عن البحث عن الذات و الحرية و التحقق، التقط المخرج سعد هنداوي مفارقة مبهرة في تطابقها لفتاتين مصريتان مذيعتان، تعيش الأولي مع عائلتها في باريس في بيت تقليدي جدا،و الأخرى مع عائلتها في بيت غير تقليدي في القاهرة، تسعي الأولي لان تعود إلي مصر، و تريد الأخرى الخروج من القاهرة التي صارت خانقة لها ،من هذه الثنائية و المفارقة انطلق المخرج سعد هنداوي، في فيلمه التسجيلي الطويل " دعاء..عزيزة "، الذي عرض في إطار بانوراما الفيلم الأوربي السادسة المنعقدة حاليا من 27 نوفمبر إلي 7 ديسمبر . يوثق الفيلم بحميمية كاميرا صديقة لرحلة الفتاتين، في بحثهما عن طريقهما في الحياة و محاولاتهما تغيير واقع ترفضانه ، يأخذنا فيلمه إلي عالم الفتاتين في بحثهما عن السعادة ،والتحقق مهنيا و إنسانيا ، وبصبر باحث يتابع المخرج تطورات تجربة بطلتيه علي مدار سبع سنوات، حيث بدأ التصوير في 2005و ،انتهي منه في 2012 ، دعاء جاءت من باريس للقاهرة ،وعملت بالتليفزيون المصري ،وعزيزة المذيعة بالتليفزيون المصري،غادرت إلي باريس، وعملت في القناة التليفزيونية الفرنسية . الفيلم ملئ بالمفارقات التي يخلقها واقع برع المخرج في التقاطه ،والبناء علي هذه الثنائية في مشاهد تحل الكثير من الدلالات ،و تثير أيضا كثير من التساؤلات . قال المخرج سعد هنداوي، انه قرر أن يقدم الفيلم عن حكاية البنتين ،و بدأ تصويره بنفسه في باريس قبل سبع سنوات حين وجد إن البنتان لأول مرة معا في باريس في أول فرصة لتصويرهما معا هناك لذا بدأ التصوير دون خطة مسبقة سوي رغبته أن يحكي حكايتهما ،و تجربتهما في البحث عن الحب ، الاستقلالية ، التحقق في العمل و الحرية بمعناها الأوسع . و أضاف انه بعد هذه الخطوة الأولي في الفيلم ،و بعد التصوير، بدأ في كتابة سيناريو الفيلم، و قال انه أفسح أيضا مجالا للصدف المدهشة التي حدثت أثناء التصوير ،و خرج منها أجمل مشاهد . يقدم الفيلم أحداث من ثورة يناير بعيون بطلته دعاء، و مشاهد توثيقية، قال المخرج انه صورها بنفسه بكاميرته ،و تمثل عددا من أيام الحشود و الجمع بعد تنحي مبارك ،و أضاف انه فكر كثيرا في كيفية تناول الثورة في الفيلم، و قال انه رغم تحفظه علي تقديم الثورة في أعمال سينمائية حاليا معتبرا إن الدراما التي تقدمها الأخبار اقوي من أي دراما يمكن أن تقدمها السينما الآن قبل مرور وقت كاف لاستيعاب الحدث و تحليله، إلا انه وجد انه لا يمكن تجاهل الثورة التي فرضت نفسها كأهم حدث في حياتنا . و قال هنداوي، انه تصدي لإنتاج الفيلم لأنه لن يجد منتجا يتفهم انه يريد انجاز فيلم يصور عبر عدة سنوات التغيرات في حياة شخصياته، و يستغرق سبع سنوات لتصويره ،و إن الفتاتين بطلتا الفيلم صدمتا حين شاهدا التغيرات التي تركها الزمن علي كل منهما في الفيلم .