ما زالت وزارة الزراعة مُصرة على فقد جسور الثقة بينها وبين الفلاح المصري فبعد أن أعلنت عن أنها ستدعم الزراعات التعاقدية وذلك لضمان زراعة محاصيل بعينها بمساحات كبيرة لتقليل الاستيراد منها، إلا أن المزارعين فوجئا أن الوزارة تسحب وعودها وتخليها عن ضمان تلك المحاصيل. وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير بورصات الغذاء العالمية، ل"البديل" إنه بتراجع الوزارة عن قرارها يعد غدرا بالفلاحين لأنهم زرعوا وحصدوا بناء على تعليمات الوزارة وبالتالي لابد من صدور قرار من رئيس الوزراء باستلام الذرة من الفلاحين لتثبيت مصداقية الدولة وحرصا على مصالح الفلاحين الفقراء وحتى لا تفقد ثقتهم ويظهر هذا في عدم زراعتهم للقمح والاتجاه إلى زراعة البرسيم الأكثر ربحية. وأضاف نور الدين، أنه عندما أعلنت الوزارة استلامها لمحصول الذرة لم تربطه بالأسعار العالمية ولم تشترط أن يكون السعر متغيرا وطبقا لأسعار البورصات العالمية فالفلاح لابد أن يربح من زراعاته، أليسوا هم من يحددوا الآن سعر القمح في الموسم القادم بنحو 420 جنيها وسعره حاليا في البورصة العالمية لا يتجاوز 350 جنيها للأردب، فمصر رابع أكبر مستورد عالمي للذرة الصفراء بكمية تصل إلى 5.3 مليون طن سنويا وإنتاجه محليا يوفر العملة الصعبة من الدولار التي لا نجدها لفتح اعتماد الاستيراد. وأكد أن المشكلة الحقيقية تكمن في فقد الثقة بين الحكومة والفلاح ولن يصدق وعودها مرة أخرى، وهذا ما عودنا عليه الوزير أيمن فريد أبو حديد، من الغدر بالفلاحين الغلابة ولابد لرئيس الوزراء أن يتدخل، ألا يكفيهم أن وزارة التموين ألغت استلام الذرة الشامية لخلطها مع القمح وتوفير استيراد مليون طنا من القمح توفر 350 مليون دولار، وفي نفس الوقت "ضربتين في الرأس" وكأن الفلاح هذا لا يعني الدولة في شيء. وأكد المهندس مظهر عيسى، نقيب فلاحي الصعيد، تخلى وزارة الزراعة عن استلام محصول الذرة هذا العام، و عدم إعلانها لسعر استرشادي، كما كان يحدث في الأعوام الماضية، وذلك رغم إعلانها عن نيتها استلام محصول هذا العام لصالح وزارة التموين التي تقوم بدورها بخلطه بالخبز بنسبة 30% . وأضاف أن الفلاحين زادوا من المساحة المنزرعة ذرة هذا العام إلى 2.6 مليون فدان بعد أن كانت لا تزيد على مليوني فدان، واتبعوا إرشادات "الحملة القومية للذرة" التي قامت بها الحكومة السابقة وذلك في بداية موسم الزراعة، و فوجئوا بعدم وجود شون تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي للاستلام حتى الآن، وهو الامر الذي يجعلهم عرضه لجشع التجار الذين يبخسون الاسعار كل عام، بل و يفضلون الذرة المستوردة من الخارج لانتاج العلف منها للدواجن . و اشار الى ان الفلاحين تحملوا الكثير من الخسائر و الازمات اهمها عدم وجود اسمدة مدعمة ، مما اضطرهم لشراء اسمدة من السوق السوداء يزيد سعرها الضعف عن المدعمه ، كما لم يزرعوا محاصيل مستهلكة للمياه كالقصب و الارز ،استجابة لرغبة الحكومة في توفير المياه ، و في النهاية محصولهم يكدس دون فائدة ليضاعف من خسائرهم .