قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المواجهة الدامية في المركز التجاري الكيني دخلت يومها الرابع مع عدم وجود نتائج واضحة، حيث الأعيرة النارية متبادلة بين الجانبين والدخان والحرائق مازالت تتصاعد من داخل المركز التجاري. وذكرت الجريدة أن جماعة شباب الصومال المتشددة التي أعلنت مسئوليتها عن الهجوم وتصف نفسها بالمجاهدين مازالوا محتجزين داخل المركز، كما أعلنوا أن تلك الهجمات على المركز التجاري الكيني ما هي إلا رد على تدخل القوات الكينية داخل الصومال واشتراكها مع قوات الأممالمتحدة لمناهضتهم وإعلان الحرب عليهم لتصفية جماعتهم. وكانت حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" الإرهابي، قد أصبحت هدفا للقوى الإقليمية الإفريقية التي تضررت كثيرا من حالة عدم الاستقرار المستمرة في الصومال، مثل كينيا وإثيوبيا، والقوى الدولية، مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا، فقامت تلك الدول بتنفيذ هجمات جوية على مراكز الإمداد والتموين ومعسكرات التدريب لهؤلاء المتشددين من تنظيم القاعدة. وأضافت الجريدة أن هذا الهجوم على كينيا من قبل مجموعة الشباب الصومالية لا يعتبر الأول بل تعرضت كينيا لهجمات من قبل حركة شباب الصومالية، لاسيما أن الحركة دأبت على ضرب القطاع السياحي الكيني، الذي يعد بمنزلة الركيزة الأساسية للاقتصاد الكيني، وهذا ما جعل كينيا تقوم بتدخل عسكري واسع النطاق في الأراضي الصومالية، لا يستهدف القضاء على حركة الشباب الصومالية فحسب، وإنما يستهدف هذا التدخل تحقيق بعض الأهداف منها إقامة منطقة عازلة بطول 100 كيلو متر داخل الأراضي الصومالية المتاخمة للحدود الكينية، لمنع هجمات حركة الشباب الصومالية. وكان هدف التدخل العسكري الكيني أيضا السيطرة الكاملة على مدينة كيسمايو الاستراتيجية، التي تشكل المعقل الرئيس لحركة الشباب الصومالية، والمصدر الأساسي لتمويلها، حيث تسيطر عليها الحركة تماما منذ آب 2008، وتستفيد منها من خلال رسوم الصادرات وعائدات تصدير الفحم، ويعتبرميناء كيسمايو شرايين الحياة لحركة الشباب الصومالية، والذي يمكن أن يتحول إلى ممر بحري لكينيا من أجل القيام بعملياتها العسكرية في جنوب الصومال. ورغم هذا التوافق الموضوعي بين الحكومة الصومالية والحكومة الكينية، ومن ورائها القوى الدولية الغربية على محاربة حركة الشباب الصومالية بوصفها منظمة إرهابية تشكل عدوا مشتركا يجب التخلص منه، فإنه مع ذلك أثار التدخل العسكري الكيني ردود أفعال قوية داخل الصومال، فقد أكد الرئيس الصومالي من قبل شيخ شريف شيخ أحمد، إدانته للعملية العسكرية التي تنفذها كينيا في جنوب البلاد. كما حذر الرئيس الصومالي من تداعياتها الخطيرة على الأوضاع في الصومال، وعلى مقدار الثقة التي بنيت بين الصومال وكينيا عبر العقود الماضية، مشيرا إلى أن الحملة الكينية قد تمت من دون موافقته، وأن الحكومة والشعب الصوماليين لا يسمحان لأي قوات بدخول أراضيهما من دون موافقتهما المسبقة، مؤكدا أن الاتفاق الذي وقع مع كينيا في أكتوبر 2011 كان يقتصر على مجرد تقديم التدريب والدعم اللوجيستي للقوات الصومالية في مواجهة المعارضة المسلحة.