رصدت مجلة "نيوستيتس مان" البريطانية، ظهورا لدولة قطرعلى ساحة الثورة السودانية، عبر دعم مالي تقدمه إلى الرئيس السوداني "عمر البشير"، ولفتت في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى ما تردد عن وعود قطرية بتحويل مليار جنيه استرليني إلى البنك المركزي السوداني، دعما للاحتياطي الحكومي، ولإحداث استقرار في أسعار الصرف وكبح سقوط قيمة الجنيه السوداني. وأشارت المجلة إلى اشتهار حكومة قطر بسياستها الخارجية التدخلية، مشيرة إلى أنها استخدمت ثروتها النفطية الهائلة في دعم قضايا المذهب السني عبر منطقة الشرق الأوسط. ونوهت "نيوستيتس مان" عن أن قطر تواجه اتهاما من قبل فريق الأممالمتحدة للمراقبة في الصومال بتورطها في شراء الأصوات في الانتخابات الصومالية العام الماضي، وأوردت ما جاء في تقرير الفريق الذي رفعه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يوليو الماضي أن "ثمة مصادر تفيد بأن الرئيس تلقى عدة ملايين من الدولارات من دولة قطر التي اعتادت ذلك مقابل الدعم السياسي". واستدركت المجلة قائلة "لكن هذا التوجه الجديد من قبل الأمير الجديد تصعب رؤيته عندما نشاهد قطر تدعم نظام البشير في السودان"، وقالت "من قبل، دعم الشيخ حمد بن خليفة جماعة "الإخوان" في مصر وخسرت، والآن ربما يكرر الابن نفس خطأ أبيه ولكن في السودان". وعلى الصعيد السوداني، رصدت "نيوستيتس مان" اتخاذ الرئيس البشير وضعا دفاعيا، قائلة إن النظام الذي يديره الرجل منذ ما يقرب من ربع قرن بات يواجه أصعب اختبار في حياته، ورصدت كذلك كيف أن الاحتجاجات التي اشتعلت بعد مضاعفة أسعار الوقود تحولت إلى نداءات باستقالة الرئيس، وأنه حتى أحزاب المعارضة الهادئة باتت تدعم هذا المطلب، وكيف انضم إلى هذه الأصوات صوت رئيس حزب المؤتمر الشعبي المعارض "حسن الترابي"، الذي دعم الرئيس ذات يوم، وكيف بات البشير معتمدا على قوات شرطة الاحتياطي المركزي التي لا تدين بالولاء لغير النظام.