ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أنه من الصعب تحديد نظام اقتصادي للحركات الإسلامية التي وصلت للسلطة في مصر وتونس، فكلتا الدولتين تشهدان صعوبات متماثلة، وعلى الرغم من أن المشاكل الاقتصادية هي التي كانت السبب في الثورات العربية، إلا أن الأوضاع لم تتغير حتى الآن في هذا المجال. فلم تشهد دول الربيع العربي أي تغير ملموس في المجال الاقتصادي، كما زادت المقاييس الأيديولوجية من تفاقم الوضع، وجاء اغتيال المعارض لحركة النهضة شكري بلعيد ليزيد من حدة الغضب ضد الإسلاميين في تونس. من جانب آخر أضافت الصحيفة أن تونس تعتبر دولة ذات جذورعلمانية، فمنذ وصول الحبيب بورقيبة إلى الحكم في 1956 والنظام التونسي يحارب الأصولية الإسلامية، واستمر هذا الوضع حتى قيام ثورة الياسمين التي سمحت للأصوليين الإسلاميين بالوصول للحكم عن طريق تعاطف جزء كبير من الشعب التونسي معهم. وهذا ما أدى إلى انقسام المجتمع إلى طائفتين تحاول كل منهما الوصول للسلطة. ووفقا لتوفيق الجبالي، دكتور الحضارة الأمريكية والاجتماعية بجامعة كان، "إن الإسلاميين لسيوا ديمقراطيين، فتحالفهم مع قطر وتقربهم من النظام السعودي يشكل مشكلة كبيرة للشعب التونسي"، مضيفا أن "الإسلاميين لم يقوموا بشيء حتى الآن ولم ينفذوا وعودهم. فلم تتم كتابة دستور حتى الآن، ولم يحاولوا حل مشكلة البطالة. كل ما قاموا به هو مناقشة مسائل دينية مثل الإسلام والنقاب والعلمانية، فالإسلاميون في تونس ومصر لم ولن يستطيعوا تحقيق الديمقراطية"منتقدا أنهم لا زالوا يتعاملون كرجال دين ولم يفهموا حتى الآن أنهم أصبحوا رجال سياسة وسلطة، لذا أصبح يسود المجتمعين انقسام أيديولوجي، تشعل هذا الانقسام الخطابات المتحزبة للسلطتين، وكذلك التصرفات الخاطئة التي يرتكبونها واتهاماتهم المستمرة للطرف الآخر. بالإضافة إلى دورالإعلام خاصة قناة الجزيرة والتي تزيد من حدة التوتر والتخويف من اغتيال شخصيات سياسية. وذكرت صحيفة "لو بوبلير" في لقاء مع منذر بناروس الرئيس السابق للجمعية الإقليمية التونسية الفرنسية، ودكتورالاقتصاد بالجامعة التونسية أن الأحزاب الصاعدة لم تستطع منافسة الإسلاميين والتي تحظي بالتنظيم والتمويل الجيد، بالإضافة إلى تعاطف الكثير من التونسيين معهم بسبب القمع المستمر الذي ارتكبه النظام السابق ضدهم وهذا ما جعلهم يصلون إلى السلطة رغم جهل الكثير من قياداتهم بالحياة السياسية، مضيفآ أن " النهضة لم تضم خبرات أو كفاءات. أخبار مصر - البديل Comment *