* رجال القذافي يشعرون بالثقة والنتيجة المرجحة هي تقسيم الدولة لفترة طويلة * مسؤول أمريكي: لا يمكن التكهن بما قد يفعله واحد من أكثر الحكام الشموليين في العالم الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم * في حال استمر الوضع الحالي يمكن استسدار قرارا من مجلس الأمن بتدخل بري محدود البديل- وكالات: قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن القذافي عزز موقفه في وسط وغرب ليبيا بما يكفي لاستمرار المواجهة بينه وبين المعارضة المسلحة التي تحاول انهاء حكمه الممتد منذ أربعة عقود إلى أجل غير مسمى. وقال مسؤول أمني أوروبي يتابع الأحداث في ليبيا عن كثب “رجال القذافي يشعرون بالثقة تماما.” وأضاف أن النتيجة المرجحة هي “تقسيم بحكم الأمر الواقع لفترة طويلة قادمة” بسبب تحسن موقف القذافي وضعف قوات المعارضة المسلحة غير المدربة والتي تحارب بأسلحة متهالكة. ويقول بروس ريدل خبير شؤون الشرق الأوسط السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) إن عدم التوصل إلى حل للصراع ربما يمثل مخاطر غير مقبولة على واشنطن وحلفائها. وأضاف “الدخول في حالة جمود في ظل التقسيم بحكم الأمر الواقع يعني جرحا مفتوحا على ساحل البحر المتوسط سيستغله المتشددون ويجب ألا يسمح الزعماء الأمريكيون والأوروبيون بأن يحدث هذا.” ويقول ريدل: إذا تحقق هذا السيناريو فإنه لا يرى بدائل كثيرة بخلاف إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا جديدا يجيز نشر قوات برية ضد القذافي. وأضاف “قوات القذافي ليست بهذه القوة. ستنتصر قوة محترفة من حلف شمال الأطلسي بسرعة ثم يتم الانتقال إلى قوة لتحقيق الاستقرار تابعة للأمم المتحدة تضم فرقا عسكرية من دول إسلامية” مشيرا إلى باكستان وأندونيسيا وتركيا كمساهمين محتملين في قوة لحفظ السلام. وأذكى التشاؤم المتزايد بشأن قدرة المعارضة المسلحة على تحدي سيطرة القذافي على جزء كبير من البلاد الدعوات إلى أن تقدم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها دعما أكبر للمعارضة. وقال البيت الأبيض أمس الأربعاء إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لايزال معارضا لإرسال جنود أمريكيين إلى ليبيا لكنه يدعم الخطوات التي تتخذها بريطانيا وفرنسا لنشر وحدات عسكرية صغيرة لتقديم المشورة للمعارضة. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها توصي بأن يوافق أوباما على تقديم مؤن طبية وأجهزة لاسلكي ودروع واقية من الرصاص ووجبات جاهزة ومساعدات أمريكية أخرى قيمتها 25 مليون دولار للمعارضة لكن المساعدات لن تشمل أسلحة. وعلى الرغم من الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي والخطوات التي تتخذ لتعزيز القوات المناوئة للقذافي فإن وكالات مخابرات أمريكية وأوروبية ترى أنه عزز سيطرته على طرابلس ومعظم غرب ليبيا. ويقول المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إن قوات القذافي نجحت الآن في الوصول بالصراع مع قوات المعارضة إلى حالة من الجمود. وكانت المعارضة في إحدى المراحل قد بدت مسيطرة على مصراتة ثالث أكبر مدينة في ليبيا. وقال متحدث باسم المعارضة في مصراتة لرويترز أمس إن قوات المعارضة تقاتل القوات الموالية للقذافي على السيطرة على شارع رئيسي في المدينة المحاصرة. وأضاف المتحدث أن المعارضين “يسيطرون الآن على 50٪ من الشارع، ويسيطر جنود القذافي وقناصوه على الخمسين بالمئة الأخرى.” وترسو السفن في ميناء مصراتة لتوصيل المساعدات الإنسانية وإجلاء اللاجئين. ويقول بعض مسؤولي الأمن القومي الأمريكي والأوروبي إن قوات القذافي ستعيد تنظيم صفوفها قريبا بما يسمح لها بالتفكير في التحرك صوب بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا حيث بدأت دول حلف الأطلسي وقطر تقديم المساعدات للمعارضة. وقال مسؤول أمريكي “لا أحد يستطيع أن يتكهن بما قد يفعله واحد من أكثر الحكام الشموليين في العالم الذين لا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم.” وأضاف المسؤول “ربما يكون جزء من استراتيجية القذافي تعزيز قوته في طرابلس والجزء الغربي من ليبيا.” واستطرد قائلا “في هذه المرحلة سيكون مسيطرا على معظم أنحاء ليبيا وحينذاك يمكن أن يقرر في إحدى المراحل مدى الشراسة التي يريد التعامل بها مع الشرق في أماكن مثل بنغازي.”