نظمت ساقية عبد المنعم الصاوي، مؤخرًا، ندوة بعنوان "تعايش"، والتي شارك فيها مجموعة من طلبة كلية سياسة واقتصاد بجامعة القاهرة، قدموا خلالها محاكاة للنماذج السياسية، مثل نموذج الكونجرس الأمريكى. وقدم الندوة كل من الدكتورة رباب المهدي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، ومحمد طلبة مؤسس حركة سلفيو كوستا، والباحث هشام عبد العزيز، وتحدثوا جميعًا حول فكرة "التمييز"، سواء من الجانب الأيدولوجي أو الديني أو العرقي، وكان الهدف من الندوة هو مناقشة ومحاولة إيجاد حل لنقاط الخلل الذي أصبح يُعاني منها المجتمع المصري في الفترة الأخيرة. بدأت الندوة بكلمة رباب المهدي، وتحدثت عن المنافسة السياسية والاستقطاب من وجهة نظهرها الشخصية، وعن الأنظمة الديمقراطية، وأنها تبنى على قيمتين، هما كيفية إدارة الخلاف والاختلاف، وتحدثت عن مفهوم التعددية ومشكلة تقسيمنا كمجتمع مصري للقوى السياسية تحت مسميات. وأضافت أن هذه التقسيمات غير علمية وغير حقيقية تمامًا، لأن تحت مظلة القوى المدنية والإسلامية هناك تعددية أخرى، وأن الأساس التصنيفي أساسًا من البداية مبنى على أساس خاطيء، وأننا في الحياة السياسية خلطنا بين التوافق والتنافس، وأن كثيرًا من القوى السياسية يستخدم التمييز بشكل واضح. ومن جهته تحدث "طلبة" عن التمييز على أساس ديني، وقال عن التحرش في الأعياد الدينية: للأسف نحن نفتقد ثقافة الزحمة، ثم تحدث عن الفجوة بين الأجيال وفقداننا للغة النقاش، ثم ختم حديثه بأن التعصب والمعسكرات في الأنظمة قد تقتل الرحمة وللأسف هُناك العديد من يدعون التدين بالمظهر فقط دخلوا في طريق الكبر بالعبادة، ومحاولة أحداث فتنة طائفية وهمية ظاهريًا فقط. كذلك تناول هشام عبد العزيز الحديث عن التمييز العرقي، وبدأ حديثه بقصة من التراث الشعبي تحكى عن شخصييتين أحدهما اسمه على دليم، والآخر يُدعى عم حسين، والهدف من هذه القصة الشعبية هو محاولة الباحث في عرض مشكلة التعايش في المجتمع المصري، وخاصة في صعيد مصر، حيث أن الكثير منا ينظر إلى الجنوب نظرة دونية. ثم تحدث عن بعض المخطوطات ل"المقريزي"، والذي تحدث في هذه المخطوطات عن بعض القبائل والمشاكل العرقية، وأشار إلى حادثة شهيرة حدثت في الثمانينات بين مهندسين جُدد ذهبوا ضمن عملهم إلى الواحات وبين أهل الواحة نفسهم، بسبب عدم وجود خلفية لدى المهندسين للغة أهل الواحة ومفردات لُغتهم، مؤكدًا أن التمييز العرقى خطر كبير يجب أن نفهمه جيداً، ويجب أن نجد حلاً سريعاً وأمناً للتعامل مع هذه المشكلة.