تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. فقد بدأ العام الدراسي الجديد بما لا يتشهي الكثيرون، حيث إثارة الشغب والمُظاهرات، وأخيرًا الإصابات والاعتداءات التي سجلها طلاب الجامعات في أولى الأيام الدراسية بالجامعات. أنصار جماعة الإخوان حاولوا استكمال مسلسل العنف عن طريق تنظيمهم تظاهرة بجامعة القاهرة، تطالب بوقف الضبطية القضائية، محاولين تعطيل الدراسة بالجامعة، كما طالبوا أيضًا بعودة الرئيس المعزول، كما اقتحم عدد من طلاب الإخوان بكلية الحقوق، أحد قاعات كلية دار العلوم التي تواجد بها الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، مرددين هتافات تطالب بخروجه من الجامعة. أما في كلية الهندسة جامعة القاهرة، نظم طلاب الإخوان مظاهرة، أمام الباب الرئيسي للكلية، ثم اقتحموا البوابة، وأجبر الأمن على الاستسلام لهجومهم، لعدم توافر أي وسائل تأمين بحوزتهم. في تكملة لأحداث جامعة القاهرة، قام طلاب الإخوان بتعليق لافتة على البوابة الرئيسية لجامعة، رُسم عليها شعار رابعة العدوية، مرددين هتافات "ناهيا حرة.. كرداسة حرة"، فضلا عن الأحداث المشابهة لذلك بجامعة عين شمس والفيوم والسويس. وبالتالي أثارت التظاهرات التي نظّمتها الجماعة بجامعتي القاهرة وعين شمس، موجة من الغضب لدى أساتذة الجامعات، الذين أكدوا على حق التظاهر المشروع لدى الطلاب، ما دامت هذه المطالب تخص مطالب خاصة بالجامعة، وليس شأنا خارجيا لا يخص الجامعة. قال دكتور "جابر نصار" رئيس جامعة القاهرة، إن ما يحدث من طلاب الإخوان من تظاهرات هو حق شرعي ومكفول لهم، لكن حين يتجاوز هذا الحق إلى الاعتداء والتطاول ومحاولة تعطيل الدراسة داخل الجامعات، فإنه من الطبيعي الوقوف بحزم ضدهم، طالما يتعارض مع حق التظاهر السلمي دون تعطيل الدراسة في الجامعات. وأضاف أن طلاب الإخوان يفتعلون الأزمات في الجامعة، ويجتذبون الطلاب الآخرين للاشتباك معهم، موضحًا أن الجامعة ستمضي في طريقها نحو إكمال عام دراسي جديد دون النظر إلى تلك المحاولات الهابطة من الطلاب لوقف الدراسة أو تعطيلها. وفي سياق متصل قال الدكتور "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، أن التظاهرات التي شهدتها الجامعة تفتقر للهدف والضرورة، وتزيد المواطنين من مشاعر الكراهية تجاه الإخوان المسلمين. وأضاف أنه لابد أن يكون لكل تظاهرة هدف واضح في إطار سلمي كامل دون تعطيل مصالح الآخرين، وهو ما لم تشهده تظاهرات الإخوان في الفترات الماضية، لافتًا إلى أن الإخوان فشلوا أيضًا في الحشد داخل الجامعة وجذب الطلاب تجاههم. فيما علق طلاب الحركات الثورية بالجامعة عن رفضهم لما يفعله طلاب الإخوان، حيث قال "محمود نوار" مسئول طلاب الاشتراكيين الثوريين بالجامعة، إن طلاب الإخوان من حقهم التظاهر في الجامعات، لكن دون القيام بأعمال شغب أو عنف، موضحا أن اتحاد الطلاب بالجامعات المصرية بأكلمها نسقوا لمواجهه أي أعمال عنف وشغب يقوم به طلاب الإخوان. واستكمل نوار بأنهم لن يطالبوا الجامعة بإصدار قرارا بحظر التظاهر لأن هذا حق مكفول لكل طالب داخل الجامعة وإن كان منتميا لتلك الجماعة، لكن لن نسمح كطلاب أن يعرقل أحد العملية التعليمية في الجامعة أو الإخلال بالمنظومة التعليمية أو تحطيم منشآت الجامعة. ومن الناحية الأمنية قال اللواء "عبد الفتاح عمر" الخبير الأمني أن قرار إلغاء الحرس الجامعي لابد من التراجع عنه، مشيرًا إلى أن عودته ستكون بشكل مؤقت حتى يتم القضاء على الذين يحاولون زعزعة الاستقرار الجامعي. وأكد أن ما شهدته الجامعات في أول وثاني وثالث أيامها أكبر دليل على ضعف تواجد الأمن وسيطرته بشكل تام داخل الجامعات، معتبرًا أن ما يقوم به طلاب جماعة الإخوان محاولة لعرقلة سير العملية التعليمية وبالتالي النجاح في أهدافهم لإعاقة خارطة الطريق.