اهتمت الصحف الفرنسية بالتعليق على الأزمة التونسية الحالية، خاصة بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة أمس الأول بعد تراجع حركة النهضة عن تقديم استقالتها، وهذا أدى إلى تأجيل الحوار الوطني الذي كان مقرر أمس 23 أكتوبر. ومن جانبها خصصت صحيفة "كورييه انترناسيونال" ملفا خاصا عن الأزمة التونسية بعنوان "المسلمين ضد الإسلاميين"، والتي أشارت إلى أن الإسلاميين يستعرضون عضلاتهم أمام المعارضة الشعبية ضدهم، وهذا ما يزيد من أزمة البلاد، التي قد ترى السيناريو المصري قريباً إذا استمر الوضع على هذا النحو. وتابعت الصحيفة الفرنسية أن نفس ما حدث في مصر يتكرر مرة أخرى في تونس، فغالبية التونسيين ينظرون إلى حركة النهضة على أنها تريد أن تدمر الإرث الثقافي الإصلاحي تحت مسمى الدين. وأشارت "كورييه أنترناسيونال" إلى أن شعار حركة النهضة بل وجماعة الإخوان المسلمين هو "الإسلام هو الحل، والقرآن شريعتنا" غير أن هؤلاء الجماعات تحولت عن المبادئ الأساسية لهذه القاعدة، والشعار الذي فشل نتيجة خطأ هؤلاء الإسلاميين خلق مفهوما آخر لدى المحللين السياسيين، ألا وهو كلما قل الخطاب الأيدولوجي القائم على الدين، أدى إلى تحقيق نمو اقتصادي واتفاق اجتماعي". أما صحيفة "لوموند" فترى أن تونس دخلت في مرحة الفوضى، مشيرة إلى أن هناك أطرافا خفية تعمل على إشعال الوضع أكثر، كما أن كل طرف سياسي تونسي يلقي مسئولية هذا العنف على الطرف الآخر. وبينت الصحيفة أنه وسط هذه الأجواء يظهر دور السلفيين الذين يشكلون ثقلا لا يستهان به في تونس والمعروف عنهم تطرفهم الشديد، مضيفة أن كل الكتل السياسية في تونس ترغب في رحيل النهضة عن السلطة. ومن جانبها، أوضحت "لو باريزيا" في مقالها الذي جاء بعنوان "تونس تسقط في منحدر العنف" أننا أمام ثورة ياسمين جديدة، فالشباب التونسي يستخدم نفس الشعارات التي استخدمها مسبقاً ضد نظام بن علي منذ ثلاثة أعوام تقريباً خاصة شعار "ارحل". وتتابع الصحيفة بالقول إن حركة النهضة ربما تلقى مصيرا أصعب من "بن علي"، فيبدو أن الحركة الإسلامية لا تنوي التخلي عن السلطة في الوقت الحالي.