في البداية، أحب أوجه خالص الشكر للشحاتين الموهوبين اللي كل فترة يفاجئونا بطريقة مبتكرة في الشحاتة، أو بمعنى أدق في كيفية إخراج الفلوس من جيبك، وقلبك بيتقطع عليهم ! اليوم اللي هحكي لكم عنه، كان يوم مختلف عن أي يوم تاني؛ لأنى قررت أراقب نوعية من البني أدمين، أولهم شحاتين المترو الخُرس، أو اللي عاملين فيها خُرس، والورقة المشهورة اللي مكتوب فيها، أبويا ميت وأمى في الجيش! وأنا اللي بصرف على إخواتى والعمارة كلها، أو حاجة زى كده! المهم بدأت أراقب البنت الخرساء، ونزلت وراها من المترو، وفى لحظة وهى مش واخدة بالها، لقيتها بتكلم البنت اللي معاها، وبتقول لها عملت كام، وطبعا أول ما شافتنى، صدّرت العبيطة وركبت المترو اللي بعده! أما وردية المراقبة التانية، فكانت لشحّاتة قاعدة في الشارع طول النهار، كل يوم بعدِّى عليها، وتدعي لي أدعية تقطّع القلب، وإحنا معروف عننا طيبة القلب، عشان كده بتنجح إنها تصطادنا واحد ورا التانى، مع إنك لو حسبتها بالعقل، هتلاقي اللي بتجمعه هي واللي زيّها، مش يأكل عيالها وبس، ده يأكل بلد بحالها!! والأكتر من كده، إن دي عصابة، مقسمين المناطق، وكل منطقة وليها كبير؛ لأن الشحاتة في بلدنا مهنة!! بس تقول لمين؟! لو قلت لحد كده غلط، وبالطريقة دى بتشجعهم على كده، والناس دى نصّابة، هيبص لك من فوق لتحت، ويقول لك: "أنا بعامل ربنا". أحب أفهمك يا أستاذ يا اللي بتعامل ربنا، إنكم هتتسأل عن فلوسك يوم القيامة، فبلاش كده، الفلوس دى تفرق مع ناس تانية محتاجها بجد! وبعدين فيه سؤال بيطرح نفسه: ليه مش عايزين نتعب في الحسنة، وندوّر على محتاج بجد؟ ليه اختزلنا كل الأعمال الخيرية في رمضان وبس؟ وباقي السنة صايمين عن الخير!! بلاش كده، ليه ما نبتديش من عندنا؟ بالمحيطين بينا، جيراننا، أو قرايبنا، عشان نوصل لحاجة اسمها التكافل الاجتماعي، وعلى رأى ساقية الصاوي" أعطِ للمحتاج.. ولا تعطِ للمحتال".