريح لشبكة "سى إن إن" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن أهمية المصافحة، التي جرت على هامش مراسم تأبين "مانديلا" في جنوب إفريقيا، ترجع إلى أن هذه تعد المرة الأولى التي يصافح فيها رئيس حالي للولايات المتحدة نظيره الكوبي. من جهة أخري فإن كوبا تبدو متفائلة إزاء المصافحة، ما يشير إلى أنها علامة محتملة على تحسن العلاقات، حيث نشرت الحكومة الكوبية اليوم الأربعاء صورة المصافحة التي التقطت خلال جنازة رئيس جنوب أفريقيا الراحل "نيلسون مانديلا" في موقعها الرسمي على الانترنت. وكتب تحت الصورة تعليق يقول "أوباما يحيي راؤول: هل من الممكن أن يصبح ذلك بداية نهائية العداء الأمريكي ضد كوبا؟".