بدأت صباح اليوم الاثنين في العاصمة الإيرانية طهران مراسم الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران وردد المشاركين أمام مقر السفارة شعار "الموت لاميركا" ورفع يافطات تندد بجرائم اميركا وتدخلاتها ومؤامراتها في نفس السياق اكد السيد علي الخامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية بان محاباة المستكبرين لا تنفع اي دولة، معتبرا اميركا بانها القوة الكبرى الاكثر كراهية لدى شعوب العالم. واشار ، في كلمة له أمس الاحد عشية اليوم الوطني "لمقارعة الاستكبار العالمي" ، الى الاحداث التاريخية الثلاثة التي وقعت في يوم (4 نوفمبر) وقال، ان نفي الامام الخميني في العام 1963 بسبب خطابه ضد معاهدة "الكابيتولاسيون" التي تمنح الموظفين والعسكريين الاميركيين في ايران الحصانة القضائية، والمجزرة القاسية التي ارتكبت بحق التلامذة في طهران على يد جلاوزة النظام الدكتاتوري المدعوم من قبل اميركا في العام 1978 والحركة الشجاعة للطلبة الجامعيين الايرانيين في السيطرة على وكر التجسس الاميركي في العام 1979، هي ثلاثة احداث مرتبطة باميركا بصورة ما، ولهذا السبب فقد سمي يوم 4 نوفمبر بيوم مقارعة الاستكبار العالمي. واضاف، ان الطلبة الجامعيين الشبان المؤمنين والشجعان الذين سيطروا على السفارة الاميركية في العام 1979، قد كشفوا الحقيقة والهوية الواقعية لهذه السفارة التي هي في الواقع وكر للجاسوسية ووضعوا ذلك امام انظار العالم. واوضح خامنئي ، انه في ذلك اليوم سمى شبابنا السفارة الاميركية بوكر التجسس واليوم وبعد مضي اكثر من ثلاثة عقود تسمى السفارات الاميركية في الدول الاوروبية التي هي شريكة لاميركا نفسها، اوكار تجسس وهو الامر الذي يشير الى ان شبابنا متقدمون باكثر من ثلاثين عاما على تقويم تاريخ العالم. وقال في الاشارة الى معنى الاستكبار، ان الاستكبار يُطلق على الافراد والحكومات التي تتدخل في شؤون الشعوب الاخرى وتعتبر من حقها ان تفرض امورا على الاخرين ولا تعتبر نفسها مسؤولة امام اي احد. واضاف ، ان النقطة المقابلة للاستكبار هي الشعوب والافراد الذين لا يخضعون للغطرسة والتدخل والفرض من جانب القوى الاستكبارية ويكافحون ذلك حيث ان الشعب الايراني هو من ضمن هذه الشعوب. واكد آية الله الخامنئي، بان الحكومة الاميركية حكومة استكبارية ترى ان من حقها التدخل في شؤون جميع الشعوب واضاف، ان الشعب الايراني وقف بثورته في الحقيقة امام غطرسة وهيمنة اميركا وبعد انتصار الثورة الاسلامية كذلك اقتلع جذور المستكبرين في الداخل وعلى النقيض من بعض الدول، لم يترك (الشعب الايراني) هذا العمل ناقصا في منتصفه ليعاني من تبعاته. وشدد خامنئي على ان محاباة المستكبر لا تعود باي فائدة للدول والشعوب وقال، ان النهج الاستكباري لاميركا ادى الى شعور بعدم الثقة والاستياء لدى الشعوب تجاهها كما ان التجربة اثبتت بان اي شعب وحكومة وثقت باميركا ستتضرر حتى لو كانت من اصدقاء اميركا. واشار في هذا الصدد الى عدة نماذج تاريخية من ضمنها ثقة الدكتور مصدق بالاميركيين ورد اميركا على ذلك بانقلاب 19 اب /اغسطس (عام 1953) وكذلك عدم وفاء الاميركيين لمحمد رضا بهلوي بعد هربه من ايران، واكد قائلا، ان اميركا اليوم هي القوة الكبرى الاكثر كراهية لدى الشعوب. واوضح آية الله الخامنئي، انه لو جرى اليوم استطلاع للراي عادل ونزيه في العالم فان راي شعوب العالم لن يكون سلبيا تجاه اي حكومة بقدر الحكومة الاميركية. ونصح قائد الثورة الاسلامية جميع الشباب للتحليل الصحيح والدقة في موضوع مقارعة الاستكبار واضاف، ان شباب بداية الثورة لم يكونوا بحاجة الى تحليل في موضوع المقارعة مع اميركا لانهم راوا ظلم وجور اميركا ودعمها لنظام الطاغوت القاسي الا انه على شباب اليوم ان يدرك عبر البحث والتحليل الصائب لماذا يعارض الشعب الايراني الاستكبار وتوجهات اميركا وما هو السب في استياء الشعب الايراني تجاه اميركا. ولفت الى عدة نقاط مهمة واساسية حول القضايا الجارية مع اميركا، واعلن دعمه للمسؤولين والمفاوضين الايرانيين مع مجموعة "5+1″ واكد قائلا، ان هؤلاء هم ابناء الثورة ومسؤولو الجمهورية الاسلامية الذين يؤدون بجهود كبيرة مهمتهم الصعبة و"لا ينبغي لاحد ان يقوم باضعافهم او اهانتهم او وصمهم بالمساومين". واشار آية الله الخامنئي الى ان المفاوضات مع الدول الست التي تاتي اميركا ضمنها هي فقط حول القضية النووية ولا غير ذلك واضاف، اننا سوف لن نتضرر من هذه المفاوضات باذن الله بل انها كتجربة التجميد الموقت للتخصيب في العامين 2003 و 2004 ترفع مستوى الاستيعاب الفكري والتحليلي للشعب. واضاف في شرحه للمزيد من نتائج هذه التجربة الوطنية، انه قبل عقد من الزمن وفي المفاوضات مع الاوروبيين وبنوع من التراجع قبلنا التجميد الذي كان مفروضا في الواقع ولكن بعد عامين من التجميد وتعطيل الكثير من الانشطة، ادركنا جميعا انه حتى بمثل هذه الاعمال ليس هنالك اي امل اطلاقا بتعاون الاطراف الغربية. واوضح آية الله الخامنئي، لو لم نفعل ذلك لكان من المحتمل ان يدعي البعض انه لو تراجعتم قليلا لتم حل المشاكل واصبح الملف النووي طبيعيا، الا انه مع تجربة التجميد الموقت ادرك الجميع بان الاطراف المقابلة لنا تسعى وراء اهداف اخرى، لذا استانفنا العمل والتقدم مرة اخرى. واعتبر وضع الملف النووي الايراني اليوم بانه يختلف اخلافا شاسعا عما كان عليه قبل عقد من الزمن واعلن دعمه الجاد والراسخ للمسؤولين المعنيين بالقضايا الجارية مع اميركا واضاف، انني لست متفائلا بالمفاوضات الجارية لانه ليس من المعلوم ان كانت ستحقق النتائج التي يترقبها الشعب ام لا لكننا نعتقد بان لا اشكالية في هذه التجربة شريطة ان يكون الشعب يقظا وان يعلم ما الذي يجري. وانتقد السيد خامنئي بشدة بعض العناصر "الدعائية الساذجة او المغرضة" واضاف، ان البعض وعبر السير على نهج وسائل الاعلام الاجنبية من خلال تضليل الراي العام، للايحاء بانه لو استسلمنا في القضية النووية ستحل جميع المشاكل الاقتصادية وغير الاقتصادية. وفي اثبات عقم هذه الحيلة الدعائية، اشار الى المؤامرات والمشاريع الاميركية المناهضة لايران قبل طرح القضية النووية الايرانية، داعيا الشعب كله خاصة الطلبة الجامعيين والتلامذة الشباب للتفكير والتامل في هذا المجال. واضاف طارحا عدة اسئلة، هل كانت القضية النووية مطروحة في بداية الثورة عندما فرضت اميركا العقوبات على ايران واستمرت فيه؟ هل كانت هنالك ذريعة باسم القضية النووية عند استهداف الطائرة المدنية الايرانية ومقتل ركابها ال 290؟ هل كانت القضية النووية مطروحة في بداية الثورة عندما نفذ الاميركيون خطة الانقلاب العسكري في قاعدة "نوجة" الجوية (في همدان)؟ وهل كان الدعم التسليحي والسياسي الاميركي للمجموعات المناهضة للثورة بعد انتصارها يعود للانشطة النووية الايرانية؟. واشار آية الله الخامنئي الى الردود السلبية لهذه الاسئلة واضاف، انه بناء على ذلك فان القضية النووية ليست سوى ذريعة، ولو افترضنا انه تم حل هذه القضية يوما ما بتراجعنا سيطرحون لاستمرار عدائهم لايران العزيزة العشرات من الذرائع الاخرى ومن ضمنها التقدم الصاروخي ومعارضة الشعب الايراني للكيان الصهيوني ودعم الجمهورية الاسلامية الايرانية للمقاومة. واكد: استنادا لهذه الحقائق، ان عداء الاميركيين للجمهورية الاسلامية الايرانية يعود الى ان الشعب الايراني وضمن رفضه لمطالبهم، يرى بان اميركا لا يمكنها ان ترتكب اي حماقة ضد ايران. واضاف، ان اميركا تعارض وجود الجمهورية الاسلامية الايرانية و"نفوذ ومكانة واقتدار نظام الحكم المنتخب من قبل الشعب الايراني". مثلما اعلن اخيرا احد السياسيين والعناصر الفكرية الاميركية صراحة بان ايران خطرة سواء كانت نووية ام لم تكن لانها ذات نفوذ واقتدار وحسب تعبيرهم ان ايران ستهيمن على المنطقة. واكد ، ان القضية النووية ذريعة وان الاميركيين يقلعون عن العداء حينما يتحول الشعب الايراني الى شعب يعاني من العزلة ولا مكانة له ولا احترام. وفي جانب اخر من حديثه اكد بان الرؤية للداخل والاعتماد على القدرات الذاتية يمثل الطريق للحل الواقعي للقضايا والمشكلات القائمة واضاف، انه لو كان شعب معتمدا على قدراته وطاقاته الذاتية فانه لن يضطرب بسبب موقف عدائي او عقوبة ما وعلينا السعي لتحقيق هذا الهدف. كما دعا المسؤولين للاعتماد على طاقات البلاد البشرية والطبيعية والجغرافية المتنوعة والواسعة من اجل تحقيق التقدم والمضي بالامور الى الامام قدما واكد في هذا المجال الضرورة الملحة للتحرك الدبلوماسي واضاف، ان الاعتماد على الطاقات الذاتية لا يعني رفض الدبلوماسية ولكن ينبغي الالتفات الى ان التحرك الدبلوماسي هو جزء من العمل وان المحور الاساس هو الاعتماد على الطاقات الداخلية والتي بامكانها ان تحقق المكانة والاقتدار عند طاولة المفاوضات ايضا. وقال ان ايران ومنذ انتصار الثورة الاسلامية لم ولن تصاب باليأس ابدا في مواجهة الاعداء، واضاف، اننا وفي العقد الاول من انتصار الثورة الاسلامية لم نكن نمتلك الكثير من الادوات المادية ومها المال والسلاح والخبرة والتنظيم والقوات المسلحة الفاعلة في حين كانت الجبهة المقابلة للثورة الاسلامية اي نظام صدام البعثي والقوى الغربية والشرقية الداعمة له في ذروة القوة والاقتدار لكنها مع ذلك لم تتمكن من اركاع الشعب الايراني. وقال، ان ظروف الشعب الايراني والجبهة المقابلة له قد تغيرت تماما بالمقارنة مع تلك الاعوام لان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمتلك اليوم العلم والتكنولوجيا والسلاح والمكانة الدولية والملايين من الشبان ذوي الطاقات والمواهب والمستعدين للعمل في حين ان الجبهة المقابلة اي الاميركيين وشركائهم يعانون من العديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والخلافات الكثيرة. واعتبر قائد الثورة الاسلامية الخلافات السياسية في اميركا وتعطيل اعمال الحكومة الاميركية لمدة 16 يوما والمشاكل الاقتصادية الكبرى والعجز في الميزانية بمقدار الاف مليارات الدولارات والخلافات العميقة بين اوروبا واميركا في مختلف القضايا ومن ضمنها قضية الهجوم العسكري على سوريا، امثلة للاوضاع الراهنة للجبهة المقابلة للشعب الايراني واكد قائلا، ان الشعب الايراني شعب واع ومقتدر ومتطور ولا يقارن عما كان عليه قبل عشرين او ثلاثين عاما. واضاف آية الله الخامنئي، بطبيعة الحال سيمارسون الضغوط ولكن ينبغي عبر الاعتماد على طاقاتنا الداخلية تحمل هذه الضغوط والعبور منها. وجدد دعمه للاجراءات والجهود التي تبذلها الحكومة والمسؤولون في المجال السياسي والمفاوضات واضاف، ان هذا الاجراء يمثل تجربة ومن المحتمل ان يكون عملا مفيدا، فاذا تحققت النتيجة فبها وان لم تتحقق فمعنى ذلك ان البلاد يجب ان تقف على قدميها لحل ومعالجة مشاكلها. وقال في الوقت ذاته، "انني اكرر هنا توصيتي السابقة بانه لا ينبغي الثقة باتسامة العدو". مردفا القول "ان توصيتي للمسؤولين في المجال السياسي والمفاوضات هو انه التزموا الحذر، ولا تنخدعوا بابتسامة العدو". واضاف، "انه على المسؤولين التدقيق والاهتمام بوجهات النظر واجراءات الطرف الاخر، اذ انهم يبتسمون ويظهرون الرغبة بالحوار من جانب لكنهم يقولون من جانب اخر بان جميع الخيارات المطروحة على الطاولة". مؤكدا القول بانهم لا يمكنهم ارتكاب اي حماقة. واشار الى كلام احد السياسيين الاميركيين الذي دعا الى قصف ايران بالقنبلة النووية، مؤكدا بانه لو كان الاميركيون صادقين في كلامهم بانهم جادون في المفاوضات فانه عليهم ردع مثل هؤلاء الافراد المتخرصين والضرب على افواههم. واضاف ، ان الحكومة التي تتوهم بانها ذات مسؤولية تجاه قضايا العالم والقضايا النووية خسئت ان تهديد دولة اخرى نوويا. وقال، ان الاميركيين اليوم وبسبب هيمنة الراسماليين الاقوياء والشركات الصهيونية على الحكومة والكونغرس، لهم اكبر قدر من المحاباة مع الاوساط الصهيونية والكيان الصهيوني المنحط وهم مضطرون لمواكبتهم لكننا لسنا مضطرين لذلك. وختم قائلا، لقد قلنا منذ اليوم الاول ونقول الان ومستقبلا ايضا باننا نعتبر الكيان الصهيوني كيانا غير شرعي ولقيط