أمام اعتذار: إبراهيم عبد المجيد، والدكتور محمد العبد، والدكتور سيد قطب عن عدم حضور أولي ندوات لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة حول (سرديات الإنترنت والثورة) اضطر الروائي الكبير خيري شلبي، مقرر اللجنة، إلي ضم الجلستين في واحدة تولي رئاستها الروائي الكبير يوسف القعيد، الذي أكد أن الإنترنت أصبح منجزاً ثقافيا، وأن عدد الذين تعاملوا معه في مصر قبل سنوات بلغ 9 ملايين، وهو الرقم الذي يشهد ارتفاعاً كبيراً اليوم. وقد تناول الناقد الدكتور سامي سليمان في ورقته المعنونة ب"المدونة وآفاق الحريات" مدونات الأدباء الذين ينشرون أعمالهم القصصية والمقالات النقدية علي الانترنت وضرب مثلا بمدونة الأديب سمير الفيل، موضحا أن المدونة تعد وسيلة إضافية للبحث عن جمهور جديد، مشيرا إلي مدونات الشباب، التي يعبرون فيها عن ذواتهم في مختلف المجالات، مضيفا أن أهم ما يميز المدونة هو حرية التعبير التي لا حدود لها فضلا عن تفاعل الجمهور الفعلي معها. وتحت عنوان "المدونة الإلكترونية من تحولات السرد إلي تحولات الواقع" جاء بحث الدكتور أحمد عبد العظيم الذي توقف أمام موقع الفيس بوك كعامل محرك للثورة، موضحاً أن سرديات الإنترنت في الشبكة العنكبوتية كانت مثالاُ لإحياء الوعي العربي، عقدا مقارنة بينها وبين الدور الذي لعبته مطبعة بولاق في قيام ثورة عرابي عندما نشرت أمهات الكتب التي أشاعت جوا من التنوير. وطرح الدكتور عبد العظيم سؤالاً شاغلاً: هل يمكن اعتبار المدونات سرديات أدبية؟ وعلي الرغم من اختلاف النقاد في الإجابة عن هذا السوال، فقد اتفقوا علي أنها أوجدت حالة من الحراك في ساحة الإبداع، وفي مجال التلقي أيضاً عبر التفاعل والتواصل بين الأفراد، وأضاف أن المدونة تبين له أصناف النشر وأفكارهم، والنتيجة التي وصل إليها تكمن في أن الواقع كان محبطاً لجميع الفئات فبدأ الناس في كتابة مشاكلهم والبوح بها في عالم افتراضي هو الإنترنت. أما الدكتور أحمد يحيي فقد تناول في ورقته (الأدب والثورة في الأدب). وفي نهاية الجلسة أوضح الدكتور علاء عبد المنعم أن المدونة جسدت حلم البوح الشبابي، وكانت هروباً من واقعه المؤلم. وكانت الجلسة الختامية من نصيب جيل المبدعين الشباب الذي مثله: علاء أبو زيد، الطاهر شرقاوي، نهي محمود، شريف عبد المجيد، أسامة حبشي، الذي طرح فيها طرح سوالاً دالاً: لماذا لجأنا إلي الإنترنت؟ مؤكداً أن الإنترنت هي وسيلة البوح الوحيدة في ظل كبت الحريات, ولاسيما في مجال النشر مما جعل الشباب يلجأ إليها لبث إبداعاتهم، وتضيف نهي أن جزءً من فكرة التدوين هو تعبير عن الذات.. عندما يراك الجميع وتراهم أيضاً، فيما يعلق شريف عبد المجيد بأن الإنترنت والتعامل مع الشبكة العنكبوتية أصبح واقعاً لا نستطيع أن نستغني عنه في حياتنا، ويشير الأديب علاء أبو زيد إلي اللقاء الذي جمعه برئيس تحرير جريدة "لوس انجلوس" الأمريكية عقب فوزه بجائزة ساويرس وسأله عن كيفية تواصله مع الشباب وقت أن كان أبو زيد خارجاً من تجربة 6 أبريل والفيس بوك، فكتب رئيس تحريرها في افتتاحية الجريدة: "التغيير في العالم العربي سيحدث من الفيس بوك". واختتمت الجلسة بالطاهر شرقاوي الذي ذكرّ بأن الإنترنت بات عالما موازياً للواقع الذي نعيشه، إذ يحعله أكثر تحرراً وخارج عن أي سلطة رقابية، وقد نجح في خلق ثقافة مغايرة لجيله.