قال معاون وزير الخارجية الإيرانية "حسين أمير عبد اللهيان"، إن "أي تفاهم نووي بين طهران ومجموعة 5+1، لا ينبغي أن يقلق الآخرين، وعلى بعض الأصدقاء والجيران في المنطقة، أن يعيدوا النظر في مسلكهم إزاء إيران". وأضاف في حديث لصحيفة "السفير"، أن "إيران والسعودية بلدان متجاوران ومهمان في المنطقة، وهما يتمتعان بإمكانات وطاقات كبيرة جدا، لو قاما بتسخيرها في خدمة شعوب المنطقة، فإن المردود سيكون إيجابيا وكبيرا جدا". وتابع "نحن نعرف أن الملك "عبد الله بن عبد العزيز"، لديه نظرة إيجابية ومتوازنة إزاء إيران والمنطقة بأسرها، لكن بعض الأفراد يبدون وجهات نظر أو يقومون بخطوات سلبية، يمكن أن ترتد سلباً على شعوب المنطقة، ولكنها لا تفسد وداً بين الدول"، معتبرا أن "المهم أن القيادة السعودية تتمتع بوجهة نظر إيجابية، ونحن نعتقد أن هناك آفاقا رحبة للتعاون بين بلدينا في مجالات كثيرة". وقال "عبد اللهيان"، "إن الرئيس الإيراني حسن روحاني بعث منذ اليوم الأول لانتخابه برسائل ودية إلى السعودية"، معربا عن قناعة إيران الراسخة، "ألا مشكلة جدية بيننا وبين السعودية، في ما يخص الملفات الثنائية"، مضيفا "هناك تباين أو سوء فهم في مقاربة ملفات إقليمية معينة، غير أن الآلية الصالحة لمقاربة هذه التباينات تكون بالحوار، أما الظاهرة التكفيرية فإنها ترتد سلباً على كل شعوب المنطقة ولذلك هناك مسئولية مشتركة في مواجهتها". وجدد "عبد اللهيان"، دعم إيران لكل حلفائها في المنطقة، وبينهم المقاومة في لبنان، وشدد على أولوية الوحدة الإسلامية، وقال "إن معيار الموقف الإيراني هو الانحياز لكل من يقاتل الكيان الصهيوني، بمعزل عن هويته المذهبية". وأكد أنه "إذا كان البعض يعتقد أن التفاهم النووي يمكن أن يخفف من حماسة إيران ودعمها للمقاومة، فإننا نطمئنهم أن بعض المسائل هي خط أحمر بالنسبة لنا"، مضيفا: "إن ما تم التوافق عليه سابقا بين إيران ومجموعة "5+1″، هو أنه في حال عدم التوصل إلى المرحلة النهائية، علينا عدم إفشاء ما تم التفاهم جزئياً عليه حتى الآن، فإذا تم التوصل إلى وثيقة نهائية تفصيلية في غضون 48 ساعة، يمكنني أن أتحدث عن الخطوات الأساسية التي توافقنا عليها". وحصر "عبد اللهيان" هذه الخطوات في "أولا، الاتفاق على الأهداف المشتركة، وبينها على سبيل المثال لا الحصر، حق إيران في استمرار التخصيب لأهداف سلمية، ثانياً، في هذه المرحلة، لنتفق على مرحلة زمنية من ستة أشهر إلى سنة، يمكن خلالها، على سبيل المثال أن نأخذ منكم التفاح ونعطيكم في المقابل البرتقال". وأضاف "ثالثا، الاتفاق سوياَ على سلة من التفاصيل خلال هذه المرحلة الزمنية، بشكل يتيح للطرفين، أن يبين كل واحد منهما للآخر مدى التزامه بهذه السلة، وأخيراَ، أن نقول في التسوية النهائية ماذا سينتج عن الحل النهائي، وهذا من شأنه أن يقطع الطريق على أية إمكانية لتفسير من جانب واحد لأي بند من بنود الاتفاق". وفي الشأن السوري، قال "عبد اللهيان"، إن "إيران متمسكة بالخيار السياسي لحلّ الأزمة السورية"، مجدداً دعوة بلاده "لوضع حد نهائي لتصدير الإرهاب والمسلحين والمال والسلاح إلى الأرض السورية".