هى مصر صغيرة بيضاء يخطها خضار ،مترعة بالأشجار المعمرة ،لم يركن أبنائها لظلالها بل تسلقوها ليقتطفوا ثمارهابشقاوتهم وبرائتهم فوجدوا أنفسهم أمام ميدان التحرير بزخمه وأمواجه يخلع عنها الاستعباد ويستعيد الحرية مغمسةبالبديهة ،جلسنا نحن الأمهات نحتمى بالفىء والجذوع العريقة الضاربة عميقا فى الأرض ،نرنو الى ابنائنا ونسمى عليهممن الميدان الى براح مدرستنا شاهدنا الدم يسيل والحرائق تشتعل . يخطىء من يظن" ليسيه الحرية" باب اللوق مجرد مدرسة ،انها وصف مصر وذاكرتها التى تتعرض للنهب وللاستلاب منجحافل جراد مترممة لا تجيد حتى الكذب ولكنها تجيد البلادة المتلفعة بطبقات من المسئولين الفاسدين . لم نظن أنها حرب ابادة على هذا الأثر المحترق الذى أبى أن ينهار وبقى منتظرا العون مسبحا بحمد ربه وهو يعلم اننا نراهيغتال أمام أعيننا فلا نتحرك وليس بيده سوى الصبر والانتظار . ظننا الأمر ادارة مدرسة فاسدة تريد أن تسرقنا فى مناقصة للكتب هناك أو تغيير للزى هنا أو حتى تأجير لبعض الأماكناسترتيجية فى المكان وبكل سذاجة المصريين وتعودهم على الفساد سكتنا وقلنا" كم من حاكم نهبنا وبقينا نحنفليأخذوا ضالتهم من دمنا ودم أطفالنا ونرضى نحن بعملية تعليمية مبتسرة لكن الثائرين حذروا أن المدرسة / الوطنتصفى والجامعة الأمريكية حاضرة للشراء ،هكذا أراد لنا الأخوان الذين توغلوا فى مفاصل التعليم . طوفان الثورة هدر اكتسحهم وطفا رجل ليقول كلمته الفصل" الوطن لن يقسم ولن يحترب ولن يروع" نعم ولكن فليعلم "السيسى" أن فى مصر أمصار أخرى تحتاج اليه . ثانية نقول هى مصر صغيرة فى قلب ميدان التحرير مازال أخوانها الارهابيين معششين فيها حرقوها ووقفوا دون قطرة ماءتنقذها وقطعوا كل يد عون تريد ان تمتد لها استعدوا بسطائها على ثائريها الذين رابطوا فيها واعلنوا انهم لن يهجروها ولنيتركوها تتفتت، الفساد فى كل مكان وللاخوان فلولهم داخل وزارة التربية والتعليم وايديهم التى تخرط وتبيعوتقبض مازالت حاضرة وليسيه الحرية على شفا الاحتراب الداخلى والانهيار فهل نجد لنا" سيسى " يزيح عنا الغمة كىنستعيد ذاكرة الهواء الطلق والشمس الوفيرة و تراب ارجل أبنائنا الصغيرة وهم يسابقون بعضهم البعض يقعون علىأرضها فتكون عليهم لينة هل تستعيد آذننا أصوات ضحكاتهم بدلا من أنينهم وشكوتهم التى لا يسمعها أحد فى خضم صخبحفلات الصفقات المليونية التى تقام على جثة المدرسة/ الاثر / الوطن . فلينقذها الله بسيسى يعلن انها لن تباع ولنتقسم ولن تقفل ،هناك حرب على مصر نعم ولكن من يحب مصر لن يفرق بين بيع قناة السويس وبيع أثر فى قلبالقاهرة ، بين اغتيال جنوده واغتيال براءة أطفال لا ذنب لهم لتسرق اعمارهم وتباع فى مزادات الأخوان ، فمصر هى مجموع كلأمصارها