حذر خبراء ومفكرون مصريون من تزايد الخطر الخارجى على سيناء مطالبين بسرعة تنميتها وزراعتها وتأهيلها بالبشر، مشيرين إلى أن إسرائيل تسعى إلى إثارة القلاقل في شبه الجزيرة بهدف الانقضاض عليها بحجة حماية حدودهم علاوة على أهدافهم التوسعية وفقا لمعتقداتهم الدينية. وكذلك حذر الخبراء من أطماع الاتحاد الأوربى في سيناء، وخاصة اليونانيين وبعثات الآثار التي تعمل كمخالب لتحقيق الأطماع الأوربية، في الوقت الذي تمتلك فيه سيناء أرصدة ل13 نوعا من المواد الخام والمعادن التي تنافس بها أغنى دول العالم.
في الوقت الذي فجر فيه البعض مفاجأة بأن ثلاث محطات مياه بسيناء ظلت مغلقة انتظارًا لافتتاح جمال مبارك خلال حملته الانتخابية التي كان يطمح في أن تتم خلال هذا العام قبل قيام الثورة، فيما اتهم البعض النظام السابق بأنه مسئول عن تحول بعض البدو إلى تجار مخدرات وتهريب للأفارقة والإرهابيين.
فيما أعلن عن مبادرة لإنشاء جامعة أهلية بسيناء على غرار جامعة القاهرة التي أنشئت أوائل القرن الماضي بجهود أهلية، في الوقت الذي انتقد الحاضرون المؤتمر عدم اتخاذ الحكومة المصرية إجراءات لإعادة الآثار التي سرقتها إسرائيل إبان احتلال سيناء.
هذا بالإضافة إلى خطر خارجى بعد أن تسببت معاهدة كامب ديفيد فى جعل نحو 80% من مساحة سيناء كمنطقة أمن لإسرائيل، وأطماع صهيونية بإثارة القلاقل والمشاكل والفوضى واستغلالها بالانقضاض عليها لتحقيق الحلم الديني، علاوة على أطماع الغرب ما بين عبث البعثات الأجنبية العاملة فى مجال الآثار وبين تصرفات مشبوهة للاتحاد الأوربى واتخاذ اليونانيين كمخلب قط فى بعض المناطق وأهمها سانت كاترين.
وبين أمس المخاطر وتنمية الحاضر، كانت الندوة التى نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين ومقررها الصحفى جمال فهمى ولجنة الأداء النقابى حيث شارك الكثير من أعضائها وأدارها الصحفى علي القماش وشارك فيها عدد من المتخصصين الذين حاربوا وعاشوا في سيناء ويعرفون كنوزها وهم: اللواء أحمد رجائي عطيه، واللواء مختار الفار، واللواء محمد وئام سالم، واللواء ياسين سند، والرائد محمد عبده موسى، والرائد سمير نوح، فضلا عن عدد من العلماء والخبراء والمثقفين عن المخاطر الخارجية المتربصة بسيناء.
وقال اللواء أحمد رجائي عطية: إن معظم الخط (ج) فى اتفاقية كامب ديفيد، وكمرحلة أولى يتيح مكاسب للصهاينة حتى نويبع، وفي مشروع شارون عندما كان وزيرًا للبنية التحتية الوصول للعريش، وهم يعلنون ذلك بوضوح، وأنه فى حال تثبيت أقدامهم فى وقت ما، سيسعون لإثارة الفوضى من فئات مختلفة ولأسباب مفتعلة ويقومون بتغذية نيرانها بهدف التمهيد للانقضاض على سيناء خاصة في الشمال وامتدادًا حتى خط بورسعيد والسويس والصالحية لتحقيق عقيدتهم بالاستيلاء على أرض جوشان حيث النيل؛ ويجيء ذلك بحجة أو تحت ستار حماية حدودهم، ولن يترك الغرب "الكعكة" لإسرائيل وحدها، فالاتحاد الأوربي لديه أطماع في السيطرة على البحر الأحمر بما يضمه من خليجي السويس والعقبة لضمان اتصاله بالبحر الأبيض في أمان والسيطرة على أغنى منطقة في العالم وهي سيناء.
وأضاف أن ما يثير الشبهات هو الحجم الكبيرجدًّا لمحميتي طابا وسانت كاترين، رغم أن الأولى ليس بها سوى قلعة صلاح الدين، وكل هذه المساحة تقع بجوار خط الدفاع الأول "الكنتلا - القسيمة - العوجة - العريش"، أما اثانية، وهي سانت كاترين، فمن الاتساع بما يفوق الوصف، وكأننا نحقق مقولة أن قُطر الدير مسافة مسيرة ثلاثة أيام؛ إذ من المعروف أن مسيرة اليوم عند البدو 40 كيلو متر؛ وبذلك تشمل المساحة من دهب شرم الشيخ شرقا (خليج العقبة) إلى أبو زنيمه الطور غربا ( خليج السويس)، ومن جبال التيه شمالاً إلى رأس محمد جنوبًا؛ وللأسف ساعد نظام السادات ثم مبارك على اتساع سلطة الدير ومساحاته؛ وفي كل الأحوال فإن تربص الأعداء بسيناء منذ القِدم، وهاهم يقولون: كيف هناك أزمة أرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكل هذه الأرض خالية؟
وأضاف: أن سيناء تمثل أهمية كبرى بحكم موقعها الذى يربط بين ثلاث قارات، ويمكن الانفتاح عليهم خاصة اقتصاديا، وبها نحو 30 % من سواحل مصر، وبها 13 نوعا من الخامات والمعادن التي تنافس بها أكبر دول العالم المنتجة، إضافة إلى العديد من الأصناف الأخرى، ومما تحتويه كنوز سيناء على سبيل المثال: احتياطي من الرخام نحو 10 ملايين متر مكعب، ونحو مليون طن من الحجر الجيرى، ونحو 800 مليون طن من الطفلة، و19 مليون طن من الجبس، و2 مليون طن من الكبريت، ونحو 20 مليون طن من الرمال السوداء، و4 ملايين طن من الرمال البيضاء، و27 مليون طن من الفحم، إضافة إلى أكبر محزون على مستوى العالم من مادة السيراميك بمنطقة نبق، ومخزون هائل من البترول في بلاعيم وأبو رديس، و75 مليون طن من الطفلة الكربونية، وغيرها، كما تضم سيناء سبع محميات أي نحو ثلث المحميات الموجودة في مصر.
وإزاء هذه الكنوز التي تثير أطماع الأعداء المتربصين بمصر، قال اللواء رجائي: إن الأمر يستوجب على وجه السرعة وبشكل فعلي- التنمية وتحويل سيناء إلى مدن ومناطق منتجة بالاستعانة بالقوة البشرية لاستصلاح الأراضى واستخراج الخامات، وهو أمر يستوعب بداية نحو 6 ملايين نسمة، وبذلك سيشكل هؤلاء خطوطاً دفاعية عن سيناء، ويجب أن تتخذ التنمية أنماطا عديدة، فيجب إنشاء مدارس بمواصفات خاصة تساعد على دمج الأجيال القادمة من البدو مع أبناء الوادي.
كما طالب باستغلال عمال الفنادق، وتحضير البنية الأساسية حتى مضيقي متلا والجدي، والبدء الفورى فى الزراعات قليلة الاحتياج إلى المياه، وزراعة النخيل والزيتون بكثافة عالية، وزراعة النباتات الطبية بالجبال، وإقامة مدن صناعية بالقرب من مواقع إنتاج الخامات والمعادن، وإنشاء مصانع للصناعات الصغيرة على سواحل الجنوب، والاستغلال الامثل لبحيرة البردويل، وتوفير الخدمات على طول خط القناة.
من جهة أخرى، أكد اللواء مختار الفار أن الصاعقة هى رأس حربة القوات المسلحة، وقد خموا بها؛ وذكر بما قدمه هذا السلاح الفعال من شهداء منهم 200 شهيد مع بداية حرب أكتوبر، عندما قطعوا الطريق على دبابات العدو ومنعوها من الوصول إلى الجسور التى عبر عليها جنود مصر، وللأسف لم يذكر أحد هؤلاء الأبطال مثلما يتم الاحتفاء بلاعبى الكرة والفنانين.
وقال اللواء الفار: إن الله قد نزع الملك من نظام مبارك وقادر على أن ينزعه من المتربصين بالوطن، ولنعمر سيناء؛ ولو عمرت لكانت المفتاح الذهبى لمصر، لأنها من الممكن أن تستوعب نحو 14 مليون مواطن، فليأخذوا الأرض ويعمروها بالتنيمة ويدافعوا عنها، فالحروب القادمة حروب شعوب أكثر من حروب جيوش.
وأكد اللواء ياسين سند أن تعمير سيناء هو مفتاح حماية أمن مصر؛ معبرا عن أسفه لأن يعرف العدو الصهيوني دقائق كنوز سيناء حتى ضاعف إنتاجية بحيرة البردويل ثلاث أضعاف أثناء فترة الاحتلال،
وقال سند: لا توجد دولة يحترمها العالم إلا إذا كان اقتصادها قويًا، ومن صور الاستغلال الأمثل لسيناء السياحة؛ ولكن من المؤسف فرض بناء فنادق رغم إمكانية الاكتفاء بالشاليهات.
وأشار إلى أن رأس سدر وما حولها تعتبر مشتى ومصيف، والرمال السوداء من رشيد حتى العريش، وشواطىء البحر الأحمر وسيناء بها نحو 20 مليون طن من مادة التوتانايم والتى تقام عليها صناعات هامة جدا مثل الصواريخ والصناعات الحربية ؛ كما يجب الاتجاه الى الاعمال التى تستوعب مهن وحرف كثيرة؛ فالمعمار يخدمه نحو 92 حرفة، والسياحة تخدمها نحو 41 مهنة، وهو ما يؤدي إلى رواج سريع.
وأضاف: بحكم خدمتنا وعملنا بسيناء نعرف كنوزها ويجب ضمِّنا إلى اللجنة التى سيشكلها مجلس الوزراء لتعمير سيناء، مشددا على أهمية العمل بقوة وجد واجتهاد.
وعبر اللواء محمد وئام سالم عن أسفه لعدم تعمير سيناء بعد أن أخذناها عام 1956، ثم تكرر ذلك بعد حرب أكتوبر، وقال: من المؤسف أيضا أنها تلقى بالنفايات على حدودنا، مؤكدًا على ضرورة الاهتمام بأنماط جديدة من السياحة مثل : الرياضات المائية وتسلّق الجبال والطيران الشراعى والبالون والقفز بالمظلات، كما يجب تنشيط سياحة الاستشفاء واستغلال الثروة السمكية مع تنمية زراعية وصناعية واجتماعية، وليذهب كل مواطن بعد سن الأربعين للتطوع والعمل لمدة ثلاث أسابيع؛ ومن يريد أن يرشح نفسه للرئاسة فليرتدي "الأفرول" ويذهب مع الشباب إلى سيناء.
واشار الرائد محمد عبده موسى إلى قيام العدو الصهيونى بتغيير أسماء كثير من المناطق بسيناء، والتي منها "سهل الراحة" والذى أصبح "سانت كاترين" مؤكدا أنه يشعر بمؤامرة تدار من الاتحاد الأوربى على حساب سانت كاترين وعيون موسى.
وقال المفروض عدم البناء بالمحميات قطعيًّا إلا أنه يتم بناء أسوار ثم تعلو وتزداد كما يتم تغيير ملامح الأثر وهو ما حدث في عيون موسى، مؤكدا أنها أخطار يجب التنبّه إليها، مشيرا إلى أن الآثار التي تمت سرقتها لم تعد من إسرائيل.
ونوه نور الدين عبد الصمد، من أبرز الأثريين الذين عملوا بسيناء وتصدوا لمخاطر البعثات الأجنبية، إلى وجود نص فرعونى ل"مريكا رع" منذ 4200 سنة قال فيه: "يا بني.. في سيناء ابنِ مدنًا، فإن العدو لا يجرؤ على مهاجمة المدن أو دخولها"، ولذا فيجب زراعة سيناء بالبشر، لافتا إلى أن تاريخ سيناء يعد من أقدم المناطق فى مصر إذ يرجع إلى نحو 15 ألف سنه قبل الميلاد.
وفي مجال الاهتمام بالسياحة والآثار أشار إلى أن معبد "سيرابيت الخادم" مثل معبد الأقصر من الروعة، وأن هناك تناغما بين السياحة الدينية والأثرية، ولذلك فإن سيناء تصلح لكل أنواع السياحة بما ليس له مثيل فى العالم.
وعن آثارنا فى إسرائيل قال نور الدين عبد الصمد : أن آثارنا التى سرقتها اسرائيل أثناء الاحتلال معظمها لم يعد بعد، وأن الدوريات الإسرائيلية تعترف بذلك؛ لكن كما اعترفوا بمذبحة الأسرى ولم نحصل على حقوقنا بشكل فعال، مشيرا إلى أن مذكرة للنيابة فى قضية الآثار انتهت بمطالبة الخارجية المصرية لإسرائيل بالتعويض عما دمرته من مواقع اثرية استغلتها عسكريا وهو ما لم يتم.
على جانب اخر شكك الخبير الاثرى فى نوايا القوات الدولية العاملة فى سيناء حكما طالب السلطات المصرية بالكشف على اطفال منطقة عين الجديرات للتحقق مما اصابهم من امراض بفعل تاثير دفن اسرائيل للنفايات على حدودنا.
أما عن اهم المداخلات فمنها ما اقترحه د . صلاح عبد الله - عضو مجلس الشعب السابق عن حزب العمل والسياسى المعروف- بالقيام بانشاء جامعة أهلية متكاملة بسيناء اسوة بانشاء جامعة القاهرة ؛ ولتقم لجان لتحديد المكان المناسب واعداد الرسومات ووضع المقررات العلمية وربطها بجامعة معترف بها وكذلك الدعاية والتبرعات وغيرها؛ وليكن العمل الشعبى هو الرائد والمحرك لتنمية سيناء وهو ما يتناسب مع روح ثورة يناير.
وقالت د. ماجده قاسم -الاستاذ بهندسة الزقازيق - إن الغرب يحبطنا ونوايه مريبه ؛ وعندما عمل عبد الناصر الوادى الجديد قالوا له لا توجد مياه ؛ وهاهم يهتمون بالدراسات عن النوبه خاصة فى المياه الجوفيه وهم يروجون لمشروعات فاشلة حتى نستورد القمح.
واقترح الصحفى الشاب محمد صدقى الشيخ ان تقوم القوات المسلحة بانشاء سلاح جديد للبناء والتعمير على غرار سلاح الخدمة الوطنية الذى استحدثه المشير ابو غزاله، وهذا السلاح يمكن ان يستوعب الاعداد الزائدة من الشباب بدلا من منحها تأجيلات فيساهموا فى اعمار سيناء.
واقترح الصحفى المخضرم سليمان الحكيم عمل ادارة بكل وزارة تختص وترتبط بسيناء وتكون لها اجندة للصناعات والتنمية والزراعة وغيرها حسب تخصصها ؛ وان تعتمد على دراسات تقوم بتنفيذها وضرب مثلا باليابان التى تقود الصناعة فى العالم وليس لديها اكثر من 10% من الخامات على عكس سيناء الغنية بكل الموارد ولكن التنمية الحقيقية تكون الارادة واذا اردنا التأكد من انتهاء النظام السابق وابادته فليتكن الارادة والقرار السياسى وتنمية سيناء.
وكشف الصحفى ايمن عبد المجيد عن مفاجأة بوجود ثلاث محطات للمياه بجنوب سيناء لم تفتتح حيث كان النظام السابق يدخر افتتاحها لتكون ضمن الحملة الانتخابية لجمال مبارك، مؤكدا على خطورة ما يجرى من تشويه إعلامى للمواطن السيناوى ليظل معزولا عن الوطن الأم ومنها الزعم بأنه كان يعطى شربه ماء للجندى مقابل السلاح.
كما اشار الى توقف قطار التعمير عند دير العبد ثم سرقة قضبانه ؛ كما اقترح تدريس المناهج بدلا من الاناشيد والاغانى وقال د نبيل جعفر ان تنمية سيناء لا تنقصها الموارد بقدر ما تنقصها الاراده وان هناك مقولة لشارون بانه يجب الا تعمر مصر سيناء.
ووصف الكاتب الصحفى محمد الشافعى ما فعله النظام السابق من اهمال لسيناء بجريمة الخيانة العظمى؛ ويتحمل هؤلاء وزر تحول البعض الى تجار مخدرات وتهريب الافارقة والارهاب؛ وانه لو تم صرف ما تم انفاقه على شرم الشيخ او اهدر فى توشكى او الساحل الشمالى لاصبحت سيناء جنة الله فى ارضه ؛ وقد سبق التأمر على الزعيم جمال عبد الناصر عندما قال ان اولوياتى تنمية مصر واشار البطل محمود الجلاد الى جريمة نهب وادى التكنولوجيا.
كما اشار الى منح مبارك لنفسه وساما عام 1983 ليكن معه ثلاثه أوسمة ويدر الوسام دخلا 20 الف جنيه.
وتساءل الصحفى محمد طه عن كيفية تنمية سيناء عمرانيا؟ بينما تساءل الصحفى على عليوه عن مدى اتخاذ قرارات حاسمة تردع العدو الصهيوني؟
وطالب ولاء مرسى - عضو اتحاد المصررين بالخارج، رئيس مؤسسة أخبار العرب بلندن - بتفعيل واستغلال طاقات ابناء مصر بالخارج خاصة العلماء والمثقفين.