تسبب التذبذب الاقتصادي على مستوى العالم فى ارتفاع أسعار مدخلات أي منتج، فارتفعت أسعار الأعلاف، مما أدى إلى هروب الكثير من حلقة الإنتاج الحيواني، ومع جهود العاملين بالبحث العلمي في مصر، تم التوصل إلى أعلاف جديدة يمكن استبدالها بالتقليدي منها، ومن أهمها الشعير المستنبت. ومن جانبه، قال الدكتور محمد أبوالسعود، باحث ورئيس قسم الأساليب الزراعية المغلقة بالمعمل المركزى للمناخ ل"البديل" اليوم، إن الشعير المستنبت أحد البدائل الحديثة للأعلاف التقليدية، موضحا أنها لا تستهلك كميات كبيرة من المياه مثل البرسيم الذي يعد أحد المحاصيل الشرهه للمياه، وتوفر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المستخدمة في زراعة الأعلاف الخضراء لزراعة محاصيل أخرى ذو أهمية في توفير الأمن الغذائي كالقمح. وأضاف "أبو السعود" أن الشعير المستنبت يعد إنتاجا مكثفا واقتصادىا للعلف الأخضر، ويجعل هناك إمكانية للتوسع الرأسى فى مشاريع الإنتاج الحيوانى، خاصة فى المناطق التى تعانى من ندرة المياه أو انخفاض جودتها، والتي لا تصلح لزراعات الأعلاف التقليدية، موضحا أن عملية الاستنبات لاتستغرق أكثر من عشرة أيام. وأوضح أن تكلفة إنتاج الطن من الشعير المستنبت يتراوح مابين 450 إلى 500 جنيه تقريبا، وبمساحة قدرها 144 مترا يمكن عمل صوبة للاستنبات تكفي لتغذية قطيع متوسط من الأغنام 200 إلى 300 رأس و50 رأس ماشية، مشيرا إلى أنه يمكن استخدام أراضي الساحل الشمالي غير الصالحة للزراعة في إقامة مزارع حيوانية، والاعتماد على الشعير المستنبت في التغذية، بالإضافة إلى إنتاج كميات أكبرمن الشعير، فيمكن زراعته في أراضي مرتفعة الملوحة، ويعتمد في زراعته على مياه الأمطار في المواسم الجيدة. ولفت "أبو السعود" إلى ضرورة وجود علاقة بين الإرشاد الزراعي والمراكز البحثية، لتكون قناة يمكن أن تصل من خلالها نتائج الأبحاث ومجهودات الباحثين إلى المزارعين؛ لتطبيقها على أرض الواقع، بدلا عن الاحتفاظ بها في الأدراج وضياع الجهود المبذولة هباء.