قالت صحيفة "جلف نيوز" إن الحكومة المصرية المؤقتة والجيش المصري يشعران بنوع من الخيانة من قبل حليفتهم القديمة الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أن الشعور ذاته ينعكس على الشارع ووسائل الإعلام. وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" فشلت في دعم إرادة الأغلبية ونفذت إجراءات عقابية في محاولة لفرض نفسها، فقد كان هناك سوء تقدير إجمالي من جانب واشنطن، حيث إن الدولة العربية الأكثر سكانا ليست في سن المراهقة لمعاقبتها وحرمانها، وأيضا ليست دولة ضعيفة لقبول العقاب. ورأت أن فريق الأمن القومي الأمريكي لم يقدم أي خدمة للرئيس "أوباما" بقرار تعليق المساعدات العسكرية عن مصر، ولكن وضعه في ورطة خطيرة وهو على وشك دفع الثمن، فالولاياتالمتحدة تفقد العديد من حلفائها الإقليميين كالمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وغيرها. ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" إلى مصر قبل يوم من محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي" محاولة يائسة لإصلاح العلاقات المتضررة، بعد تصريح وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" أن العلاقات بين واشنطنوالقاهرة مضطربة. وأوضحت أنه في الأسبوع الماضي، زار وفد من الكونجرس الأمريكي برئاسة لجنة العمليات الخارجية لأجراء محادثات مع "عمرو موسى" وغيرهم من المسئولين منتقدين قرار البيت الأبيض وقف المساعدات، حيث إن القرار يرسل رسالة خاطئة للشعب المصري، ونع ذلك كانت الزيارة بعد فوات الأوان، فالعلامات تشير إلى أن القاهرة تتخذ مسار مختلف. وخلال مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية يوم السبت الماضي، كشف وزير الخارجية المصري عن حرصه على توسيع التعاون مع روسيا وذلك لتوسيع استقلالية مصر وتوسيع خيارتها. وذكرت الصحيفة أن رئيس المخابرات الروسية زار مصر لمدة ثلاثة أيام أواخر الشهر الماضي لتمهيد الطريق لصفقة أسلحة بين البلدين، كما أن وزير الخارجية الروسي "سيرجي شويجو" سيصل غدا لمناقشة العديد من القضايا وتعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن روسيا ستقدم شروط سخية وفائدة منخفضة على صفقات الأسلحة. وأكدت أن هذه الزيارة رفيعة المستوى تدل على التغيير الجذري في العلاقات المصرية الروسية، والتي كانت قوية في عهد الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر"، وإذا سارت الأمور بشكل جيد فإن الرئيس الروسي سيزور مصر وسيلقى ترحيبا حارا، فصوره مرفوعة إلى جانب صورة وزير الدفاع المصري "عبد الفتاح السيسي". واختتمت الصحيفة بقول:الانفراجة الدبلوماسية العسكرية والاقتصادية بين القاهرة وموسكو في الوقت الذي ينحدر فيه نفوذ واشنطن، ستعزز استقلال مصر وستسمح لروسيا الوصول إلى موانئ البحر المتوسط والحصول على المزيد من النفوذ الجيوسياسي.