نشرت"الخليج"الأحد الأول من سبتمبر الحالي خبراً عن: عقد اجتماع ثلاثي في قاعة"جامعة تل أبيب"حضره الموساد الإسرائيلي وممثلان عن القوات البريطانية ووزارة الدفاع الفرنسية (وهي أطراف العدوان الثلاثي على مصر عام 1956)،بهدف إعادة الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر, من خلال مدّهم بالأسلحة وتخزينها في المحافظات المصرية،وإنشاء غرفة عمليات مركزية للإشراف على المهمة , وذلك من خلال:حماية الصف القيادي الثاني للإخوان،وتصعيد حملة تشويه لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي, وإحداث فتنة طائفية, وإحياء مخطط التقسيم في مصر. ما نشرته"الخليج" يرفع أوراق التوت الأخيرة والتي يحاول بها الإخوان المسلمون ستر عوراتهم الكثيرة, ويزيح القناع الذي يرتدونه دوماً, ويكشف ازدواجية خطابهم السياسي الانتهازي،ويفضح حقيقة توجه أطراف الحلف الاستعماري بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة, وأطراف غربية عديدة في مجالات مختلفة هدفها الظاهر:إعادة الإخوان إلى السلطة قسراً،باعتبارهم الحليف الاستراتيجي الأبرز لهذا الجمع الاستعماري،أما الأهداف الأخرى فتتمثل في:محاولة تفتيت الجيش المصري, باعتباره الجيش الأبرز بين الدول العربية وإحدى مهامه الاساسية في العهد الجديد مجابهة العدو الصهيوني, ولذلك فإن التآمر كبير على هذا الجيش.وهذا يأتي ضمن استراتيجية أمريكية-صهيونية-غربية: لإحداث فوضى في الدولة العربية الأولى والأكبر بين الدول العربية،ونقل هذه الفوضى فيما الأخرى إلى الدول العربية , باعتبار تأثير مصر على شقيقاتها العربيات تأثير كبير.إن ما تسعى إليه هذه الدول الاستعمارية هو: منع التكامل العربي في مختلف المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية على طريق منع هذا التكامل, وصولاً إلى منع أي شكل من أشكال الوحدة،وإلى تفتيت دول الوطن العربي إلى دويلات متناحرة متناقضة. في هذا السياق:يأتي استخدام هذه الدول للإخوان المسلمين: كأداة متآمرة معهم , وكحليف طيّع, بداية للسيطرة على المنطقة بهدف تقسيمها في النهاية،وبذلك تحقق مشاريع"الشرق الأوسط الجديد"الذي وضُعت أسسه في واشنطن وتل أبيب،وبالتعاون مع دول غربية أخرى كثيرة.إنشاء شرق أوسط تخضع فيه المنطقة للعدو الصهيوني, باعتباره: القوة المؤهلة لذلك محلياً , والجديرة بالحفاظ على المصالح الإمبريالية فيها.إبّان وجودهم في المعارضة كان الإخوان المسلمين يملأون الوطن العربي ضجيجاً ويرفعون شعارات عن إزالة إسرائيل ومحيها من الوجود, وعن ضرورة إلغاء اتفاقية العار في كمب ديفيد وكل الاتفاقيات الأخرى مثل: أوسلو ووادي عربة وغيرها, من تلك المعقودة مع العدو الصهيوني.بعد تسلمهم للسلطة في مصر وبعض الدول العربية الأخرى،اتضح زيف شعاراتهم, فلا بد من الحفاظ على الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل(الصديقة وبيزير الصديق العزيز لمرسي) وإسرائيل أصبحت حقيقة واقعة لابد من التعامل معها ! بعد تسلمهم للسلطة, أصبح مشروعاً أن يحاضر رئيس حركة النهضة التونسية في معهد صهيوني في واشنطن, وليس من الضرورة أن يحتوي الدستور التونسي على فقرة تجرّم التطبيع, وأصبح مشروعا عقد الاتفاقيات مع الولاياتالمتحدة وإجراء المباحثات معها.نحن لا نتجنى على الإخوان المسلمين ,فهذه الوقائع يدركها ويعرفها كل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج. ما كشفته الخليج , تزامن مع دعوة رئيس الوزراء التركي أردوغان لتشكيل"ناتو"إسلامي لإعادة مرسي بالقوة إلى رئاسة الجمهورية في مصر, ويتزامن مع مقالات عديدة نشرتها الصحف البريطانية وفحواها: أن الاجتماعات التي تتم بين بعض الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني تهدف الى :إعادة الإخوان إلى السلطة في مصر. ولنكن موضوعين حين نتساءل ,عن السياسات التي قام بتطبيقها الإخوان المسلمون في مصر أثناء السنة التي تولوا فيها الحكم. الواقع يقول:إن هذه السياسات تتماهى معما يسعى إليها اجتماع تل أبيب.الإخوان المسلمون حاولوا إضعاف الجيش المصري من خلال أخونة مناصبه العليا, وإجراء تغييرات فيه بهدف السيطرة نهائياً عليه،لكنهم لم يستطيعوا تنفيذ هذه المهمة خلال عام،بل أن الإجراءات والتغييرات التي قاموا بها ارتدت عليهم, فلقد أثبت الجيش المصري أصالته وعروبته وانتمائه الوطني لمصر والقومي لأمته العربية!لو كان باستطاعة الإخوان أخونة كل المناصب في الجيش لفعلوا ذلك،لكنهم بفتقدون إلى أعضاء في الجيش لملأ هذه المناصب. القضية الثانية:بالفعل حاول الإخوان المسلمون إحداث الفتنة الطائفية في مصر من خلال السنة والشيعة واعتبروهما المعيار في القيام بهذه الخطوة السياسية أو تلك, ومن خلال المسلم والقبطي والتعبير عن ذلك ليس مباشرة وإنما من خلال مشاريع القوانين الدستورية التي جاءوا بها،والتي جرى تفصيلها على قياس الإخوان ليحكموا مصر مثلما صرّح أحد قادتهم:خمسمائة عام!. القضية الثالثة:من خلال تركيزهم على المشروع العالمي لتنظيم الإخوان , حاولوا عزل مصر عن انتمائها القومي العربي وحاولوا إبعادها عن إطارها الطبيعي ,وتجيير مقدراتها لصالح مشروعهم العالمي،الذي دعا إليه المؤتمر العالمي للإخوان في تركيا منذ بضعة أشهر. حاولوا مسح التاريخ العربي لمصر والانجازات التي تمت في عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر, لذلك فإن عصام العريان القيادي في الإخوان يحمّله مسؤولية تهجير اليهود إلى الكيان الصهيوني ومصادرة أموالهم , لذلك طالب بإعادتهم واستراداد ممتلكاتهم.هذه وقائع من التاريخ القريب ويذكرها أيضاً القاصي والداني.إن مثل هذه الخطوات تعتبر اللبنة الأولى على طريق تقسيم مصرالوطن والعروبة ذات التأثير الإفريقي والدولي عدا عن تأثيرها القومي العربي بالطبع. يبقى القول:أن مصر تحررت من عبوديتها للإخوان في 30 يونيو الماضي ,وفي الثالث من يوليو: حين تم عزّل مرسي وإسقاط حكم الإخوان ,وارتدت مخططاتهم السوداء إلى نحورهم!.