قال أحزاب سياسية أن قطع المعونة الأمريكية عن مصر لا يؤثر على الاقتصاد في شيء؛ ورحبت هذه الأحزاب بالقرار مشيرة إلى أن المعونة كانت أمر مهين لمصر وأن التزامات المعونة أكبر بكثير من حجمها، وشددت على ضرورة مراجعة أمريكا قرارها وتذكر 1956 للتأكد من قدرة الشعب المصري على تحدي أي شيء حتى لو كانت أكبر دولة في العالم. توجه المهندس "عمرو فارس" عضو المكتب السياسي لحزب الدستور بالشكر للولايات المتحدة على قطع المعونة، مبررا ذلك بالالتزامات الكبيرة التي تلقيها على مصر والتي تفوق بمراحل قيمة المعونة ذاتها، وهذا القطع سيحرر مصر من أحمال كبيرة كبلت قرارها لفترات طويلة. وأضاف أن أي قرارات في هذا الشأن سواء تعليق اتفاقية كامب ديفيد أو غيره يحتاج رؤية للأمن القومي المصري والمصلحة الوطنية، ولو أن المصلحة الوطنية تستدعي تعديلات يجب أن نسعى لهذه التعديلات حتى لو كانت المعونة مستمرة. وأوضح أن الربط ما بين الالتزام وعدم تعديل كامب ديفيد والحصول على معونة مادية من أي دولة في العالم هو إهانة لمصر، فالمصلحة الوطنية تقدم على أي شيء. وأكد "شهاب وجيه" المتحدث باسم حزب المصريين الأحرار، أن قطع المعونة الأمريكية أو تعليقها لن تؤثرع لى الجيش المصري بالمرة ولكنه سيؤثر على الصورة الذهنية لأمريكا في نظر المصريين. وأضاف قائلا "كنا نظن أن تغيير موقف الكونجرس يعني تغيير في مواقف الحكومة الأمريكية أكثر قبولا للديمقراطية المصرية وأكثر قبولا للثورة الشعبية المصرية، ولكن يبدو أننا كنا مخطئين لأن موقف الحكومة الأمريكية الأخير محبط جدا وهو بشكل عام يضر بصورة أمريكا ولا يضر بالجيش المصري. من جانبه أوضح "بهاء أبو شقة" نائب رئيس حزب الوفد، أن المعونة مرتبطة باتفاقية السلام ومن بنود الاتفاقية هذه المعونة فهل هذا يعني أن أمريكا تريد إلغاء معاهدة السلام. وأضاف أن أمريكا عليها أن تسترجع الماضي سنة 56 عندما أرادت أن تقهر إرادة الشعب المصري في تمويل السد العالي، فكانت إرادة المصريين فوق الإرادة الأمريكية، وتم بناء السد رغم قطع هذه المعونة، وتسبب ذلك في توتر بالعلاقات المصرية الأمريكية لعقود كان الخاسر فيها هو الجانب الأمريكي. وتابع بأن أمريكا عليها أن تدرك جيدا أن الشعب المصري وإرادته وكرامته لا يكسرها أحد وفوق أي اعتبار وأي قوة، مشيرا إلى أن قطاع كبير من الشعب المصري كان يطالب بقطع هذه المعونة حتى لا تكون وسيلة للضغط، وإن فعلت الإدارة الأمريكية ذلك فهي تكرر سيناريو 56 ويتعين عليها التفكير جيدا قبل اتخاذ هذا القرار.