لاقت الزيارة التي يجريها السفير نبيل فهمي وزير الخارجية إلى العاصمة الروسية موسكو ترحيبا واسعا، نظرا لمواقف القيادة الروسية الحالية الداعمة لمصر، وتصريحات المسئولين الروس المتكررة المؤيدة للحملة المصرية على الإرهاب، وتأكيد دعمهم لخارطة الطريق التي تلت عزل محمد مرسي. وفي هذا السياق حرصت «البديل» على استطلاع آراء الخبراء بشأن نتائج تلك لزيارة وحول مباحثات السفير نبيل فهمي مع المسئولين الروس في موسكو. أشار الدكتور "سعيد اللاوندي" الباحث في العلاقات الدولية، إلى الزيارة شعبية قبل أن تكون رسمية، وأضاف أن إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم –خاصة روسيا الاتحادية- يعد مطلبا شعبيا، وذلك بعد قيام الثورة وما تلاها من متغيرات على حد وصفه. وشدد اللاوندي على أنه من الخطأ التركيز على الغرب على حساب الشرق أو العكس، منوها إلى أنه منذ حديث الرئيس الراحل أنور السادات حول أن "99 % من أوراق اللعبة بيد أمريكا" ونحن تقريبا نسير وراء السياسات الأمريكية وكأننا جزء منها. وأضاف أن الزيارة تسير في اتجاه الحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع، دون تفضيل لقوة على حساب أخرى، حيث أن مصر تعتبر من الدول الاساسية في العالم. وشرح اللاوندي أن توقيت الزيارة يأتي في سبيل إعادة تقييم العلاقات المصرية-الروسية بعد الارتباك الذي أصاب العلاقات المصرية الأمريكية، و"بعدما أثبتت روسيا أنها حامي حمى الشعب السوري العربي الشقيق". وشدد على أن تلك الزيارة تعيد الاعتبار لروسيا التي أبدت استعدادها للتعاون مع مصر ومساعدتها، خاصة بعد عدة تصريحات من الرئيس فلاديمير بوتين عبر خلالها عن ذلك. وأوضح اللاوندي أن روسيا تعرض نفسها بديلا عن الولاياتالمتحدة، ولا يمكن تجاهل مثل هذا العرض. بينما رأى الدكتور "مختار غباشي" رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن توقيت هذه الزيارة ذو أهمية بالغة، حيث أن "روسيا الاتحادية بدأت تكون لاعبا أساسيا في المنطقة"، مشيرا إلى دورها في الأزمة السورية، حيث وصفها بأن "العهدة بشأن سوريا أصبحت في يدها"، معللا ذلك بأنها هي من طرح مبادرة نزع السلاح الكيماوي السوري ذات الأهمية البالغة. وأشار غباشي إلى أهمية هذه الزيارة في الوقت التي تبدو العلاقات المصرية-الأمريكية معقدة، بعد عقود من العلاقات الإستراتيجية منذ عام 1979. وفي نفس السياق رأي الدكتور "أيمن السيد عبد الوهاب" الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن مثل هذه الزيارة تعد "خطوة جيدة"، مضيفا أن مصر في حاجة شديدة لتوسيع مجالها الحركي على المستوى الدبلوماسي الدولي. وأشار إلى أن ذلك يأتي وسط توقعات بزيادة الضغوط الأمريكية-الأوروبية على مصر وليس العكس. وشدد عبد الوهاب على أن ضرورة فتح طريق للتعاون مع روسيا وإيجاد قدرا من التنسيق والتفاهم بشأن القضايا الإستراتيجية في المنطقة. ورأى أيضا ضرورة دفع هذه المحاولات في الفترة القادمة، في إطار مبدأ التوازن في تحركاتنا الدولية.