صاحب «أرض. أرض»: تعبيرات الإخوان على جدران الشوارع أدت لعدم التعاطف معهم انتهى شهر سبتمبر بعدد من القرارات الحكومية، تمنع الرسم على جدران الشوارع، كان آخرها تصريحات الدكتور علي عبد الرحمن، محافظ الجيزة، بتكليف رؤساء الأحياء والمدن والمراكز، خلال الاجتماع التنفيذي، الأربعاء الماضي، بفرض وتطبيق غرامة 10 آلاف جنيه، لمن يثبت تورطه في أعمال التشويه لجدران وحوائط المنشآت العامة، وتحرير محاضر فورية لهم وإحالتهم للنيابة. كما سبقت تصريحات محافظ الجيزة، قرارًا لوزير التنمية المحلية، اللواء عادل لبيب، بفرض عقوبات مالية تتضاعف مع التكرار وربما تصل إلى الحبس، لمن يرسم على الجدران. بالإضافة إلى قرار اللواء محمد عبد اللطيف منصور، محافظ دمياط، بحظر رسم «الجرافيتي» على جدران المؤسسات والعقارات الخدمية أو المصالح الحكومية. واعتبر الكاتب والفنان شريف عبد المجيد، ما يكتبه أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، تشويهًا وليس له أي صله بفن «الجرافيتي»، ووصفه بفرض الرأي، والتعامل العنيف مع الجدران، ما اعتبره تعبيرًا غير جماليًا، لا يؤدي إلى تعاطف الشعب معهم. وقال عبد المجيد ل«البديل»: الإخوان زوروا شعار الثورة «امسح وأنا ارسم تاني»،فردهم على من يمسح كتاباتهم «امسح وأنا هكتب تاني»، كما أنهم أكثر بعدًا عن الفن، الذي يعتبر تعبيرًا مبنيًا على الممارسة الفردية، وهم ليس لديهم سوى 3 عبارات فقط يشوهون بها الجدران، كما أنهم في الأساس ضد الفن ويحرمون من يمارسه، ودائمًا ما يصنعون المفارقات، فرابعة العدوية المتصوفة جعلوها متشددة، ولديهم في الأساس أزمة مع الحضارة. كما أكد عدم اعتراضه أن يرسموا مهما كان الهدف، ولكن لابد أن يتعلموا أولًا حتى يصور فنًا حقيقيًا، فتشويه الجدران أدى إلى عدم تعاطف المواطنين معهم، مشيرًا إلى جداريات ورسومات ال«وايت نايتس»، التي حببت الجماهير بشكل عام في النادي، كما أدت إلى زيادة شعبيته والتعاطف مع قضيتهم مع مجلس إدارة الزمالك. وأوضح أن الإخوان لم يرحبوا أبدًا بالثورة، وهم أكثر مَن أذى الفن بعد وصولهم للسلطة، كما أنهم حاربوا «الجرافيتي» في شوارع مصر، وخاصةً أمام قصر الاتحادية وشارع محمد محمود، مستنكرًا التشويه والاعتداء على الآثار. كما تذكر «عبد المجيد» تعدي سائح صيني خلال الشهر الماضي، على أحد المعابد الأثرية بالأقصر، وموقف حكومة بلاده التي اعتبرته لا يمثل شعبها، في احترام وتقدير منهما للحضارات. وعن قضية فن «الجرافيتي»، قال: هذا الفن ممنوع في كل دول العالم، باستثناء 4 دول، فهو بطبيعة تكوينه زائل، ولكن دولة مثل ألمانيا استفادت من تاريخها السياسي والرسوم الموجودة على الجزء المتبقي من جدار برلين، وأعلنوه متحفًا، الأمر الذي حقق عائدًا سياحيًا وحافظ على هذه الجداريات. كذلك دعا الحكومة المصرية أن تستفيد من التجربة الألمانية، وأن تعلن شارع محمد محمود متحفًا لفن الجرافيتي، نظرًا لطبيعته الخاصة، وما شهده بالثورات المصرية في العصر الحديث، وحق رسامي الجرافيتي أن يبقى فنهم رمزًا للثورة. وتجدر الإشارة إلى إزالة إدارة مدرسة الفلكي الإعدادية، بشارع محمد محمود، بعض الرسوم الجرافيتيه على أسوار المدرسة، مع بداية العام الدراسي الجاري، كما قامت إدارة مدرسة الليسية الكائنة بنفس الشارع، بطلاء الأسوار الخارجية للمدرسة وإزالة رسوم الجرافيتي من عليها، وظلت القليل من رسوم الجرافيتي بالشوارع الممتدة على حالتها الطبيعية. ويعتبر الكاتب والفنان شريف عبد المجيد، من أكثر المهتمين بتوثيق فن الجرافيتي، وقدم لهذا مشروعه الفني «أرض. أرض»، والذي يتكون من كتاب يوثق من خلاله رسوم الجرافيتي أثناء الثورة وبعدها، ومعرض فني يضم صورًا للجرافيتي وكيف يتعامل معه الناس بالشارع، كما يستكمل مشروعه بفيلم تسجيلي حول هذا الفن، فاز عنه بجائزة السيناريو من المركز القومي للسينما. بالإضافة إلى مؤلفاته «مكملين، الحرية جاية لابد»، حول نفس الفن. وسبق وعبر المصور وكاتب القصة القصيرة عن مشروعه التوثيقي، قائلًا: «هنا الحيطان لها ودان لكن حزنها وبكاها ما حد قالي عليه، سنين بدور على سرها وقلبها موجوع، برجع غريب وأتعجب أنا ليه بقه منتهي أملي أربع حيطان يلموني مع الأحباب».