تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية اليوم، رفض المحكمة البنغالية العليا طلب الاستئناف الذي تقدم به أحد قادة حزب الجماعة الإسلامية، الذي كان قد أدين في وقت سابق بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، وحولت حكم المؤبد الصادر عليه إلى حكم الإعدام. وأدين عبد القادر ملا، الأمين العام المساعد لحزب الجماعة الإسلامية، ويبلغ من العمر 65 عاما، بارتكاب جرائم خلال حرب الاستقلال عن باكستان في عام 1971. وبغض النظر عن نتيجة النقاش حول الحكم، فإنه يذكّر بالمأساة التي عاشها البنغال، والدور الذي لعبته الولاياتالمتحدةالأمريكية في قمع واضطهاد أنصار الاستقلال، وخاصة الهندوس، الذين صاروا ضحية. وافات الصحيفة أن خلال الحرب قدمت واشنطن مساعدات للجنرالات الباكستانيين وعملائهم المحليين، بهدف معاقبة الهند باعتبارها شريكة للاتحاد السوفيتي. ويشير هاري باس في كتابه "برقية دموية" الصادر في الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى أنه وفق مختلف التقديرات، قتل خلال تلك الفترة بين 300 ألف ومليون شخص أغلبهم من الهندوس، مع أنهم كانوا أقلية في دولة باكستان. ويقول المؤلف، إن القتل اتخذ طابع الإبادة الجماعية، ومع ذلك دعم ريتشارد نيكسون رئيس الولاياتالمتحدة آنذاك ومساعده لشؤون الأمن القومي هنري كيسينجر، زعماء باكستان الذين أشرفوا على عمليات القتل. وحسب كيسينجر، أرسل نيكسون الطائرات الحربية وغيرها من المعدات إلى باكستان إضافة إلى السفن الحربية التي أرسلت إلى خليج البنغال. اتضح بعد نشر المحادثات التي كانت تجري بين نيكسون وكيسينجر، أن البيت الأبيض لم يأخذ بالاعتبار المعلومات التي كانت تصله عن المذابح هناك، وأن نيكسون معجب بالرئيس الباكستاني الجنرال يحيى خان الذي يحب تناول الويسكي، أما إنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند فكان يسميها "الكلبة" أو "الساحرة"، والسبب الرئيس في ذلك، هو كون باكستان حليف الولاياتالمتحدة في الحرب الباردة، في حين تميل الهند نحو الاتحاد السوفيتي، كما أن باكستان كانت وسيطة في المفاوضات الأمريكية – الصينية، التي تمخضت عن إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.