أكد محمد رفعت مساعد رئيس تحرير مجلة أكتوبر ومؤلف كتاب “محاورات المصريين” أن منتديات الانترنت والمدونات لعبت دورا مهما في زيادة الوعي وكشف الفساد ومهدت لقيام ثورة 25 يناير حتى قبل ظهور “الفيس بوك”، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن التي كانت تراقب كل صغيرة وكبيرة في المجتمع والشبكة العنكبوتية لم تستطع مواجهة سيل المعلومات والأفكار التي تدفقت نتيجة الحوار الحر والمفتوح عبر الانترنت، ولم تفلح في حماية نظام مبارك الهش من السقوط. وأضاف “رفعت” في الندوة التي عقدت لمناقشة الكتاب بنقابة الصحفيين وأدارها الناقد عبدالغني داوود أن المنتديات الموجودة على شبكة الانترنت ومن بينها “محاورات المصريين” عالم رحب من الإبداع والكتابة وطرق للتعبير عن النفس والأفكار والمشاعر والمعرفة كما أنها وسيلة لكسب المزيد من الأصدقاء ممن لهم اهتمامات مشابهة لاهتمام عضو المنتدى أو صاحب المدونة، لذلك فالبعض يتنبأ لها بأنها ستصبح في المستقبل القريب بمثابة إعلام بديل، وقد تشكل منافسا خطيرا لوسائل الإعلام التقليدية، وذلك بسبب قدرتها على لفت الأنظار إليها بسرعة نظرا لسهولة الوصول إليها والتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا، كما أنها لا تتطلب رأس مال ضخم ولا تصريح من السلطات وهي عموما لا تسعى إلى الربح، لذلك تسعى بعض دور النشر إلى اختيار أسلوب تحرير صحفي يقترب من أسلوب المدونات كثيرا. وأكد أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل، والدليل على ذلك هو اتجاه كثير من الصحف الغربية والأمريكية تحديدا إلى التحول من الشكل التقليدي إلى الإعلام الإلكتروني، وخاصة بعد الأزمة المالية العالمية ، والتي تسببت في أزمات مالية لكثير من المؤسسات الصحفية، مشيرا إلى أن الإعلام الإلكتروني أثبت خلال سنوات عمره القليلة أنه أكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور من الصحف التقليدية، وكثيرا ما يلبي احتياجات قراء الصحف ومشاهدي التلفزيون ومستمعي الإذاعة في آن واحد، كما تعد هذه الوسيلة الإعلامية ثورة في مجال التفاعل مع الجمهور، إذ أثبتت قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلا لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص. وأكد أن ظهور الإنترنت أضعف من بيروقراطية الدولة لصالح القوى السياسية وهيئات المجتمع المدني، من خلال قضائه على احتكار المعلومات وضمانه لانسيابها بحرية لا يمكن التحكم فيها. من جانبه اعترف الناقد عبدالغني دواوود أنه لم يكن يتوقع هذا التأثير الضخم للمدونات على تشكيل الوعي السياسي في المجتمع المصري، وخاصة لدى الشباب، مؤكدا في نفس الوقت أنه لا يزال من أنصار الكتاب المطبوع، ومستشهدا بطبع بعض المقالات والقضايا التي فجرها موقع “محاورات المصريين” في كتاب ليدلل على أن الكتاب لا يزال له سحره وأصالته رغم التطور التكنولوجي الهائل واتجاه كثير من الناس للقراءة عبر الانترنت. أما محمد أبو الفضل مدير بوابة الأهرام الاليكترونية فقال إن تعليقات القراء على الأخبار والموضوعات والتقارير الصحفية التي تنشرها البوابة أصبحت مصدرا مهما للأفكار وكنزا من التحقيقات الصحفية الساخنة..وقال أبو الفضل إن بعض القراء أمدوا البوابة بمعلومات وأخبار مهمة جدا من خلال مشاركاتهم في البوابة يتم متابعتها بجدية والتوثق منها وبعضها يفتح ملفات مسكوت عنها ويكشف قضايا غاية في الخطورة لم تتناولها الصحف ومحطات التليفزيون من قبل. وأشار إلى أنه أصبح واضحاً أن نشأة أي وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي ما سبقها من وسائل، فالراديو لم يلغ الصحيفة والتليفزيون لم يلغ الراديو، ولكن الملاحظ أن كل طرق الإعلام المستحدثة يخصم الكثير من جمهور الطرق القديمة ويغير أنماط استخدامه وفقاً لإمكانيات الوسيلة الجديدة.