تابعت جميع وسائل الإعلام المصرية والعالمية باهتمام تصريحات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن مصر، التي أشار فيها إلى خطورة حالة عدم الاستقرار التي تشهدها على المنطقة، وأكد خلالها على أن مصر دولة كبيرة وأن الشعب المصري صديق لروسيا منذ عقود، وأضاف أن العسكريين المصريين يحاولون محاربة الخطر الإرهابي في سيناء الذي يمثل خطرا على إسرائيل ومصر على حد سواء، وشدد على أن بلاده ستعمل كل ما بوسعها لمساعدة مصر وإعادة الاستقرار في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق رصدت "البديل" آراء الخبراء حول العلاقات المصرية الروسية وما تشهده من تقدم. حيث أبدى السفير "إيهاب وهبة" مساعد وزير الخارجية الأسبق ترحيبه بهذه التصريحات، وأكد أن مصر تقدرها جيدا، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الروسية ممتدة منذ فترة طويلة، وأضاف أن مصر لن تنسى مساعدة الاتحاد السوفيتي لمصر اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، وقال "يكفي الإشارة إلى السد العالي وتحرير سيناء للتعبير عن العلاقات المصرية الروسية". كما أشار وهبة إلى تحفظه على حديث بوتين بشأن خطورة الإرهاب على إسرائيل، ووصف تصريح بوتين بأن إسرائيل قد تضطر للحفاظ على حدودها ب"الأمر الخطير"، وأضاف أنه لم يكن هناك داع لمثل هذه الجملة "لأننا لا نقبل إطلاقا قيام إسرائيل بأي عمل في سيناء حتى من منطلق الحفاظ على حدودها"، وأكد أن اتفاقية السلام مع إسرائيل تمنع أي طرف من الاعتداء على الآخر لأي سبب، مشددا على أن الزج بإسرائيل في هذا الموضوع أمر "غير صحيح". بينما يرى الدكتور "يسري العزباوي" الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن هذه التصريحات تعد محاولة من الروس لإيجاد موطئ قدم في مصر، والقيام بدور إيجابي في الثورة المصرية، خاصة بعد "الموقف العدائي للولايات المتحدة من ثورة الثلاثين من يونيو". وأضاف أن تبني الجانب الروسي لهذا الموقف يأتي في الوقت الذي ينهار فيه النظام السوري، والذي يعد الحليف الرئيسي لموسكو في الشرق الأوسط. وأكد أن هذه المحاولات هدفها "التأثير على مشاعر القادة الجدد في مصر بأن روسيا يمكن أن تكون هي الشريك الرئيسي لمصر في هذه المرحلة". وأضاف أن "الرئيس الروسي يسعى للتلويح باستعادة الدور الدولي المفقود للاتحاد السوفيتي عبر وريثه الشرعي روسيا". وفي نفس السياق أشار الدكتور "مختار غباشي" رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية أن "العلاقات المصرية الروسية في تطور واضح بعد الثلاثين من يونيو"، حيث تعرض روسيا نفسها كبديل للولايات المتحدة إذا ما تأزمت العلاقات المصرية الأمريكية بشكل أكبر. وأضاف أن شدة وتطور الوضع في سوريا يضع روسيا في موقف حرج، الأمر الذي يدفع روسيا لإيجاد بديل لميناء طرطوس ومرفأ اللاذقية وبانياس. وأوضح أنه: "لا بديل لسوريا في الشرق الأوسط أكبر وأقوى من مصر". وأشار إلى أن الأزمة التي تشهدها مصر اقتصادية في الأساس، فالحكومة المصرية تستدين بشكل يومي لسد احتياجاتها، وأفضل دعم يمكن أن تقدمه روسيا لمصر في هذه المرحلة هو الدعم الاقتصادي.