تنطلق، غدًا الجمعة، اجتماعات الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو، ومن المقرر أن يجري الرئيسان جلسة مباحثات انفرادية تعقبها جلسة مباحثات موسعة ينضم إليهما فيها عدد من الوزراء والمسئولين من الجانبين؛ لمناقشة قضايا التعاون الثنائي فى مجالات التجارة والصناعة والاستثمار والنقل والمواصلات، إلى جانب عدد من القضايا الدولية والإقليمية. وصرح الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، بأن مصر تتطلع إلى الحصول على دعم روسيا في الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أن الجانب المصري يسعى لزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي والدفع بالتعاون في مجال البحث العلمي واستقطاب التكنولوجيا الروسية، مضيفًا: "نحن مهتمون أيضًا بالتبادل الثقافي والتعاون في مجالي التعليم والسياحة". وقال في أول حوار خاص لوسائل الإعلام الروسية أمس: "نريد تطوير علاقات بناءة مع جميع الدول، ونعتبر روسيا صديقا قديما ووفيا، ونتمنى أن تبقى كذلك، وأن تدعم الشعب المصري في فترة الانتقال من عهد الديكتاتورية إلى عهد جديد في تاريخ مصر". وشدد على أن العلاقات الدبلوماسية الوطيدة بين مصر وروسيا لها تاريخ قديم، وتمتد إلى سبعة عقود، وشهدت فترات تراجع وصعود، ويسعى شعبنا الآن لأن تكون مصرنا الجديدة مفتوحة على العالم أجمع. وتؤدي روسيا دورًا هاما للغاية في العالم، ونحن مستعدون للإقدام على خطوات حاسمة؛ للارتقاء بعلاقاتنا إلى المستوى العالي المطلوب". واعتبر مرسي أن لدى مصر وروسيا إمكانيات هائلة لتوسيع نطاق التعاون الثنائي، بما في ذلك في تطوير البنية التحتية لقناة السويس وساحل البحر الأحمر. وقال: إن روسيا تمتلك خبرة كبيرة وتكنولوجيا متقدمة في مجالات الاتصالات والطاقة النظيفة، معتقدًا أن بإمكان روسيا أداء دور نشط في تأهيل الكوادر وإجراء بحوث علمية في مجال الطاقة النووية لبناء محطات كهرذرية ومحطات التحلية. ولدى حديثه عن صيد الأسماك، أشار الرئيس المصري إلى أن "لدى روسيا أسطولا كبيرا في مختلف البحار، فيما تمتلك مصر خطا ساحليا ممتدا يطل على بحرين لا يتجمدان، وهي في أمس الحاجة إليه". أكد محمد كامل عمرو وزير الخارجية أن زيارة الرئيس مرسي لروسيا، التي تبدأ اليوم الخميس وتنطلق اجتماعاتها غدًا الجمعة، هي زيارة رئاسية مهمة لدولة ذات علاقات ممتدة وقديمة، وتأتي بعد لقاء طويل جمع الرئيس مرسي والرئيس فلاديمير بوتين في قمة "بريكس" الشهر الماضي. وتوقع عمرو- في لقاء جمعه بالصحفيين أمس الخميس بمقر الوزارة- أن تكون الزيارة مثمرة؛ حيث سافر بعض الوزراء بالفعل تمهيدًا للزيارة؛ مضيفًا أنه من المرتقب عقد اتفاقيات اقتصادية كبيرة بجانب تناول القضايا الإقليمية وعلى رأسها القضية السورية. وأعلن عمرو عن اجتماع المجموعة المصغرة حول سوريا، بعد غد السبت، في إسطنبول لبحث آخر تطورات الأزمة السورية، كما يشارك الوزير في دورة خاصة عن فض المنازعات، يوم الخميس المقبل، في الأممالمتحدة؛ حيث يلقى الوزير فيها كلمة مصر. وأشار الوزير إلى أن زيارة الرئيس لروسيا تأتي مع حلول الذكرى 70 لإنشاء علاقات مصرية مع روسيا، والتي هي دولة مهمة خاصة لعلاقاتها مع سوريا. وعما إذا كانت الزيارة تأتي كنوع من إعادة ترتيب تحالفت مصر الخارجية، خاصة مع عدم زيارة الرئيس لأمريكا، نفى "عمرو" ذلك مؤكدًا أن "قوة مصر في انفتاحها على الجميع" وأن "العلاقات المصرية الأمريكية علاقات ممتدة" ولا تكون علاقات على حساب علاقات. وعن موقف روسيا من الملف السوري، وهل يتعارض ذلك مع العلاقات المصرية الروسية أوضح "عمرو" أنه لا يرى تعارضًا بين وجود علاقات اقتصادية مع روسيا خاصة في مجالات الطاقة وموقف الأخيرة من الأزمة السورية، خاصة أنه لا وجود لتراجعات من جانب مصر عن موقفها الداعم للشعب السوري. وأضاف أن موقف مصر مع بشار بعد ما فعله بالشعب هو أنه لا يتصور أن يكون له دور؛ حيث إنه أمر مستبعد، وأن التفاوض هدفه تحقيق انتقال للسلطة، ويكون مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء. وأوضح عمرو أن الموقف الروسي مبني على وثيقة جنيف، والتي تتحدث عن حل سياسي وعن بدأ المفاوضات؛ ويحدث ذلك من خلال اقتناع النظام بفشل الحل العسكري، وذلك عن طريق دعم الشعب والمقاومة بما يحفظ وحدة الأراضي السورية في مجتمع كثير التنوع. وعن توقعاته للملف الاقتصادي المصري الروسي، قال عمرو: إنه يمكن أن يكون هناك مستقبل منطقة اقتصادية روسية في مصر مثلما هو الحال مع الصين. وأشار عمرو إلى الجانب السياحي قائلاً: روسيا تمثل أكبر مصدر للسياحة في مصر؛ حيث إن أعلى رقم للسائحين يأتي من روسيا، وقد وصل 2 ونصف مليون، ونستهدف زيادة العدد.