دعا الرئيسان الروسي والمصري فلاديمير بوتين ومحمد مرسي اليوم الجمعة، الأطراف في سوريا إلى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن وبدء مفاوضات، معربين عن معارضتهما للتدخل الخارجي في هذا البلد. وقال بوتين للصحافيين في ختام المباحثات مع نظيره المصري في سوتشي على البحر الأسود، " تدعو روسيا ومصر إلى وقف إطلاق النار في سوريا وإطلاق عملية المفاوضات بين الأطراف السورية". وأضاف "يتفق البلدان في الرأي على ضرورة الحل السياسي القانوني للأزمة السورية بدون تدخل من الخارج". وفي ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، قال بوتين إن مواقف البلدين تتطابق لحد كبير بشأن تسوية النزاع العربي الإسرائيلي، وإن روسيا ومصر تؤيدان تنشيط عمل اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين للسلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع جامعة الدول العربية. ودعا بوتين مرسي للمشاركة في قمة البلدان المصدرة للغاز والتي ستعقد بموسكو في تموز/يوليو المقبل، وقال إن "مصر بلد ينتج الغاز، ومن المقرر أن يعقد بموسكو في تموز/يوليو المقبل منتدى البلدان المصدرة للغاز، وسنرحب بمشاركة السيد الرئيس شخصيًا أو من يمثله في هذا الملتقى". وأشار بوتين إلى ازدياد عدد السياح الروس الذين يزورون مصر، معربًا عن أمله في أن تواصل السلطات المصرية كالسابق إعارة الاهتمام إلى قضايا توفير الأمن للسياح الروس. من جانبه أعلن الرئيس المصري انه وجه الدعوة إلى بوتين لزيارة مصر. وقال إن الجانبين اتفقا على "توسيع التعاون بين البلدين بالأخص في مجال صناعة الطاقة"، والمقصود بالأمر "التعاون في صناعة النفط والطاقة الكهربائية واستخراج الغاز والصناعة الذرية"، ولاسيما في بناء محطات كهرذرية جديدة ووحدات لتحليه المياه المالحة. وأشار الرئيس المصري إلى أن القضية السورية احتلت مكانة خاصة في المباحثات، وقال "اتفقنا على ضرورة التوصل إلى حل للقضية السورية في المستقبل القريب كأقصى حد". وأشار إلى أنه يثمّن "موقف روسيا من هذه القضية والذي يتطابق بشكل قريب جدًا مع موقف مصر". وكان بوتين أعرب في مستهل لقائه بمرسي، عن ارتياحه لتكثيف الاتصالات السياسية وتطور العلاقات الاقتصادية بين روسيا ومصر. وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ازداد ووصل إلى 3.5 مليارات دولار على الرغم من الصعوبات في الاقتصاد العالمي، لافتًا إلى أن ما أثار دهشته هو زيادة عدد السياح الروس الذين زاروا مصر في العام الماضي بنسبة 35% بالمقارنة مع عام 2011 وتجاوز عددهم مليوني سائح. وقال الرئيس الروسي، إن البلدين سيحتفلان العام الحالي بمناسبة مرور 70 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو والقاهرة. ومن جانبه أكد الرئيس المصري، أن اللقاء السابق الذي جمعه ب بوتين في جنوب أفريقيا أثناء مشاركتهما في اجتماع قمة دول مجموعة "بريكس" في آذار/مارس، كان له أثر إيجابي على زيادة الرغبة بتقوية العلاقات بين مصر وروسيا، مؤكدًا أنه يمكن رفع العلاقات إلى مستوى أعلى مما هي عليه الآن. وقال إن المسألة أكبر من مجرد زيادة حجم التبادل التجاري وعدد السياح، مضيفًا أنه "يمكن الحديث في المجال السياسي عن وجود تحالف حقيقي". أما في المجال الاقتصادي، فقد أشار مرسي إلى حاجة مصر في نقل المعرفة والتكنولوجيا وإيجاد نهضة إنتاجية في مصر، مشددًا على أهمية دور روسيا في هذا المجال. وقال الرئيس المصري إن بلاده لا تنسى أن روسيا كانت تدعمها منذ الحقبة السوفياتية، وإنه يهتم بأن تساعد روسيا مصر الآن في تطوير وتحديث مشاريع صناعية كانت أقامتها بمساعدة روسيا.