ذكرت صحيفة "لو موند" في مقال مطول لها، أن قائد الجيش المصري عبد الفتاح السيسي الذي أصبح سيد المشهد السياسي في مصر يتعرض لموجة وطنية قوية تدفعه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مبينة أنه بعد ثلاثة أشهر من سقوط الإخوان المسلمين في مصر، والفريق عبد الفتاح السيسي يجعل المصريين يعيشون في تشويق حيال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة. وتابعت الصحيفة بأنه في الوقت الحاضر الأمور ليست واضحة تماما، ففي لقاء له مع صحيفة " المصري اليوم " لم يستبعد السيسي هذا الاحتمال، مرجعاً قراره وفق التحديات والأخطار التي تواجهها البلاد، قبل أن يضيف " الله سوف يقرر ". وبينت "لوموند" أنه منذ سقوط الإخوان المسلمين والفريق السيسي ينعم بشعبية جارفة، لم ينعم بها الجيش منذ فترة بعيدة، فخلال احتفالات 6 أكتوبر، توجه بحديث إلى الأمة أعقبه الرئيس المؤقت عدلي منصور، هذا الحديث كان مليئا بحماسة وطنية لم نرها من وزير دفاع سابق. وتابعت الصحيفة بأنه منذ بضعة أسابيع والعديد من الشخصيات العامة أصبحت تغذي علنا هذا الشغف لترشحه للرئاسة، خاصة من قبل ابنة الزعيم السابق جمال عبد الناصر "هدى"، والتي طالبت الفريق بتولي زمام الأمور. وأوضح "مصطفى كامل السيد" الباحث في جامعة القاهرة أن السيسي يحظى بفرصة بفراغ سياسي حقيقي، مشيراً إلى أن المصريين ملّوا من عدم الاستقرار السياسي الطويل، فهم يريدون رئيسا قويا قادرا على اتخاذا قرارات. كما أن التطلع لترشح السيسي للانتخابات الرئاسية اتخذ مسارا آخر، ففي مقر حزب الغد، يقوم مؤسس حملة " اختار رئيسك " ورئيس تحرير صحيفة تحمل نفس اسم الحزب عبد النبي عبد الستار بجمع توقيعات لترشيح السيسي للانتخاابت المقبلة، مثلما فعلت مسبقاً حركة تمرد عن طريق جمع توقعات لإسقاط الرئيس محمد مرسي، حيث يأمل في جمع 50 مليون توقيع حتى نهاية العام الحالي. ونقلت الصحيفة عما قاله عبد النبي عبد الستار : لم ألتق أبداً بالفريق السيسي، إنه لشرف لي، فهو يجمع بين كاريزمة جمال عبد الناصر والعقل الاستراتيجي لأنور السادات، مؤكداً أنه تمكن حتى الآن من جمع 6 ملايين توقيع. وأشارت " لو موند " إلى أن قيام أمريكا بتجميد جزء من مساعدتها للجيش المصري الذي يقوم بقمع تظاهرات الإخوان المسلمين زادت من هذا المناخ الداعم للفريق السيسي، فرغم قيام وسائل الإعلام الحكومية وبعض القنوات الخاصة التي يمتلكها فلول النظام السابق بتدعيم بقوة تلك الحملات، إلا أن هذه الحملات تلقى موجة قومية جامحة لتدعيمها، فصور السيسي ملصقة على كل مكان في العاصمة، أغلبها بجوار صور عبد الناصر والسادات. واختتمت الصحيفة أنه رغم ذلك فإن هناك شخصيات من شباب الثورة ترى أنه بحاجة إلى تفكير أطول في شخصية القائد المقبل لمصر.