إكرام بدر: تعمير سيناء ليس مسئولية الجيش وإنما مسئولية الدولة علاء رزق: الخضوع للمنظمات الدولية أدى إلى وضع الخارطة الاقتصادية المصرية طلعت موسى: سيناء لم تعرف الإرهاب منذ 40عاما فمرسى جعل سيناء مركزًا للإرهاب العالمى بعد مرور 40 عامًا على نصر أكتوبر العظيم ومرور 34 عامًا على اتفاقية السلام ظلت سيناء كما هي ولم تستغل بعد استردادها وبعد الدفع بدماء شباب مصر الغالي مقابل عودة أراضي سيناء إلى وطننا الحبيب مصر. وبالرغم من ذلك تجاهلها المسئولون في ظل حكومات مختلفة ومتتالية رغم أن سيناء إذا قدرت قيمتها لوجدناها مشروعا قوميا لمصر. وقد استعرضت " البديل" آراء الخبراء السياسيين حول تعطيل التنمية فى سيناء والخطط الاستراتيجية التى عطلت نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة. يقول الدكتور إكرام بدر الدين -أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة- إن تعمير سيناء ليس مسئولية الجيش وإنما مسئولية الدولة ويمكن أن يسهم فيها الجيش. وأكد أن ما يحدث الآن من حرب ضد الإرهاب في سيناء هو مهمة الجيش الأساسية، ومن الممكن أن يسهم في عملية التنمية، ولكن لابد أن تكون هناك خطة تنموية حكومية، تمكننا من استغلال إمكانيات سيناء. وتابع: "سيناء يوجد بها إمكانيات سياحية وزراعية، وبها أماكن كثيرة يمكن أن تجذب الشباب بصفة خاصة حيث إننا نعاني من كثافة كبيرة بالدلتا، وبالتالي فإن سيناء تمثل حلا حقيقيا لحل مشكلة البطالة والإسكان ويمكن أن تمثل منطقة جذب سياحي، كما تمثل نموًا لمناطق صناعية". قال الدكتورعلاء رزق -الخبير الاستراتيجي- إنه منذ انتصار مصر في حرب 73 أدركت القوى العالمية وعلى رأسها أمريكا منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد أن أمن إسرائيل لابد أن يخضع لآليات جديدة حيث اشترطت الاتفاقية وجود ثلاث مناطق أ ، ب،ج. وعليه، فقد تم تقويض القوة العسكري المصرية في سيناء هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الاستسلام لمنظمات التمويل الدولية ساعد على أن تكون لها الكلمة العليا في وضع الخارطة الاقتصادية المصرية، وبالتالي ظلت سيناء لمدة تزيد على ثلاثين عاما بعيدة عن التنمية، وعن نزوح المصريين من الوادي الضيق إلى سيناء من أجل تعميرها. وما نؤكد عليه أن حرب 73 برهنت على أن القوى الاقتصادية لأي دولة أقوى من القوى العسكرية، وبالتالي فإن إضعاف مصر لن يكون إلا من خلال إضعاف اقتصادها خاصة من الجهة الشرقية وتزامن الأمر مع تهديد مصر مائيا من خلال إقامة سد "النهضة". وكان التهديد من الناحية الشرقية لجعل سيناء خاوية والتهديد من الناحية الجنوبية بنقل محبس المياه من أسوان إلى إثيوبيا، وقد أكد الكاتب الصحفى منذ أكثر من ثلاثين عامًا على أن حرب إسرائيل المقبلة بعد حرب أكتوبر هى حرب المياه. وأوضح أن سيناء خاوية من السكان، والتنمية بها ضعيفة جدا، وهذا يجعلها مرتعًا للجماعات الإرهابية والفكر المتشدد ، والهدف من هذا استباحة سيناء من خلال بدائل متعددة " البديل الأول: أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية في أي وقت، والبديل الثاني: تكرا ما حدث في أفغانستان في سيناء ، البديل الثالث: تكرا ما حدث في كولومبيا وهو فصل باناما عن كولومبيا بمعنى أن يتم فصل سيناء القناة عن مصر الوادي. كما أكد على إنشاء وزارة خاصة بتنمية سيناء على غرار وزارة السد العالي في الستينات، وإنشاء ثلاث محافظات طولية، وتقسيم سيناء إلى قطرين متعامدين قطر جامعات حكومية، وقطر استادات دولية، تفعيل الجسر البري بين مصر والسعودية، وإقامة مصانع على أهم موارد سيناء مثل الرمال البيضاء، الأسمنت، النباتات الطبية والعطرية، والموالح ومصنع لتعبئة الأسماك على بحيرة البردويل وربط سيناء بمشروع تنمية القناة. من جانبه قال اللواء الدكتور طلعت موسى -المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا- إن الجيش لم يفشل في تعمير سيناء، وإنما هي خطأ الحكومات المتعاقبة منذ سنة 1979 -اتفاقية السلام مع إسرائيل- حيث اتجهنا عكس عقارب الساعة بالاتجاه غربا إلى تعميرتوشكى، وتركنا الاتجاه التهديدي الرئيسي وهو الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي. وأشار إلى أن مهمة الجيش هو حماية الدولة وليست مهمته تعمير سيناء، وبالرغم من ذلك، فإن الجيش عمل على تعمير سيناء حيث قام بحفر الآبار وإقامة محطات تحلية، وتنظيم قوافل طبية، وإنشاء المدارس وغيرها. وتابع: "بالرغم من وجود مشروع قوي لتنمية سيناء تم صياغته سنة 1994 يقضي بتعمير سيناء ونقل 3 ملايين مصري من وادي النيل ليعملوا في المشروعات التنموية بسيناء، ولم يتم التنفيذ، وتم إنشاء خط السكة الحديد المتجهة إلى العريش وتوقف عند بئر العبد وتم إنشاء ترعة السلام، وقد تم تجفيفها، وتوقفت مشروعات البنية الأساسية في سيناء التي كان سيبنى على أساسها المشروعات التنموية، وللأسف لم يقدر المسئولين خطورة هذه المنطقة وتأثيرها على الأمن القومي. وأشار إلى ان أن العديد من الدول يطمعون في سيناء، وذلك لأن الفراغ الديموجرافي الذي تتمتع به سيناء بالمنطقة يغري المسئولين في غزة وإسرائيل على ملأ هذا الفراغ ، حيث إن الكثافة السكانية لسيناء 9 أفراد على الكيلومتر مربع وتبلغ مساحتها 61 ألف كيلو مترمربع، وغزة مساحتها 360 كيلو متر وعدد السكان فيها 1.6 مليون نسمة والكثافة السكانية فيها 34.500 / الكيلو متر مربع ، وإسرائيل مساحتها تبلغ 20 ألف كيلو مترمربع، ويعني ذلك أن سيناء مساحتها 3 أضعاف إسرائيل فعدد سكانها مليون نسمة، وكثافتها 350 فرد/الكيلو مترمربع. وعن الإرهاب المتواجد في سيناء، وتأمين المنطقة أكد "موسى" أن الإرهاب لم يكن موجودًا منذ 40 عامًا منذ استرداد سيناء ولكن من أتى بالإرهاب هو الرئيس المعزول مرسي حيث جعل سيناء مركزًا لتجميع الإرهاب العالمي وأفرج عن 840 مسجونًا عالميًا من الإرهابيين.