تطالعنا الصحف والمجلات في تلك الأيام من كل عام، بمعلومات عامة وقصص مكررة، عن مسيرة المحمل المصري، الذي شرف بنقل كسوة الكعبة إلى أراضي الحجاز في موسم الحج، إلا أن "البديل" وبعدما قدمت لقراءها تقريرًا مصورًا عن الحال المتدهور لدار الكسوة، بعدما أصبح تابعًا لوزارة الآثار، تقدم وثيقة تاريخية نادرة، توضح كواليس نقل الكسوة إلى الأراضي الحجازية. ترجع الوثيقة التاريخية النادرة إلى عام 1286-86 هجرية، أي قبل 727 عام من الآن، عبارة عن رخصة وتأشيرة مرور لإحدى الدواب المخصصة لخدمة المحمل، وتجيز ل"بغلة"، تم دمغ نمرة خاصة بها على الحوافر الأمامية، وعلى رقبتها، المرور على مراكز الدخولية وشوارع المحروسة والسفر للأقطار الحجازية، بعد دمغها على رقبتها بدمغة مصلحة الطرق. وتوضح الوثيقة الصادرة عن ديوان الدائرة البلدية، والممهورة بخاتم المدينةالمنورةومكةالمكرمة، الذي كان بحوزة ديوان الدائرة البلدية، بسط المماليك سيطرتهم على منطقة الحجاز، في ذلك الوقت، والذين اعتبروا أنفسهم خدام الحرمين الشريفين. وتبدأ رحلة القافلة من حي الخرنفش بالقاهرة، إلى منطق "بركة الحاج"، نقطة التجمع علي بعد بضعة كيلو مترات من القاهرة "حدائق القبة الآن"، وبعدها إلي عجرود "غرب السويس"، ثم تستريح القافلة، وتتجه إلي منطقة "الطوابير" وهي عبارة عن 3 أعمدة حجرية متفرقة في مدخل بلاد التية كإشارة أو دليل يجب أن تسلكه القافلة إلي نقب دبه البغلة، حيث نقش على الصخرات اسم السلطان الذي أمر بتمهيد درب الحج، وفي وادي القريض على بعد نحو 60 كيلو متراً من "نخل بئر" ، ثم إلى منطقة "بئر أبو محمد". وإذا ما وصلت القافلة إلي منطقة العقبة الجبلية، وجدت طريقا مهده ملوك مصر في الجبل المطل علي مدينة العقبة، وهو طريق متعرج ومنحدر، ويسير إلي الوادي المصري «قلعة العقبة»، وبعد عبور هذا الطريق يصل الحجاج إلي العقبة، ويستمر طريق الحج مارا علي الجانب الشرقي للبحر الأحمر بالمويلح وبرج ضبا، ثم قلعة الوجه وينبع إلي أن تصل القافلة إلي مكةالمكرمة. عبر تلك الرحلة التي كانت شاركت فيها تلك "البغلة"، أقيمت الاحتفالات على طول الطريق، من المحروسة وحتى بلاد الحجاز، فيما عرف ب"دوران المحمل"، حيث كان يتقدمه الأمراء والفرسان، و"أمير الحاج" الذي يعين من قبل السلاطين، برفقة الحجيج. أخبار مصر- البديل