نشأت الديهي بعد توجيه السيسي بغلق الطريق الإقليمي جزئيا: حياة الناس أهم    فرنسا تدعو إلى تعزيز الحواجز الجمركية لوقف التهديد الصيني على الصناعة الأوروبية    رسميا - علي السعيد مديرًا فنيًا لفريق الكرة النسائية بالزمالك خلفًا لمحمد عزت    أهالي قرية منيل عروس يستعدون لتشييع جثمان محمد نبيل ضحية حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية    انقلاب سيارة نقل وإصابة سائق ومرافقه على الطريق الصحراوي الشرقي في سوهاج    أسيوط تحتضن ختام فعاليات الدورة ال18 من المهرجان القومي للمسرح المصري    غدا.. قناة الوثائقية تعرض الجزء الأول من قصة حياة الزعيم عادل إمام    سيدة و3 وجوه بارزة بين المرشحين في اليوم الأول.. انطلاقة ساخنة لسباق الشيوخ بقنا    مصطفى شوبير يثير الجدل بمنشور كوميدي عن والده    الاستثمارات الخاصة تتصدر للربع الثالث على التوالي وتستحوذ على 62.8%.. وتراجع للاستثمار العام    فور التصديق عليه.. "إسكان النواب": الحكومة جادة في تطبيق قانون الإيجار القديم    قرار الشعب وعودة الروح    بسبب دعم فلسطين.. الشرطة الألمانية تعتدي بالضرب على مشجع أهلاوي (فيديو)    مدير دار الافتاء بمطروح يجيب.. هل نصوم مابعد عاشوراء أم قبله؟    بني سويف الجامعي تعيد النور لطفل يعاني من انفجار بالعين    ثلاثي منتخب مصر يتأهل لنهائي رجال الخماسي الحديث في كأس العالم 2025 بالإسكندرية    تأجيل اولي جلسات محاكمة 5 رجال أعمال متهمين بتمويل الإرهاب ل 9 سبتمبر    "أوبك+" يرفع إنتاج النفط في أغسطس 548 ألف برميل يوميا    مستشفيات جامعة بنى سويف تعيد الأمل لطفل أصيب بانفجار فى العين اليمنى    الإسماعيلية تتوسع في زراعة عباد الشمس.. 1271 فدانًا لدعم الاكتفاء الذاتي من الزيوت    أمينة الفتوى: "مقولة على قد فلوسهم" تخالف تعاليم الإسلام والعمل عبادة يُراقبها الله    أسماء الفائزين فى الموسم الرابع من المسابقة العالمية للوافدين والأجانب بالأزهر    الأمين العام للأمم المتحدة يُحذّر من خطر نووى فى زابوريجيا    «خفاف على القلب» 3 أبراج روحهم حلوة.. هل أنت واحد منهم؟    أيمن الرقب: ترامب وإدارته جزء من المقتلة الكبيرة ضد المدنيين في قطاع غزة    مدرب أحمد حجازي الجديد.. نيوم يتعاقد مع جالتيير رسميًا    أمريكا.. مقتل 27 شخصًا جراء فيضانات مفاجئة وسط ولاية تكساس    باحث: رفع العقوبات عن سوريا يفتح الباب أمام الاستثمارات ويُحسن الاقتصاد    غدًا.. النواب يستكمل مناقشة قانون المهن الطبية    وزير الخارجية يجري اتصالات دولية وإقليمية لدعم الأمن وخفض التوترات في الشرق الأوسط    "المخدرات مش هتضيعك لوحدك" حملة لرفع وعى السائقين بخطورة الإدمان.. فيديو    بي إس جي ضد البايرن.. التشكيل الرسمى للقمة النارية فى كأس العالم للأندية    إجتماع تنسيقي بين «الرعاية الصحية» و«التأمين الصحي الشامل» في أسوان    محلل بريطاني: انتقادات زيلينسكي قد تدفع ترامب للانسحاب من تسوية الحرب الروسية الأوكرانية    مصرع شخص وإصابة اثنين آخرين في حادث مروري بدمياط    استمرار تلقي تظلمات الإعدادية بكفر الشيخ حتى 13 يوليو الجاري    وفاة رئيس قطار أثناء تأدية عمله بأسيوط.. و«النقابة» تبدأ نقل الجثمان إلى طنطا    «محتوى البرامج الدراسية» في ندوة تعريفية لطلاب علوم الحاسب بجامعة بنها الأهلية    «المونوريل والبرج الأيقوني».. المشروعات القومية رموز جديدة ب انتخابات مجلس الشيوخ 2025 (فيديو)    شريهان تعود للأجواء الفنية بزيارة خاصة لمسرحية "يمين في أول شمال"    وزارة الصحة تطلق منظومة إلكترونية متكاملة لخدمات الكشف الطبي لمرشحي الشيوخ    «الصمت أحيانًا يعني أننا تعبنا».. حنان مطاوع توجه رسالة غامضة في أحدث ظهور لها    بمشاركة طلاب صينيين| بالصور.. تنظيم أول مدرسة صيفية بجامعة القاهرة    "بدأت بموقف محرج".. قصة تعارف أمير صلاح الدين وزوجته ليالي    وزير الرياضة يفتتح منشآت جديدة بمركز التنمية الشبابية بالساحل    "بقت إدمان".. رئيس تحرير مجلة الزمالك السابق يثير الجدل بشأن صفقة جديدة للأهلي    العروض تحاصر ثلاثي بيراميدز.. والإدارة تعد قائمة بدلاء    أحمد نبوي: الأذى النفسي أشد من الجسدي ومواقع التواصل تتحول لساحة ظلم    براتب 8000 جنيه.. العمل تعلن عن 300 وظيفة بإحدى شركات تسويق الأدوية    تداول 14 ألف طن و1160 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    محافظ أسيوط يعتمد الخطة السكانية لتحسين الخصائص السكانية    طبق عاشوراء يحسن صحتك.. فوائد لا تعرفها    3 وديات.. في الجول يكشف تفاصيل معسكر الأهلي في تونس تحضيرا للموسم الجديد    محافظ بني سويف يستقبل وزير الإسكان والمرافق في بداية زيارته للمحافظة    طقس الأحد شديد الحرارة وشبورة ورطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة والإسكندرية 31    محافظ المنوفية يتوجه لمستشفى الباجور العام للإطمئنان على الحالة الصحية لمصابي حادث الإقليمي    اختيار ناصيف زيتون لحفل افتتاح مهرجان جرش بالأردن.. وأصالة في ختام الفعاليات    الجار قبل الدار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. فايز رشيد: عنصرية وحقد عوفوديا على العرب!
نشر في البديل يوم 14 - 10 - 2013

مات عوفوديا يوسف عن عمر يناهز(93) عاماً , وهو الحاخام الأكبر لليهود الشرقيين(السفارديم)والأب الروحي لحركة(شاس)المتطرفة،الذي انشق عن الحزب المتزمت الأم"أغودات يسرائيل"في عام 1983.وذلك بعد خلاف حاد على خلفية التمييز ضد اليهود المتدنيين الشرقيين في الحزب،الذي يهيمن عليه اليهود(الأشكنار)الغربيين.عوفوديا يوسف وُلد في بغداد وهاجر إلى فلسطين مع عائلته أثناء الانتداب البريطاني, وفي عام 1947 سافر إلى القاهرة وتسلم منصب رئيس المحكمة اليهودية فيها ,ومن ثم عاد إلى فلسطين المحتلة وبدأ في تبوأ المناصب الدينية وصولاً إلى مرتبة الحاخام الأكبر.
قال عنه نتنياهو"بأنه تعلم منه الكثير"ونعاه كما الحكومة الإسرائيلية والرئيس الاسرائيلي , الأمر الذي يبين أهميته في الشارع الإسرائيلي!معروف عن هذا الحاخام بأنه الأشد عنصرية وحقداً على الفلسطينيين والعرب.سبق أن وصفهم"بالصراصير والأفاعي"!كان ذلك في خطبة دينية له في عام 2004 مع أن من المفترض في رجالات الدين في الأديان الثلاثة"المناداة بالمساواة والتسامح والإخوة بين الأديان".لم يقتصر وصف عوفاديا للفلسطينيين والعرب والمسلمين على ما ذكرناه بل أفتى فتوةً يقول فيها:"إن اليهودي الذي يقتل مسلماً فكأنما يقتل ثعباناً أو دودة مضرة،والعرب خطر على البشرية،والتخلص منهم مثل التخلص من الديدان وهو أمر طبيعي أن يحدث".في عام 2001 دعا إلى إبادة العرب بالصواريخ قائلا "يجب أن لا نرأف بهم وأن نقصفهم بالصواريخ كي نبيدهم وذويهم هؤلاء الأشرار والملعونين".لقد طالب هذا الحاخام اليهود"بأن يبتهلوا إلى الله ويدعوه لإبادة العرب وحزب الله وإيران ومحوهم من على وجه البسيطة وإماتتهم وسحقهم بالكامل".أما بالنسبة للنساء العربيات والأطفال فقد أفتى يوسف"بجواز قتلهم حتى الصغار منهم".
هذا غيض من فيض فتاوي هذا الحاخام الذي يعتبر منهلاً يستقي منه العلوم الدينية, كل القادة الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزارء بنيامين نتنياهو, ولذلك نرى من الطبيعي أن تتغلغل العنصرية في إسرائيل،وأن تقول استطلاعات الرأي بأنه في العام 2025 فإن المتدنيين سيبلغون نسبة 65% من سكان إسرائيل. بالمناسبة نذكر استطلاعاً للرأي نشرته الصحافة الإسرائيلية(الاثنين 7 أوكتوبر الحالي)وقام به معهد داحف الإسرائيلي يقول:بأن 64%(من 852 يهودياً جرى استفتاؤهم)يؤيدون"بأن اليهود هم شعب الله المختار".بالتالي:فإن الحركة الصهيونية استغلت الدين اليهودي لصالح تنمية العنصرية لدى اليهود ضد كل من هم غير يهود.
أما بالنسبة لتأثيرات موت غوفوديا يوسف على الخارطة السياسية الحزبية في إسرائيل , فتتلخلص في التالي:الحاخام يوسف هو مركز الثقل الرئيسي لحركة شاس ,المليئة بالمتناقضات من داخلها،بالتالي:فإن العديدين من المراقبين يتوقعون انقساماً سريعاً داخل الحركة ,وذلك لافتقادها للشخصية الكاريزمية في الحزب التي تستقطب كافة الاتجاهات(المختلفة حول مسائل دينية بشكل رئيسي)والدليل على ذلك ما صرح به النائب ارييه درعي(من حركة شاس)بعد موت الحاخام ,فقد قال لوسائل الإعلام"كان أبونا جميعاً وقائدنا ونحن أيتام الآن وبقينا وحيدين بدونه،من سيقوم بتوجيهنا الآن".على صعيدٍ آخر:اشتهر الحاخام يوسف بأنه"صانع الملوك"فبالرغم من محدودية أعضاء حزبه،لكنه يحصل نتائج مهمة في كل انتخابات تشريعية , في الكنيست الحالية له 11 نائبا. لم يشارك في الائتلاف الحكومي الحالي الذي يسعى الى تجنيد المتدينين في الجيش،وهذا ما رفضه الحاخام, وهو الذي يجيد التكتيكات السياسية الحزبية إلى الحد الذي يُعتبر فيه"بيضة القبان"في أي ائتلاف حكومي إسرائيلي ,بالتالي فإنه وفاته ستترك أثرها على عموم الخارطة الحزبية الإسرائيلية.
بالنسبة للتسوية مع الفلسطينيين والعرب, فالحاخام يوسف وخاصة في سنواته الأخيرة من أشد المتطرفين فهو ينكر أية حقوق للفلسطينيين(وغالباً ما يسميهم عرباً)وهو كان قد عارض إعادة تموضع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة في عام 2005. الضفة الغربية بالنسبة إليه هي"يهودا والسامرة"وهو يعتبر فلسطين التاريخية جزءا ًصغيراً من"الوطن اليهودي"الذي يمتد من النيل إلى الفرات،والطريقة الوحيدة التي يمكن التعامل بها مع العرب والمسلمين هي من خلال قتلهم،بالتالي"فلا سلام معهم"وهو يُنكر وجود الشعب الفلسطيني من الأساس.
الغريب:أن الرئيس الفلسطنيني محمود عباس استغل اجتماعاً تطبيعياً عقده في رام الله مع وفد من الكنيست الإسرائيلي (يبلغ13عضواً من مختلف الأحزاب الإسرائيلية) ليطلب من قيادة الوفد إبلاغ"تعازيه الحارة"إلى الحكومة الإسرائيلية وإلى عائلة الحاخام, ذلك بالرغم من كل تصريخاته العنصرية.لنتصور للحظة صورة معاكسة:تعزية من الرئيس الإسرائيلي أو من رئيس الوزراء بشيخ فلسطيني أو عربي أو باكستاني(على سبيل المثال وليس الحصر)مسلم سبق له أن أفتى ووصف اليهود بنفس طريقة عوفوديا يوسف!!.لذا فإن التعزية رغم الجانب الإنساني فيها،فإنها ثقيلة على التحمل وبخاصة في شخص مثل الحاخام عوفوديا يوسف!!وفتاويه وأوصافه العنصرية ضد العرب والمسلمين.
من جانب آخر:ما الذي تغير في الموقف الإسرائيلي ليقوم الرئيس عباس بعقد اجتماعات تطبيعية مع أعضاء من الكنيست؟بالعكس:إسرائيل ازدادت تطرفاً وتعنتاً في رفض الحقوق الفلسطينية والعربية, وزادت من شروطها:في تصريح لنتنياهو للإذاعة الإسرائيلية قال فيه:"يستحيل تحقيق السلام مع الفلسطينيين طالما رفضوا الاعتراف بحق الشعب اليهودي في أن تكون له دولة قومية سيادة"!بالطبع ليست هذه المرة الأولى لنتنياهو يذكر فيه هذا الاشتراط،فلقد سبق له وأن صرح به مراراً وذكره في خطابه أثناء انعقاد الدورة الأخيرة(68)للأمم المتحدة في نيويورك.
يبقى القول:هذه هي إسرائيل وهؤلاء هم قادتها وعوفوديا يوسف نموذج حي من حاخاماتها!.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.