حالة جديدة من حالات التعذيب وإهانة المواطنين شهدها قسم الظاهر على يد بعض أفراد الشرطة، لم يتركب أي جرم باستثناء رفضه لبلطجة الأمناء ودفع "الإتاوة" للمرور من الكمين المشهور بين المترددين على المنطقة ب"ادفع تعدّي"، وعندما رفض كان مصيره التعذيب والسحل ومصادرة السيارة التي يعيش من ورائها هو وأسرته والانتقال للمستشفى في حالة خطرة، قبل أن يتحول لرقيد الفراش في رحلة علاج لا يعلم أحد كم ستطول. إنه المواطن "حسن إبراهيم محمد حسن -35 عام" يعمل سائق ومقيم بالزاوية الحمراء، والتقت به "البديل" لمعرفة قصته والسبب وراء الحادث. بدأ إبراهيم حديثه "منهم لله وقفوا حالي، أنا بصرف على أمي المريضة من شغلي على العربية، الظاهر إن الشرطة زي ما هي مش هتتغير، هو علشان أنا راجل غلبان وماشي جنب الحيط، وعايز أربي أولادي وأصرف على أمي المريضة يعملوا في كدة"، وانهمر في البكاء. صمت قليلا وتابع: أعمل سائقا منذ 15عاما كان عملي بحدائق القبة ثم انتقلت للعمل بالزاوية الحمراء وكنت أمر يوميا على كمين غمرة المعروف بفرض "الإتاوات" على السائقين مش فلوس وبس "برشام وحشيش"، كنت دائما أعمل وردية الليل، من الساعة 12 حتى 4 صباحا، وأثناء مروري استوقفني أميني شرطة معروفين لدى جميع السائقين، وقالا لي فين المعلوم "كان ردي والله يا باشا لسة طالع" ولو معايا فلوس كنت اديتهم عشان اتقي شرهم. استمر في سرد قصته: أخرجاني من السيارة وانهالا علي بالضرب في جميع أنحاء جسدي بدبشك البنادق وكعب الطبنجات على رأسي وأدخلاني نقطة المرور ، حتى سقط مغشيا علي. استطرد الضحية كلامه قائلا: بعد إفاقتي حررا محضرا ضدي وأثبتا فيه أن رخصتي منتهية، وتمت إحالتي للنيابة، وقالا لي "لو جبت سيرتنا في النيابة أنت عارف إيه اللي هيحصلك"، وأخلت النيابة سبيلي بكفالة. حررت على الفور بعد خروجي محضرا بقسم الشرطة اتهمتهما فيه لتعذيبي، والتعدي علي بالضرب المبرح وأحلت للنيابة العامة التي أمرت بإحالتي للطب الشرعي، وجاء تقرير الطب الشرعي ليثبت آثار التعذيب في جميع أنحاء جسدي ورقدت بمنزلي لمدة شهر أعالج من آثار التعذيب والضرب. "انا كل اللي عايزه حقي من وزير الداخلية، هو الغلبان مالوش مكان في الزمن ده"، مضيفا تقدمه ببلاغ للنائب العام طلب فيه سرعة التحقيق في واقعتي التعذيب والضرب علي يد أمناء الشرطة الموجودين بالكمين، لكن دون جدوى. واختتم قصته: طرقت أبواب جميع المسئولين ولم ينصت لي أحدا، فمن أين يعود بحقي؟ وقال "سيد صالح-25 سنة" سائق، أن كمين غمرة معروف لدي جميع السائقين بفرض سيطرته والإتاوات ولا يستطيع أحد إنكار ذلك، "لأنك لو مدفعتش المعلوم تقعد في بيتك أحسن، ومحدش بيقدر يتكلم، عشان كلنا عايزين نأكل عيش ونربي عيالنا، بس الداخلية عمرها ما هتتغير ودايما ييجوا على الفقراء اللي ملهمش ظهر"، قاطع كلامه "أحمد متولي" سائق، وقال: "الكمين عذب حسن وأهانه عشان غلبان ورفض دفع الإتاوة بتاعتهم، دا بيصرف على ولاده وأمه المريضة اللي خافت تطلعه من البيت بعد ما الشرطة عذبته، وتساءل أحمد "هي ليه دايما الناس الفقيرة بتقهر ومفيش مسئول يجيب حقها؟؟