اللواء يسري قنديل: حرب أكتوبر «معجزة» ..ومتفائل بمستقبل مصر

ساممصر تعاونت عسكريا مع معظم الدول العربية أثناء الحرب
حرب الاستنزاف كانت الشرارة الأولى للمعركة وتعلمنا منها الكثير
النجاح في قيادة الجيش لا يعني القدرة على النجاح سياسيا
علمت بساعة الصفر قبل الحرب ب10 دقائق وأدرنا المعركة من "بدروم"
أربعون عاما مرت على حرب أكتوبر ومازلت هناك أسرارا ومعلومات لم تكشف، ومازالت هذه الحرب هي الأعظم في تاريخ هذا الشعب.
وفي محاولة لمعرفة بعض الأسرار والمعلومات عن هذه الملحمة التاريخية ومع أحد أبطال تلك الحرب التي كانت ومازالت وستكون عيدا لكل المصريين وفخر لكل الأجيال، كنا مع المقدم بحري أ.ح/ يسري قنديل "آنذاك" قائد بالقوات البحرية المصرية في حرب اكتوبر، سألناه عن حرب أكتوبر والدروس المستفادة منها وما دور القوات البحرية وأغرب المواقف التي شهدها أثناء المعركة.
إلى نص الحوار:
. أربعون سنة مرة على حرب أكتوبر صف لنا المشهد بعد هذه الفترة؟
أرى مصر بعد هذه المدة في الطريق إلى الافضل، ففي الفترة الماضية شاهدنا ثورتين، وهناك أملا كبيرا أراه في الشباب، وكنت ومازلت أراهن على هذا الشباب الذي كان في وقت الحرب هو العنصر الأول في تنفيذ المهمات الصعب ودائما هم الأمل.
كنا في الماضي يسألونا الكبار بماذا تنصح الشباب؟ ولكن اليوم أقول للشباب بماذا انتم تنصحوننا؟ فشباب مصر في الفترة الماضية قدم إنجازا عظيما وأسقط نظامين بكل قوتهم، بسلمية أبهرت العالم كما حقق الجيش معجزة في 73 وأبهرنا العالم، قام الشباب أيضا بنفس المعجزة وأبهر العالم استطاع أن يجمع الناس في الميادين.
. ما هو دور القوات البحرية في حرب أكتوبر؟
دور القوات البحرية بدأ مع حرب الاستنزاف "حرب الألف يوم" وهي المدرسة التي تعلمت فيه القوات المسلحة، احتكت بالعدو وقاتلت وعرفت نقاط القوة والضعف، وأهّلت القوات المسلحة لخوض حرب 73 ، حرب الاستزاف كانت الجولة الأولى في حرب أكتوبر، وتعلمنا منها كيف نخطط للحرب وكسرت حاجز الخوف، فتلك الحرب كان لنا فيها المبادرة في الضرب، وتم التعاون بين كل القوات داخل الجيش المصري، والتدرب على التنسيق بين القوات الجوية والبحرية الدفاع الجوي الذي تم تأسيسه بعد حرب 67، كما نقلت هذه الحرب التفكير في استخدام أساليب جديدة في التفكير واستخدام رؤية مختلف في التعامل مع العدو، لتحرير الأرض المحتلة.
. ما هي أهم العمليات التي قامت بها القوات البحرية؟
تم عمل 9 عمليات من جانب القوات البحرية قبل حرب اكتوبر من بينها تدمير الحفار الإسرائيلي الذي كان قادما من كينيا للتنقيب عن البترول داخل قناة السويس.
كما تم تدمير سفينة القيادة الخاصة بالبحرية الإسرائيلية وكان عليها 40 ضابطا إسرائيليا، وتدمير المدمرة إيلات الشهيرة، وغرف الغواصة الإسرائيلية داكار وكانت تحمل 69 ضابطا من البحرية الإسرائيلية في مارس1969، وتسجيل هذه العملية في أكبر موسوعة في العالم خاصة بالعمليات العسكرية البحرية، بالإضافة للغارة على ميناء الزعفرانة.
. هل كان هناك تعاونا بين القوات البحرية المصرية وأي قوات البحرية أخرى؟
طبعاً، كان هناك تعاونا مع معظم القوات البحرية العربية؛ بل كان هناك تعاون بين الجيش المصري ومعظم جيوش الدول العربية، فقد كان هناك اتفاقية الدفاع المشترك مع الجيش السوري، ومع القوات البحرية الأردنية عن طريق المخابرات بين البلدين في بعض العمليات مثل ما حدث عند تدمير المدمرة ايلات، وكان هناك وحدة مراقبة مصرية هناك.
هذا بالإضافة إلى القوات السعودية، وكان هناك بعض القوات البحرية متمركزة على الحدود الليبية والقوات اليمنية والسودانية في تدمير الحفار الكيني، كما تواجدت وحدات تابعة للجيش المصري في السودان.
وكان هناك زيارة للمشير "أحمد إسماعيل" لإمبراطور الحبشة "أثيوبيا" لمنع دخول القوات البحرية الإسرائيلية إلى بعض الجزر هناك.
. ما هي المهمة الرئيسية للقوات البحرية أثناء حرب أكتوبر؟
كان هناك 3 مهمات أساسية في حرب أكتوبر، هي قطع الامدادات البترولية التي كانت تأتي من البحر المتوسط عن طريق بعض الدول من بينها إيران وهذ كان له تأثيرا كبيرا إستراتيجيا بحيث يحدث عجز في مخزون المواد البترولية عند العدو، المهمة الثانية هي تأمين الموانئ التي يتواجد بها قوات مصرية على الشريط الساحلي من أول مرسي مطروح شمال غرب الحدود في البحر المتوسط إلى الحدود السودانية جنوب شرق البحر الأحمر.
هذا إلى جانب أن 95% من المواد الغذائية المصرية كانت تأتي عن طريق البحر، ولابد من تأمينها ومنع العدو من أي تعدي على الشريط الساحلي، لأن إسرائيل كانت تملك أسلحة ومنشآت عسكرية لم تكن موجودة في القوات المصرية وقادرة على تدمير وإصابه أهدافا حيوية في الجبهة، وكان هناك تعاونا مع الحكومة الباكستانية وإصلاح بعض السفن الحربية في باكستان والهند.
ثالث المهمات كانت الاشتراك مع باقي القوات في تدمير خط بارليف عن طريق اللنشات البحرية ولنشات الصواريخ والاشتراك في اقتحام قناة السويس.
. ما هو أغرب موقف شاهدته أثناء الحرب؟
هناك موقف لن أنساه في استشهاد أحد افراد الطاقم بتسمم في الأكسجين أثناء أحد العمليات تلغيم سفينة بحرية إسرائيلية.
. ما هي أهم الدروس المستفادة من حرب أكتوبر؟
الإصرار على الانتصار وتحرير الأرض كان أهم الدروس، حققنا معجزة بكل المقاييس لم نكن نملك المعدات ولا الأسلحة اللازمة لخوض الحرب ولكن كنا نمتلك العزيمة للانتصار، التفكير الإستراتيجي واستغلال نقاط الضعف لدى العدو، بالإضافة للمبادرة في توجيه الضربة للعدو.
. ماذا كانت مهمتك يوم 6 أكتوبر 1973؟
كنت رئيسا لفرع الاستطلاع بالقوات البحرية، وكانت مهمتي تأمين بعض القوات المصرية وجمع معلومات عن العدو ومعرفة تحركاته ومنع عنصر المفاجئة وصد أي ضرب من جانب العدو.
اجتمعنا في نادي الظباط بمحطة الرمل في الإسكندرية يوم 5 اكتوبر لتوزيع المهام أثناء الحرب كنوع من التمويه وكنا نخشي أن يضرب مركز القيادة من جانب العدو، وكنا ندير عمليات القوات البحرية من بدروم نادي الضباط أثناء الحرب، وعرفت ساعة الصفر قبل الحرب ب10 دقائق.
. ما رايك حول تصويت العسكريين في الانتخابات؟
أرفضه تماما ويجب أن يبقى الجيش بعيدا عن الصراع السياسي.
. ما رأيك في الحملات التي تدعو السيسي للترشح بالانتخابات الرئاسية؟
ليس كل قائد جيش ناجح سياسيا وهناك أمثله كثيرة على ذلك أبسطها المجلس العسكري، هناك حرية والبرنامج الانتخابي هو من سيحدد أي منهم أفضل، ولكن السيسي أعلن انه لن يترشح.
. هل نحن قادرون على دخول حرب في الوقت الراهن؟
نحن قادرون على خوض حرب دفاعية ولدينا القدرة على صد أي هجوم، ونحن دولة ليس لها أهداف توسعية.
. كيف ترى مذكرات القادة السابقين؟
أراها صادقة وتروي عن كل مسئول ماذا فعل في حدود منصبه، ومن حق كل قائد أن يحكي ويذكر ماذا حدث ومن حق أي شخص الترشح الي منصب رئيس الجمهورية، مثل ما أعلن الفريق سامي عنان.
. ما هو دور الإعلام في حرب أكتوبر؟
دور الإعلام كبير في تعريف الأجيال القادمة بحرب أكتوبر لأنها لا تعرف الكثير عن الحرب ويجب عمل أفلام وثائقية لمعرفة الحرب وأسبابها والمعجزة التي قامت بها القوات المسلحة في هذه الحرب.