"الشحاتة فنون".. أقل ما يمكن أن نصف به عمليات الشحاذة المنتشرة فى شوارع مصر، ولكن أن تخرج عن المعتاد فى أسلوب "الشحاتة" فهذا هو الجديد، حيث يبتكر الشحاذون كل يوم وسيلة جديدة ومبتكرة. وأحدث وسائل الشحاذة هذه الأيام فى المواصلات العامة ومترو الأنفاق هى "الشحات الإستايل"..تجد 3 رجال يدخلون إلى وسائل النقل العامة وهم يرتدون أشيك الملابس، ويقولون لك: " واحد غلبان توفى وبنجمع فلوس عشان ندفنه وهنيالك يا فاعل الخير". الجديد أن أثناء وقوع هذا الأمر هو اختلاف ردود فعل الناس، فهناك من تأثر بالرجل وكاد يبكى وهو يخرج من جيبه نقوداً لإعطائها له، لولا أن تحدثت إحدى الراكبات وقالت للرجل: "ما توديه لأى جامع هما هيجبولك الكفن ويدفنوه من غير ولا مليم"، إلا إن الشحات الإستايل لم يغلب فى أن يجد لها حجة ورداً فقال لها:"أصل إحنا بنلم الفلوس عشان نسفره بلده يدفن هناك". تقول ابتسام محمد، إحدى السيدات اللاتى واجهن موقف الشحات الإستايل: "كل يوم يبتكروا لنا طريقة جديدة للشحاتة، بس العيب مش عليهم العيب على اللى بيصدقهم وبيساعدهم على ده"، مضيفة أنه لا بد أن يعمل الناس عقولهم ولا يتأثروا بكل ما يقال لهم. "الشحات الإستايل" موجود أيضاً عندما تجد فتاة أو سيدة توقفك فى الشارع وتقول لك: "أنا مش من هنا وكيس فلوسى اتسرق منى، سلفنى 3 جنيهات عشان أروح". وتقول آية أحمد، طالبة بكلية إعلام جامعة القاهرة:" الشحاتة انتقلت إلى الجامعة، حيث كنت أقف أمام الكلية منتظرة زملائى، فجاءت فتاة تقول لى "ممكن تسلفينى 2 جنيه عشان أروح "، مضيفة أن هذا الأسلوب أصبح معروفا ومكشوفا. "الفهلوة ".. صفة التصقت دائماً بالمصريين، حتى فى أساليب الشحاذة يبتكرون بذكائهم وسرعة بديهتهم، حيث يحكى، وائل محمد، قصته مع النصب والشحاذين قائلاً:"دخلت سوبر ماركت فوجدت سيدة كبيرة فى السن تمشى ورائى فى كل مكان فسألتها: هل تريدين شيئاً؟، فأخذت تنظر إلى وجهه وتتفحصه قائلة:"أنت تشبه ابنى الذى توفى فى حادث سيارة، قل لى يا أمى، أتمنى أن اسمعها منك يا ابنى؟، وتأثرت بما قالته لى السيدة وقلت لها: "يا أمى يا أمى"، فتركته السيدة ورحلت، فجاء إلى الكاشير ليدفع ثمن البضاعة، فقال له الكاشير: "أمك قالت أنك ستدفع لها، فقال له إنها ليست أمى، وقال له:"لا علاقة لى لقد اشترت البضاعة وعليك الدفع الآن." قصة أخرى مبتكرة للشحاتة، وهى فتاة صغيرة تمسك فى يديها صينية تمتلئ بالطعام ثم تقع ويغمى عليها فيتجمع الناس حولها وتقول لهم: أنا عندى أمراض كثيرة ومش عارفة أجيب منين فلوس الحاجة اللى وقعت، فسرعان يجمع لها الناس الفلوس، ثم تمشى لتذهب لمكان آخر لتقوم بنفس الفيلم الهندى.