"رجب طيب أردوغان" رئيس الوزراء التركي الحالي منذ مارس 2003، تقلد منصبه نتيجة لفوز الحزب الذي يرأسه " العدالة والتنمية " في الانتخابات البرلمانية الثلاثة الماضية، هو من أكبر الداعين للإخوان المسلمين في العالم. ولد "أردوغان" في فبراير 1954 في اسطنبول في أسرة فقيرة ووالد يعمل بائعا للبطيخ، واهتم بالدراسة الدينية التى توافق هوى فى نفسه، ثم اتجه لدراسة التجارة حيث تخرج في كلية الاقتصاد والأعمال بجامعة مرمرة. وفي نهاية السبعينيات، بدأ "أردوغان" يهتم بالسياسة حيث انضم إلى حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي كان يقوده نجم الدين أربكان، غير أن الانقلاب العسكري في 1980 أدى إلى إلغاء الأحزاب لمدة ثلاث أعوام، وبعودة الحياة الحزبية عام 1983 انضم لحزب الرفاة، غير أن فوز هذا الحزب بالانتخابات البرلمانية نهاية 1993، قاد إلى تعيين أردوغان عمدة على مدينة اسطنبول. وفي عام 1998 اتهم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية مما قاده إلى السجن ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية بل والترشح للانتخابات العامة. وفي عام 2001 استغل أردوغان حظر حزب الفضيلة ليعلن عن تأسيس حزبه الجديد بمساعدة عبد الله جول، الرئيس التركي الحالي، ألا وهو حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أن هذا الحزب سيحافظ على النظام الجمهوري ولن يكون حزبا دينيا، كما تعهد بأنه لن يدخل مماحكات مع الجيش التركي قائلاً " "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا". خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 مقعدا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة، ولم يستطع أردوغان ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة عبد الله غول، تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه. وخلال توليه الحكومة خالف أردوغان تعهداته – كعادة إخوانه المسلمين- التي قدمها مسبقا للجيش والطبقة السياسية التركية، عن طريق الهيمنة على الجهاز القضائي ثم إيداع المئات من قادة الجيش داخل السجون تحت حجة أنهم يرغبون في قلب نظام الحكم، مما أدى إلى محاولة الجيش عام 2007 تنفيذ انقلاب عسكري. من جانب آخر، مارس أردوغان ضغوطا على الصحافة ووسائل الإعلام، حتى إنه كان يجتمع برؤساء المؤسسات الإعلامية التركية ليحدد لهم ما ينبغي أن يقولونه وما هو الخط الأحمر الذي لا ينبغي أن يتعدونه، كل هذا جعل منظمة حقوق الإنسان تصدر تقريرا عن أردوغان جاء فيه أن تركيا هي أكبر سجن في العالم بسبب تعسف الحكومة الحالية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل عمل أردوغان بعد سيطرته على الجهاز القضائي فرض قبضته على السلطة التشريعية، فوفق مقولته الشهيرة " فصل السلطات يعيق تقدمنا "، كل هذا دفعه ليكون هذه الشخصية المغرورة والذي وصل الحد به للقول " أنا الدولة".