خصصت صحيفة " لو نوفل اوبسرفاتور " الفرنسية مقالا مطولا حول الوضع في تونس تحت عنوان " تونس: الدم والغضب "، وبدأت الصحيفة متسائلة: هل بدأ السيناريو المصري في تونس، مشيرة إلى أن العدوى المصرية بدأت تنتقل إلى تونس منذ مقتل اليساري محمد البراهمي. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن الشعب التونسي الذي يحتشد في الوقت الحالي بات مقتنعا بضرورة طرد الإسلاميين من الحكم كما حدث في مصر، وذلك بسبب فشله في وقف موجة الاغتيالات التي تتعرض لها رموز المعارضة التونسية. وأوضحت " لو نوفل اوبسرفاتور " أن الشعب يطالب في الوقت الحالي بضرورة استقالة حكومة علي العريض التابعة لحركة النهضة الإسلامية وكذلك بحل المجلس التأسيسي التونسي الذي لم ينه الدستور حتى الآن على الرغم من مرور عامين على تشكيله، فهذا المجلس فقد شرعيته بالفعل إذ أنه كان مسموحا له بالعمل لعام واحد فقط لإنهاء هذا الدستور. وترى الصحيفة الفرنسية أن مصير تونس بات مجهولا حيث لا نعرف إلى أين ستنتهي هذه الاحتجاجات الشعبية الجديدة التي تهز البلاد هناك. من جانب آخر، أوضح الموقع الإخباري المغربي " مغربية " أن هناك تقاربا واضحا بين الشعب والمعارضة التونسية وبين الجيش، حيث تشهد البلاد العديد من الاحتشادات في مختلف المدن التونسية لدعم دور الجيش في البلاد خاصة بعد مقتل 8 جنود أثناء الهجمات في جبال الشعانبى. كما أوضح الموقع الصادر باللغة الفرنسية أن هذا التظاهرات جاءت لتأكيد أن الشعب خلف المؤسسة العسكرية وتعبيرا عن تقديرهم للدور الذي يلعبه الجيش لمصلحة الوطن. وتشير " كورييه انترناسيونال " الفرنسية إلى أن الوضع أصبح متفاقما في تونس خاصة مع ارتفاع الجهادية السلفية التونسية الذين استطاعوا الخروج من السجن بعد سقوط بن علي، أو التسلل إلى الأراضي التونسية عقب وصول الإسلاميين للحكم والذين قدموا لهم الكثير من التسهيلات. ومن جانبها، ترى الصحيفة أن الجيش التونسي قد ضاق بالوضع غير المستقر في البلاد بسبب حكم حركة النهضة التونسية، فالقائد السابق للجيش رشيد عمار قدم استقالته بسبب تصاعد الأحداث الإرهابية بعد ثبوت تورط حركة النهضة في التأمر مع الإرهابيين ضد الجيش، كما أن ارتفاع نسبة الاغتيالات السياسية داخليا ربما تدفع الجيش للتدخل لإنقاذ البلاد التي تعيش في أزمة كبيرة منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي.