أعلن الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، أنه سوف يبدأ بعد غد الاثنين فى توزيع جهاز التابلت علي 3 محافظات حدودية، وأخرى بالصعيد. جاء ذلك فى بيان للوزارة اليوم -الثلاثاء-مشيرًا إلى ضرورة مسايرة التطورات العصرية الحديثة التي يمارسها الطلاب داخل الفصل والمدرسة في الآونة الحالية. ونتساءل، هل يجيد الطلاب المصريون التعامل مع الكتاب الورقي، فضلا عن التعامل مع جهاز"تابلت" تبلغ قيمته ما يقرب من ال 200 جنيه؟، وماهي الضمانات القانونية للوزارة في حال بيع طالب الجهاز في مقابل سداد مصاريف الدروس الخصوصية التي هي بالأساس المسئولية الأولي للوزارة، ويضاف إلى ذلك الحالة الاجتماعية والمادية التي يعيشها أهالي محافظات الصعيد والحدود. وقال الدكتور محمد السيد- أستاذ الاجتماع وعلم النفس بجامعة عين شمس- إن مدارس المحافظات الحدودية، والتي يعد أطفالها أكثر احتياجا من غيرهم إلى التعليم، كما أن المسئولين كانوا يتعاملون معها في الحكومات المتعاقبة، على أنها محافظات من الدرجة الثانية في جميع الجوانب وأكثرهم الجانب التعليمي. لأن المشكلة التي نعاني منها حاليا سببها أعمال العنف والقتل في هذه المحافظات، وإهمال الدولة للجانب التعليمي فى هذه المحافظات. وأضاف"نحن الآن فى حاجة ماسة إلى تغيير منظومة التعليم قبل الجامعى بما يتماشى مع تكنولوجيا التعليم الحديثة، والكف عن الاختراعات المرفوضة التي يتبناها البعض دون أي دراسات مسبوقة واقعيا". من جانبه، قال الدكتور كمال مغيث-الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث- "لانستطيع مواجهة قرارات وزارية لانعرف نتائجها ومايترتب عليها من تكاليف مادية، خاصة في الفترة الحالية، متسائلا، "ماهي الضمانات القانونية التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لعدم قيام طالب حالته المادية في ترد ببيع الجهاز؟". وتابع:"ليس عندنا دراسة جدية سابقة على استخدام أجهزة التابلت في العملية التعليمية، مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى دراسة قبلية على الأقل تستمر لمدة عام؛ للوقوف على كيفية تعامل الطلاب معها، وفي حالة نجاحها نعمم المشروع". ويرى عادل عوض-مدرس بإدارة الجيزة التعليمية- أن مبادرة الوزير في حد ذاتها تأتي في غير وقتها، مشيرا إلى أن التعليم يحتاج إلي إعادة هيكلة والنظر فيه من جديد سواء المناهج أو الكثافة بالفصول أو إعادة تطوير وتدريب المعلمين. وأشار إلى أن حال التعليم لن ينصلح بتوزيع جهاز التابلت على الطلاب، وهم بالأساس لايجيدون القراءة والكتابة في المرحلة الثانوية فضلا عن الابتدائية.