* البحرينيون يعاودون التظاهر بعد رفع الطوارئ ويطالبون بخروج القوات السعودية * إندبندنت: المستفيد الوحيد من القمع في البحرين هو المملكة السعودية * الصحيفة البريطانية: السلطات البحرينية تتعامل مع المعارضين كما تعاملت أوروبا مع الساحرات في القرون الوسطى كتبت- نفيسة الصباغ: خرج عدد من المظاهرات في البحرين بعد انتهاء حالة الطوارئ التي فرضها النظام البحريني، وعلى الرغم من عرض الحوار وترحيب أكبر فصائل المعارضة به، وبدأت فيديوهات للمظاهرات والأحداث تنتقل عبر الإنترنت، ومن بينها مقطع فيديو تظهر فيه سيارات لقوات أمن ومرتزقة في جزيرة سترة يحاولون دهس مواطن وسط دعوات لمظاهرات حاشدة. وفي المقطع يظهر رجل أعزل يجري وسيارة تحاول ضربه، فينجو منها وتتبعه أخرى فيدخل شارعا جانبيا فتتبعه ثالثة، ثم تترجل قوات أمنية بزي رسمي وبعضهم بزي مدني، من السيارات الثلالثة وسيارتين أخريين ويطوقون المكان من مختلف الجوانب لاعتقال الشخص، ويعتقلونه في نهاية الأمر. لمشاهدة الفيديو: وخرج المتظاهرون في أوقات متفرقة للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية ووقف أحكام الإعدام على اثنين من المتظاهرين، إضافة إلى الإفراج عن معتقلي الأحداث الأخيرة، كما هتفوا بشعارات منددة بالحكومة. وفي بعض المناطق حال انتشار الأمن دون خروج أي مسيرات. جانب من المظاهرات في البحرين: ومن جانبها، ذكرت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية أن السلطات البحرينية رفعت قانون الطوارىء لكنها استمرت بالرغم من ذلك، في قمع وتعذيب المعارضين المنتمين للطائفة الشيعية، وتهديد طالبات المدارس بالاغتصاب، وإجبار النساء على شرب زجاجات من البول. وأضافت أن الاستخدام المنتظم للتعذيب في البحرين يحمل كل الوحشية الجنونية لمحاكمات الساحرات في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر. ففي كلتا الحالتين، كان المحققون يريدون الحصول على مواد تدعم المؤامرات المتخيلة من خلال انتزاع اعترافات بالقوة. في أوروبا، كانت النساء يجبرن على الاعتراف بممارسة السحر، أما في البحرين فهدف التعذيب هو جعل الضحايا يعترفون بسعيهم للإطاحة بالحكومة. واعتبرت الصحيفة أن مأساة البحرين هي أن كل التطورات العنيفة الأخيرة لم تكن ضرورية حتى من وجهة النظر الأنانية لعائلة آل خليفة. فمن بين كل الثورات التي وقعت خلال الربيع العربي، كانت البحرين تملك أكثر العناصر التي تضمن التوصل إلى حل وسط بين المتظاهرين وأصحاب السلطة. لأن المعارضة لم تكن تطالب بإنهاء الملكية، بل بالمزيد من الديمقراطية، والتقليل من التفرقة، وإنهاء سياسة منح الجنسية للمهاجرين السنة في محاولة لتغيير الميزان الديموغرافي ضد الشيعة. وبدلا من السعي لاتفاق مع المعارضة، خاف آل خليفة، وظنوا على الأرجح أنهم سيكونون النظام الذي سيكون التالي في السقوط بعد نظامي تونس ومصر. وأرادت السعودية وغيرها من ممالك الخليج أن يتم قمع ما اعتبروه ثورة شيعية. وعزفت الحكومة على الوتر الطائفي، فصورت الشيعة في البحرين على أنهم بيادق إيران وخوفوا الأقلية السنية في الجزيرة. وقامت بهدم مساجد وحسينيات الشيعة. واعتبرت المشاركة في أكثر المسيرات سلمية قبل بدء عمليات الملاحقة في الخامس عشر من مارس خيانة، وأجبر من لم يشارك في المظاهرة على الاعتراف بأنهم شاركوا فيها. ولم تيتبعد الصحيفة أن تحاول المملكة تغيير الميزان الديموغرافي من خلال إخراج آلاف الشيعة من الجزيرة بالتهديد والطرد، والاعتماد على السعودية بدرجة أكبر من السابق، وهو ما اعتبرته “جارديان” سينتهي بجعل الجزيرة “مجرد محمية سعودية“.